«الشعانين».. عيد فرش القمصان والتلويح بـ«السعف».. المسيحيون يحتفلون بتخليصهم من «الرومان».. ومناسبة عائلية في إسرائيل

«أحد السعف» أو «عيد الشعانين» عيد دخول المسيح إلى مدينة أورشاليم
الكنيسة لا تصلي على المنتقلين فيه ليكون الحزن منصبًا على ذكرى آلام المسيح
من معانيه الروحية أنه يشير إلى الظفر وإلى الإكليل الذي يهبه الله للمجاهدين المنتصرين
"أحد السَّعَف"، (الأحد 5 أبريل 27 برهمات 1731 قبطية)، عيد يحتفل به مسيحيو الشرق، وهو العيد الذي يبسق "أسبوع الآلام"، ويليه الاحتفال بعيد "القيامة" الأحد التالي له، ويسمى "عيد الشعانين" وهو عيد دخول "السيد المسيح" إلى مدينة أورشاليم، حيث يوجد الهيكل، للاحتفال بالفصح حسب عادات اليهود، ويعتبر أحد الشعانين من الأعياد السيدية الكبرى.
وأحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويسمى الأسبوع الذى يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة أورشليم فى القدس، ويسمى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالى القدس استقبلته بالسعف والزيتون المزين فارشًا ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته لذلك يعاد استخدام السعف والزينة فى أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أى أنهم استقبلوا السيد المسيح كمنتصر.
وفيه لا تتم الصلاة على المنتقلين ولذلك تتم صلاة الجنازة في ختام صلاة قداس أحد الشعانين، والكنيسة لا تصلي على المنتقلين في هذا الأسبوع حتي يكون الحزن منصبا على ذكرى آلام المسيح وبالتالي لا أحد ينشغل إلا به.
مسميات العيد وأصلها
- "أحد الشعانين": وكلمة شعانين تأتى من الكلمة العبرانية "هو شيعه نان" والتى تعنى "يارب خلص" ومنها تشتق الكلمة اليونانية "اوصنا" وهى الكلمة التى استخدمت فى الإنجيل من قبل الرسل والمبشريين، وهى أيضًا الكلمة التى استخدمها أهالى أورشليم عند استقبال المسيح فى ذلك اليوم.
- "أحد السعف أو الأغصان أو أوصنا"، حيث يطوف الكهنة والشمامسة الكنيسة حاملين السعف تذكرة لما حدث عند أبواب أورشليم، والسعف رمز النصرة، كما رأى يوحنا الرائى (رؤ7: 9) "المنتصرون وهم حاملين السعف"، والأغصان رمز للسلام والأمان والحياة الدائمة، وذلك إشارة لاستقبال اليهود للمسيح عندما دخل أورشليم على أتان وجحش ابن أتان حينما اعتقدوا بأنه الملك الذي جاء ليخلصهم من حكم الرومان الطاغي فاستقبلوه استقبال الملوك بسعف النخل، كما افترشوا الأرض بالملابس والقمصان الجديدة وهم يصرخون "هوشعنا".
روايات حول عيد "السعف" دخل المسيح إلى القدس راكبًا على حمار تحقيقًا لنبؤة زكريا بن برخيا: "لا تخافي يا ابنة صهيون، فإن ملكك قادمٌ إليك راكبًا على جحشِ ابن أتان"، وكان استعمال الحمير مقتصرًا في المجتمع اليهودي على طبقة الملوك وطبقة الكهنة، ما يشير إلى أن يسوع هو المسيح، إذ إن المسيح في العقيدة اليهودية هو نبي وكاهن وملك.
وقد استقبله سكان المدينة والوافدين إليها للاحتفال بعيد الفصح بسعف النخل، لتظلله من أشعة الشمس، كما أن سعف النخل علامة الانتصار، وفرشوا ثيابهم على الأرض وأخذوا يهتفون، حسب رواية العهد الجديد: "هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب، هوشعنا في الأعالي!"، وتعني هوشعنا حرفيًا "خلصنا"، ويشير باحثو الكتاب المقدس إلى معنى مركب من استخدام "هوشعنا"، فهي في مفهوم اليهود تشير إلى الخلاص من الاحتلال الروماني، ووفق المعاني الروحية والعقائد المسيحية تشير إلى الخلاص من الخطيئة، تحقيقًا لرسالة المسيح القائمة في سر الفداء.
أعياد سيدية كبرى ولأهمية هذا الحدث الجليل رتبت الكنيسة الاحتفال بذكراه كل سنة وجعلته عيدًا عموميًا من أعيادها الكبرى قديما لعدة أسباب، منها للتذكير بذلك الاحتفال العظيم الذي استقبل به المسيح، ولترسم في أذهانهم وجوب الاستعداد القلبي الدائم لاستقبال الله في قلوبهم.
ولسعف النخيل معان روحية منها أنه يشير إلى الظفر وإلى الإكليل الذي يهبه الله للمجاهدين المنتصرين، أما أغصان الزيتون فتشير إلى السلام كما أن عصيره يشير إلى القداسة.
عيد "السعف" حول العالم في إسرائيل والأردن ولبنان وفلسطين وسوريا وبلاد الشام بصفة عامة، يعتبر أحد الشعانين مناسبة خاصة ومناسبة عائليَّة، في هذا اليوم، يُحضر الأطفال إلى الكنيسة مع فروع من أشجار الزيتون والنخيل، وبعد القداس تقام مواكب وتطوافات ترافقها فرق الكشافة، ويتخلل هذا اليوم احتفالات اجتماعية واجتماعات عائلية.
أما في بلاد الهند ففي ولاية كيرالا في جنوب الهند يعتبر"أحد الشعانين" من أهم الأيام المقدسة في تقويم مسيحيي مار توما، ومن العادات والتقاليد في هذا اليوم تناثر الزهور حول الهيكل خلال قراءة الإنجيل عند جملة: "هوشعنا في الاعالي مبارك الاتي باسم الرب"، حيث تتم قراءة هذه الكلمات ثلاث مرات.
ومن ثم تقام تطوافات ومواكب بعد نهاية القداس، يتخللها نثر الزهور ورش الماء، ويعتبر أحد الشعانين مناسبة عائلية هامة بالنسبة لمسيحيي مارتوما.
طقوس حد السعف ومن طقوس هذا اليوم في الكنيسة الأرثوذكسية قراءة فصول من الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة وأرجائها رمزًا للتبشير بالإنجيل في جميع أرجاء العالم.
ومن مظاهر العيد، فرش القمصان: يشير لخلع المظاهر الخارجية لتكون الحياة مع الله من الأعماق، مستأثرين كل فكر لطاعة المسيح.
ومسك الأغصان للإعلان عن الداخل الحي الأبيض النقي الدائمة الحياة من الرب، ودلي الإثمار الحقيقي نتيجة عمل الروح القدس في الداخل.
وارتجاج المدينة، إحساساً بقوة المخلص الذي ملك على خشبة منتصراً على الموت.