بعد غاراته الانتقامية ضد داعش.. السيسي الحليف الأقوى للغرب ضد الإرهاب .. والحل السياسي حلم بعيد المنال في ليبيا

الخبراء: مصر عنصر قوي في التحالف الدولي ضد الإرهاب
"رافال"..وتحالف مصري- فرنسي غير مسبوق
الحل السياسي.. حلم بعيد المنال في ليبيا
قبل ساعات من انعقاد مجلس الأمن الدولي حول ليبيا ، فإن التحركات الدولية وردود الفعل التي أعقبت الغارات الجوية الانتقامية المصرية التي استهدفت مواقع داعش في ليبيا تعكس تحولا واضحا في الموقف الغربي من مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، الذي تحول الآن إلى أمل الغرب وسلاحه الأقوى في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وحلفائه.
فالجلسة ستركز بالأساس حول استعراض سامح شكري وزير الخارجية الوضع الميداني ومطالبة مصر الأمم المتحدة بإصدار قرار يتيح التدخل الدولي في ليبيا، إلى جانب مطالبة كل من فرنسا وإيطاليا بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات حول "إجراءات جديدة" في ليبيا ، وإيجاد حل دبلوماسي هناك.
السيسي ..الحليف الأقوى للغرب
فالخبراء يؤكدون أن الغارات الجوية المتلاحقة لدك معاقل الإرهابيين ، والتي أعقبت مذبحة الصياديين المصريين ، وسرعة تحرك القيادة المصرية على عدة جبهات عسكريا ودوليا بل ودبلوماسيا مع جارتها ليبيا أيضا، دفع الغرب للتأكد من أن مصر عنصر قوي وفعال في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.
فالقوات المصرية شنت أول غارات مباشرة على مواقع تابعة لداعش ، وقتلت في ساعات قليلة العشرات من الإرهابيين. ففي الوقت الذي أكد فيه السيسي على تكريس قوته لمواجهة المتطرفين والإرهابيين في سيناء، إلا أن مذبحة الصيادين حولت مصر إلى جبهة حرب للتصدي لعناصر الإرهاب الداعشي في ليبيا. لتصبح مصر طرفا قويا في الحرب. وربما الطرف الأقوى في الوقت الراهن.
ويؤكد الخبراء أن الدور الفعال المنتظر من مصر في الحرب على الإرهاب نتج عنه تحول في الموقف الغربي من القيادة المصرية الراهنة ، بل وأخرس الأصوات المعارضة لمصر بعد ثورة 30 يونيو.
"رافال"..والتحالف الفرنسي
وفي الوقت الذي يرى الخبراء تغيرا ملموسا في الموقف الغربي – وخاصة الأمريكي – من مصر، إلا أنه لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبته صفقة المقاتلات "رافال" الفرنسية في التقارب الملحوظ بين القاهرة وباريس. فالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند هو أول من تحرك لإدانة مذبحة الصيادين المصريين، بل إنه تتضامن مع مصر وسارع لدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث الأزمة وتتطوراتها.
فصفقة الرافال لمتخدم المصالح المصرية فقط، بل إنها قدمت دفعة طال انتظارها للاقتصاد الفرنسي. فهذه الطائرات المتطورة والتي ستشكل نقلة نوعية في الجيش المصري، كانت فرنسا قد فشلت في تسويقها على مدى العقود الماضية وذلك بعد أن أنفقت عليها عشرات الملايين من الدولارات. ولكن الصفقة المصرية- الفرنسية أنعشت سوق "رافال" الدولي وتوالت من بعده طلبات الشراء لتنعش السوق الفرنسي الراكد.
الحل السياسي لليبيا
وفي الوقت الذي تطالب فيه القوى الدولية الكبرى بحل سياسي للأزمة في ليبيا، يبقى الوضع الميداني أقوى دليل على صعوبة وربما استحالة تنفيذ هذه المساعي. فالحكومتان الليبيتان المتنافستان لا تسيطران فعليا على نسبة تذكر من المدن الليبية . ولا تتجاوز سلطاتها السلطات المحلية في هذه المناطق . بينما تنتشر الجماعات المسلحة والمتطرفة في كل صوب ودرب. مما يجعل من المفاوضات والمباحثات والحلول السياسية أمرا وهميا في ظل التفكك الراهن .
وعلى الرغم من أن البعض يشكك في إمكانية إصدار مجلس الأمن قرارا نهائيا بشأ التدخل لمواجهة الإرهابيين في ليبيا، إلا أن القانون الدولي يسمح لدولة مثل مصر بالتحرك للرد على ما تعرض له رعاياها من وحشية. كما أن الدعم الدولي المباشر او غير المباشر لها يأتي بمثابة اعتراف بشرعية الحرب التي تخوضها مصر بقيادة السيسي ضد الإرهاب ليس على أراضيها فقط ، ولكن في الخارج أيضا.