الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفسير قوله تعالى"وليس الذكر كالأنثى" للشيخ الشعراوي

صدى البلد

قال الإمام محمد الشعراوي فى تفسيره للآية، "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" {آل عمران:36}.. إن امرأة عمران قالت هذا القول لأنها قد قالت إنها نذرت ما في بطنها محررا لخدمة البيت أى أنها أرادت ذكراً لخدمة البيت، لكن المولود جاء أنثى، فكأنها قد قالت: إن لم أُمَكّنْ من الوفاء بالنذر فلأن قدرك سبق لقد جاءت المولودة أنثى.
وأوضح إمام الدعاة أن قول امرأة عمران "والله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ" هذا لايعني أنها تريد إخبار الله بأنها وضعت أنثى، ولكنها تريد أن تظهر التحسر، لأن الغاية من نذرها لم تتحقق، ثم قال الله تعالى "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى" أى إن الله تعالى يقول لها لا تظني أن الذكر الذي كنت تتمنينه سيصل إلى مرتبة هذه الأنثى، إن هذه الأنثى لها شأن عظيم.
وتابع الإمام أنه قيل أن هذا القول من تمام كلامها "إِنِّي وَضَعْتُهَآ أنثى" ويكون قول الحق "والله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ" هو جملة اعتراضية ويكون تمام كلامها "وليس الذكر كالأنثى" أي أنها قالت: يارب إن الذكر ليس كالأنثى فإنها لا تصلح لخدمة البيت، وسنجد أن المعنى الأول فيه إشراق أكثر لأنه فيه تصور كأن الله تعالى يقول لها: أنت تريدين ذكراً بمفهومك في الوفاء بالنذر وليكون في خدمة البيت ولقد وهبت لك المولود أنثى، ولكني سأعطي فيها آية أكبر من خدمة البيت وأنا أريد بالآية التي سأعطيها لهذه الأنثى مساندة عقائد لا مجرد خدمة رقعة تقام فيها شعائر، وإنني سأوجد في هذه الأنثى آية لا توجد في غيرها حتى إن الذكر لن يصل إلى مرتبة هذه الأنثى.
وأضاف أن قول امرأة عمران "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشيطان الرجيم" هذا يدل على شعورها فحينما فات المولودة بأنوثتها أن تكون في خدمة بيت الله فقد تمنت أن تكون المولودة طائعة عابدة فسمتها (مريم) لأن مريم في لغتهم معناها العابدة،
وبين الشعرواي أن إمرأة عمران كانت تمتلك عقلية إيمانية حاضرة وتحمل المنهج التعبدي كله لذلك استعاذت بالله من الشيطان من أنه يقترب من مريم وذريتها، لأن الشيطان ينفرد بالإنسان حين يكون الإنسان بعيدا عن الله، فإن الإنسان عندما يستعيذ بالله من الشيطان فإنه يرتعد فرقا ورعشة من الإستعاذة وعندما يتكرر ارتعاد الشيطان بهذه الكلمة فإنه يعرف أن هذا الإنسان العابد لن يحيد عن طاعة الله إلى المعاصي ولذلك استعاذت إمرأة عمران من الشيطان.
وأشار أن معنى الذرية قد يفهمها الناس على أنها النسل المتكاثر، ولكن كلمة ذرية تطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى الثلاثة أو أكثر، والذرية هنا بالنسبة لمريم -عليها السلام- هي عيسى -عليه السلام-.