"أوباما"استشهد بـ"القرآن" في قمة الإرهاب.. محللون: "الفضيحة" جعلته يدافع عن "الإسلام" .. وظهر كـ"ظابط أمن"

أوباما في قمة الإرهاب..
محلل نفسي: تعمد ذكر مصطلح "الدولة الإسلامية" لغرض في نفسه
تجاهل "الكساسبة و ذبح 21 مصريا ليوجه رسالة إلى "السيسي"
سياسيون:
"أوباما" عزف"المزيكا" أمام قمة الإرهاب لينفي علاقته بـ"داعش"
مجلس الامن قد يرفع حظر الأسلحة عن ليبيا بشروط
دافع عن الإسلام ليبرر أفعاله في سوريا والعراق
استعرض قدراته على "المناورة" أمام للقمة
"من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا".. صدق أو لا تصدق ، فهذه الآية الكريمة ضمن أقوال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته التي ألقاها أمام قمة الإرهاب التي تستضيفها بلاده.
"كثير من التعليقات قد لاحقت كلمة الرئيس الأمريكي التي ألقاها بالتزامن مع عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث خطر الإرهاب في ليبيا بناء على طلب من الرئيس المصري، فظهر الرئيس الأمريكي مدافعا باستماتة عن الإسلام في قمة البيت الأبيض التي تشارك فيها 60 دولة.
وحول القراءة السياسية لهذا الخطاب الأمريكي وما القرار المنتظر من مجلس الأمن لحل الأزمة الليبية يتحدث التقرير التالي:
في البداية ولمعرفة الوتر النفسي اللذي لعب عليه الرئيس الأمريكي، أكد االدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إن باراك أوباما ظهر في أوضح صورة للتوتر والقلق والمراوغة في نفس الوقت.
وأوضح "فخري" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن "أوباما" كان حريصا كل الحرص على أن يوصل لمصر رسالة مفادها أن ما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي ضد الإرهاب في الأيام القليلة الماضية لا يعد حدثا مهما، وظهر ذلك بوضوح عندما تجنب اوباما بكل الطرق الحديث عن الضحايا المصريين في ليبيا ورد الفعل المصري السريع المتمثل في الضربة الجوية لمعاقل تنظيم داعش الإرهابي هناك، وهذا في حد ذاته إغفال لدور الرئيس المصري.
وأضاف: حاول "أوباما" من طريقة دخوله القاعة ونبرة صوته أثناء الكلمة إثبات ثقته بنفسه، وحاول الظهور بمظهر "ضابط الأمن" في العالم، وهو ما يفسر تجاهله لمنافسيه الأقوياء في العالم، فلم يشر من قريب أو بعيد للتحالف المصري الروسي، ولم يتطرق إلى صفقة الرافال الفرنسية التي حصلت عليها مصر، كما لم يذكر من قريب أو بعيد حرق الطيار الأردني وموقف الأردن ضد الإرهاب بعد الحادث، وكل هذه الأحداث كانت أشبه بالضربات القوية و المتلاحقة أصابته بالتوتر الشديد الذي ظهر في ثغرات عديدة خلال كلمته.
وقال إن هذه الثغرات تدل على "اللخبطة" الشديدة وعدم اتقانه لبناء كلمته بشكل قوي.
وحول دفاعه المستميت عن الإسلام خلال كلمته، قال "فخري": ركز أوباما على دغدغة واستمالة مشاعر العرب والدول الإسلامية تجاهه بعد أن تأكد من وعي هذه الدول بدعمه للإرهاب، ومخططه في منطقتهم العربية لإحلال ما تسميه أمريكا بـ"الشرق الأوسط الجديد".
وحذر ، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس من الانسياق وراء "أوباما" وترديد مصطلح "الدولة الإسلامية" على تنظيم داعش الإرهابي، لافتا إلى أنه يسعى لاستحداث "بعبع" جديد في الإقليم العرب اسمه "الدولة الإسلامية".
ومن الناحية السياسية البحتة وصف السفير جلال الرشيدي، سفير مصر السابق بواشنطن والمبعوث السابق بالأمم المتحدة، حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بجلسة الإحاطة التي عقدت أمسن الخميس، بمجلس الأمن لبحث الوضع الدامي في ليبيا بناء على طلب من الرئيس المصري، بـ"كلام المزيكا"، كونه تحدث بما يخالف ماينتهجه من أفعال على أرض الواقع لينفي علاقة دولته بتنظيم "داعش" والجماعات التكفيرية جميعها.
وأوضح "الرشيدي" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن حديث "أوباما" بالمؤتمر أمس لا يختلف كثيراً عن حديثه خلال زيارته لمصر عام 2009، خاصة عندما قال إن أمريكا لن تدخل أبدا في حالة حرب مع الإسلام، و ستتصدى لمتطرفي العنف الذين يشكلون تهديدا جسيما للأمن ورفضه لما يرفضه أصحاب المعتقدات.
ولفت سفير مصر السابق بواشنطن إلى أن "أوباما" ستنتهي ولايته في نوفمبر 2016، فهو الآن يسعى للتحسين صورة حزبه أحد من حزبه "الجمهوري"، حتى يضمن مستقبلا موفقا للحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتابع: أنه من القرارات التي سيصدرها مجلس الأمن قد تضمن رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي بشرط إيجاد وفاق بين الأطراف في ليبيا، الأمر الذي سُيبقي الأزمة في حالة إشتعال دائم دون حل.
ومن جانبه قال اللواء نبيل فؤاد، نائب وزير الدفاع الأسبق، إن حديث الرئيس الأمريكي "باراك أوباما، أمس بالمؤتمر المنعقد في العاصمة الأمريكية لبحث سبل التصدي لظاهرة التطرف في ليبيا، لم يضف شيئًا جديدًا فهو يتحدث في واقع الغرض منه أن يكتسب الدول المسلمة إلى جانبه حتى يبرر ما تفعله في سوريا والعراق.
وأوضح "فؤاد" في تصريح لـ"صدى البلد" أنه من المقرر أن يتخذ مجلس الأمن قرارا بإلغاء الحظر عن عن إمداد الجيش الليبي بالأسلحة لمواجهة الجماعات الإرهابية داخل ليبيا، وأيضاً دعم عملية التفاوض بين أطراف النزاع الليبية والوصول لحل سياسي.
واستبعد نائب وزير الدفاع الأسبق أن يكون هناك قرار من مجلس الأمن بتشكيل قوى أممية تحت البند السابع لمواجهة الإرهاب في ليبيا.
أيضاً قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية جامعة حلوان، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لا يعي أن هناك من يهاجمه من الكونجرس لعدم مصارحة نفسه بحقيقة التمويلات التي تصل للجماعات التكفيرية من الدول التي يساندها، و تركيا نموذج صارخ لهذا.
وأوضح "عودة" في تصريح لـ"صدى البلد" أن أوباما هذه الفترة يناور من أجل مصالحه السياسية وليس من أجل مصالح الدول العربية كما يتحدث دائما.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أنه من الخطأ التي وقعت فيه مصر عندما طلبت من مجلس الأمن تشكيل قوة موحدة عربية لتواجه الإرهاب في ليبيا الأمر الذي رفضه مجلس الأمن وفرض علينا تقليل سقف المطالب.