قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

معهد واشنطن: التفكير الإرهابي لا يختلف من جماعة إلى أخرى


نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأقصى، تقرير عن الارهاب الدولى، يناقش دوافعه، ووسائل القضاء على ايديولوجياته، فى اطار منتدى سياسى تحدث خلاله الأمير الأردنى زيد رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وماثيو ليفيت، ومدير برنامج ستاين للاستخبارات و مكافحة الإرهاب، وهدية ميراحمادي، مديرة "المنظمة العالمية لتنمية الموارد والتعليم.
وقال الحسين، إنّه لم يعد يهمّ تقريباً تمييز واحدة من هذه الجماعات المتطرفة عن الأخرى من حيث مفهوم حقوق الإنسان، فسواء تحدثنا عن جماعة «بوكو حرام» أو «جبهة النصرة» أو تنظيم «داعش» الإسلامية»، تتبع كلها أيديولوجية "تكفيرية" متشابهة، وعلى دول الغرب أن تدرك النسيج الذي يربط كل هذه الجماعات المتطرفة معاً حيث أنها تبدي القدر عينه من القساوة والاستخفاف بالأرواح والتشويه الكامل لماهية الدين الإسلامي.
وحالما يدرك الغرب ذلك، سيصبح من الممكن البدء بالعمل على إعداد الإطار الصحيح لمكافحة أيديولوجيتها، بالإضافة إلى ذلك، سيمنع فهم هذه المسألة بشكل أفضل السياسيين الأكثر تمثيلاً لآراء عامة الشعب من تأجيج المشاعر المعادية للإسلام إذ إنّ رد الفعل المبالغ لا يقوم سوى بتغذية القضية "التكفيرية".
وأضاف الحسين أن تنظيم «داعش» استغل بشكل ذكي طموح الكثيرين من المسلمين غير "التكفيريين" إلى إقامة خلافة إسلامية وقام، من خلال حبك هذا الطموح بطريقة تفكير متطرفة، بخلق ما يمكن وصفه بقوة هائلة مدمّرة لا يمكن ردعها، مما يوضح قوة ايديولوجيتها وقدرتها على الصمود، ويدعو إلى اللجوء إلى استجابة متعددة الجوانب لا تقتصر على القنابل والبندقيات والحسابات المصرفية.
وأشار الحسين الى أنّ الإعلام يؤدي دوراً هاماً في هذه المعركة، حيث يقع على عاتق الإعلاميين إسماع صوت المسلمين العاديين المعتدلين وإعطائهم منصة أوسع، غير أنّ الإعلام غالباً ما يفضل عرض الصواريخ المنهمرة بدلاً من التركيز على الصعيد الأيديولوجي. فلم تغطِ سوى صحيفتان اثنتان أو ثلاثة صحف في دول الغرب كتاباً صدر عن 126 عالماً من العلماء المسلمين استنكروا فيه الخطبة التي ألقاها زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في يوليو. من إمكان وسائل الإعلام الكبرى كما ومن واجبها إلقاء المزيد من الضوء على هذا الجانب.

أما ليفيت فقال ان الآن هو الوقت الأنسب لإطلاق مناقشات حول مواجهة التطرف العنيف، خاصة مع تخطيط البيت الأبيض لعقد قمة حول هذا الموضوع، وقال ان اهتمام الحكومة بهذا الموضوع يتأرجح هبوطاً ونزولاً لكنه يحظى اليوم بالاهتمام لأنه يشكل واحداً من أصعدة العمل الخمسة في استراتيجية الحكومة الأمريكية لمحاربة "داعش".
أما على صعيد جهود مواجهة التطرف، فأشار الى ثلاثة عوامل رئيسة مقلقة يجب التركيز عليها، حيث تتطلب أولاً مواجهة التطرف الفعالة إشراك المجتمع والرد على الأسس الأيديولوجية للتطرف، بما فيها الخطاب الارهابى، كما إنّ الحفاظ على علاقات سليمة مع المجتمعات المسلمة أمر هام بشكل استثنائي، سواء للحكومة أو للمجتمعات.
واستطرد بأنّ إشراك المجتمع وحده ليس كافياً، فالبرامج التى يتم تنفيذها لمناهضة الارهاب، والقاء الضوء على ماهيته لنكوين فهم أكبر تعد في غاية الأهمية، فمهما كان موضوع الأيديولوجيات مزعجاً، لا بد من التطرق إليه إذ عندما يكون لدى الشخص فراغ معرفي يمكن ملؤه بهذا التطرف العنيف، على أحدٍ أن يتدخل ليزوده بسيناريوهات وأفكار بديلة.
وأضاف ليفيت أن الحكومة الأميركية تعاني، لسوء الحظ، من عجزٍ هيكلي وبرمجي في ما يتعلق بمنع ومكافحة التطرف، وأشار أنّه يجب تقييم البرامج المناهضة للارهاب، بالاستناد إلى مستويات تمويلها وإلى ما إذا كانت تتصدى إلى الأيديولوجية المتطرفة وتسهّل الوصول إلى المجتمعات المحلية.
وقالت هدية ميراحمادي، ان نظام «داعش» وصل الى درجة تفوق بكثير، ما وصلت اليه «القاعدة»، أو غيرها من الجماعات الجهادية، فى اطار تجنيد المقاتلين، إذ كان التلقين الأيديولوجي لـ تنظيم «القاعدة» أشد تطرفاً بكثير، فقد سعت الجماعة إلى إقناع مناصريها أنّ الغرب عدو لدود، بينما يدعو تنظيم «داعش»، الى السعى فى بناء مجتمع فاضل وإنقاذ المسلمين من مذابح نظام بشار الأسد.
ووفقاً للدعاية التي تنشرها «داعش»، هي جماعة قانونية لها زعماء شرعيين ضمن دولة قائمة ذات سيادة، ولذلك يتعين على العلماء المسلمين دحض هذه الادعاءات، كما يمكن للمعتدلين تلقيح الوسط الإسلامي ضد التنظيم، حيث بإمكان الشيوخ أنّ يؤثروا في الكثير من الشباب والراشدين الذين يسعون للحصول على مبررات دينية للأنشطة الجهادية.