أوغلو: أنقرة لم تطلب أي مساعدة أو رخصة من أي طرف قبل بدء عملية سليمان شاه في سوريا

أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ، أن أنقرة لم تطلب رخصة أو مساعدة من أي طرف قبل بدء العملية العسكرية التي شارك فيها 572 جنديا و39 دبابة و57 عربة عسكرية مدرعة ، مضيفا أن العملية تمت بنجاح فيما عدا مقتل جندي واحد أثناء حادث وقع خلال عملية إجلاء الجنود الأتراك من ضريح سليمان شاه بالأراضي السورية.
ونقلت محطة إن.تي.في. الإخبارية التركية عن داود أوغلو قوله في تصريحات للصحفيين بمقر رئاسة هيئة الأركان العامة بمشاركة وزير الدفاع التركي عصمت يلماز ، ورئيس الأركان الجنرال نجدت أوزال صباح اليوم إن القوات المسلحة التركية نفذت عملية عسكرية داخل الأراضي السورية الساعة التاسعة مساء أمس السبت ، وأجلت خلالها قوة عسكرية مكونة من 40 جنديا تركيا يقومون بحراسة ضريح سليمان شاه ونقلت رفاته إلى تركيا لفترة مؤقتة.
ووفقا للمعلومات ، انتقلت القوات التركية من أربعة محاور من مناطق قريبة لبلدة "سوروتش" بمحافظة شانلي أورفة بجنوب شرقي البلاد ، فيما انتقلت المدرعات من معبر "مرشد بينار" الحدودي مع سوريا الذي يبعد بمسافة 30 كيلومترا من مدينة كوباني (عين العرب) السورية.
وفي نفس الوقت ، قامت الطائرات الحربية من طراز إف -16 بعمليات كشف جوي لحماية القوات التركية أثناء دخولها وخروجها من الأراضي السورية مع اتخاذ الطائرات المروحية كافة استعداداتها لتلقي تعليمات بالإقلاع من أقرب موقع عسكري في حال ما استدعت الضرورة ، ولم تقع أي اشتباكات منذ دخول القوات التركية الأراضي السورية وأثناء عملية الإجلاء وحتى خروجها من سوريا.
وقد تم رفع العلم التركي في منطقة تصل مساحتها إلى 10 دونمات في ضواحي قرية "آشمة" السورية ، تم اختيارها مسبقا من قبل تركيا ، وذلك بعد إنزال العلم التركي من مقر الضريح ، وسيتم إنشاء مقبرة مؤقتة في القرية السورية القريبة من الحدود التركية حتى استقرار الوضع في سوريا وإعادة الضريح مجددا إلى موقعه الأول.
كانت القوات التركية قد دخلت الأراضي السورية مساء أمس السبت ، ووصلت ضريح سليمان شاه في الساعة 12.30 بعد منتصف الليلة الماضية ، وعادت القوات مجددا للأراضي التركية في الساعة السادسة صباحا بعد انتهاء العملية العسكرية بنجاح.
واتخذت تركيا قرار إجلاء الجنود الأتراك من مقبرة سليمان شاه بعد ظهور مصاعب منذ 8 أشهر جراء تهديدات تنظيم داعش بالهجوم على المقبرة أو إطلاق النار على الجنود الأتراك الذين يقومون بحراسة الضريح ، وهو ما قد يعتبر سببا لاندلاع حرب داخل الأراضي التركية ، على غير رغبة تركيا ، فضلا عن تلقيها معلومات من جهاز المخابرات الوطني بتصاعد مخاطر تنظيم داعش على الضريح والمستمرة منذ شهرين.
وسلمت وزارة الخارجية التركية مذكرة إلى القنصلية السورية العامة باسطنبول عن عملية إجلاء العسكريين الأتراك من أراضيها وأكدت في المذكرة أن الضريح يخضع للسيادة التركية وفقا لمعاهدة أنقرة في عام 1921 وتم التوقيع عليها في إطار القوانين الدولية.
وتوفي سليمان شاه جد الأتراك، وهو جد عثمان ووالد آرطغرل بك، اللذين أسسا الإمبراطورية العثمانية، في عام 1236، وقرر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني تكريم ذكرى جد الأسرة العثمانية عبر بناء ضريح حول قبره، وتعتبر المقبرة من بين الرموز القومية التركية.
وجرى الاتفاق بين تركيا وسوريا في عام 1973 على نقل مقبرة سليمان شاه إلى موقعها الحالي الذي يبعد بمسافة 30 - 35 كيلومترا عن الحدود التركية على ضفة نهر الفرات في ريف حلب، بشمالي سوريا، لهدف تجنب إغراقه بمياه نهر الفرات مع بناء سد "الطبقة" السوري.