قطر .. والمستقبل

في ٢٧ مايو ١٩٩٥ تولي حمد بن خليفة آل ثان مقاليد الحكم في قطر بعد انقلاب علي والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثان ، وكان هدفه الأول هو توثيق علاقاته مع أمريكا .. وكان عربون ذلك قاعدة السيلية، وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
وبدأ الحاكم القطري في تقديم كل ما يؤكد ولاءه لأمريكا فقام بشق الصف العربي بعد تشكيله لما سمي بجبهة الممانعة، بعد عقده لقمة عربية طارئة في أعقاب العدوان على غزة ، دون حضور مصر والسعودية وعدد آخر من الدول العربية ، ومنذ هذا الوقت غرد بعيدا عن الوحدة العربية وتعاون مع حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق والذي وصف بأنه مدمن للحيل السياسية والتناقض في السلوك لبث الفرقة بين الدول العربية ومحاولة السيطرة علي زعامة المنطقة العربية بالدسائس والمؤامرات واحتواء المعارضين للدول العربية وتقوية نفوذهم من أجل زعزعة استقرار الحكم في الدول العربية.
وبعد أن تولي تميم بن حمد آل ثان الحكم في قطر ، أعاد ترتيب البيت مرة أخري ، فهو معروف عنه أنه علي نقيض مما كان قبله ، فسعي للتهدئة مع من عادوهم من قبله وهدأت الأمور بعض الوقت إلا أن الأمر لم يأت على هوى ما يمكن أن نطلق عليه الحرس القديم الذي يرفض فكرة التقارب العربي ولا يهمهم سوي مصالح أمريكا وأهدافها.
يتحدث مسئول رفيع المستوي في قطر وقريب من الأمير تميم أنه يعاني من تدخل الحرس القديم في حكمه، واصفا ما يفعلونه بأنه إفساد لخطط تميم التي تعني بالتقارب العربي خاصة وأن تميم يسعي لخطط مستقبلية طموحة لقطر بعيدا عن الدسائس والمؤامرات.
وأكد المصدر أن ما يحدث في قطر الآن يمثل انتهاكا لحكم تميم وأنه في حالة سيطرة الحرس القديم بهذا الشكل فإنه سيعود بقطر إلى نقطة الصفر في الوقت الذي يسعي فيه تميم إلى آفاق أخرى ، ويشير المصدر المقرب من تميم إلى أن ذلك يمثل صراعا جديدا في الحكم بقطر مؤكدا أن جذور الحرس القديم في دولة قطر نافذة ولكن المستقبل لتميم.