بالصور.. كواليس أفلام "زمان" .. نجيب الريحاني يبكي في "غزل البنات" وحكاية فاتن حمامة مع عمال التراحيل بـ"الحرام"

من كواليس أفلام الزمن الجميل
نجلاء فتحي كادت تفقد حياتها في كواليس فيلم "العاطفة والجسد"
نجيب الريحاني يبكي في "غزل البنات" من غير "جلسرين" متأثرا بغياب شقيقه
الخلاف بين الريحاني ونيازي مصطفي في "سي عمر" هدد بإيقاف الفيلم تماما
كمال الشناوي البطل الحقيقي لفيلم "دعاء الكراون" وليس أحمد مظهر
علاقات وصداقات حميمة بين فاتن حمامة وعمال التراحيل في فيلم "الحرام"
كواليس الأفلام بصفة عامة غالبا ما يحدث فيها كثير من الاسرار والحكايات التي تكون بعيدة عن أعين وخيال المشاهدين.. ففي كثير من المواقف التي تحدث وراء الكواليس تكون غاية فى الاثارة وتكون مادة ثرية ومشوقة وجاذبة فى الوقت نفسه.
ويرصد "صدى البلد" أهم الكواليس التي شهدتها الأفلام فى أيام الفن الجميل والتي كانت مادة خصبة للوصول الي الجوانب الخفية في شخصيات نجوم الزمن الجميل الذين امتازوا بالجدية والحرص علي الارتقاء بالفن المصري.
فيلم العاطفة والجسد
تصدرت عبارة "للكبار فقط"، أفيش الفيلم ولم يكن يتخيل المشاهد او يدرك ما وراء هذه العبارة، ولكن كواليس الفيلم اوضحت المعني ما وراء هذا الامر.. فالفيلم انتاج عام 1972، قصة حسن رمزي وهو أيضا مخرج العمل، الذى احتوي الفيلم علي مشاهد واتجاهات جريئة كانت جديدة ودخيلة علي هذه الفترة، حيث واكب انتاج الفيلم فترة الانفتاح الاقتصادي التي نادي بها الرئيس السادات وما تبع ذلك من انفتاح في الفكر ومحتوي الدراما.
وظهرت نجلاء فتحي في كواليس الفيلم وهي ترتدي "المايوه" البكيني وتصول وتجول علي شاطئ المنتزه بالاسكندرية.. وظلت بهذا المشهد في حمام السباحة تمارس العوم حتى دارت الكاميرا ويعلن المخرج كلمة "اكشن" ليبدأ التصوير ولكن سقطت رأس "نجلاء" بشكل مفاجئ أمام الكاميرا.. واندهش المخرج وأوقف التصوير، قائلا لمساعديه: "انزلوا شوفوها مالها".. وتبين أنها فقدت الوعي تماما ولولا إسراعهم بجذبها إلي حافة حمام السباحة، لكانت فارقت الحياة، ثم نصح الطبيب بضرورة راحتها التامة.
فيلم غزل البنات
الفيلم من انتاج عام 1949، واشترك فيه نخبة كبيرة من نجوم الزمن الجميل وهم نجيب الريحاني انور وجدي.. ليلي مراد.. الموسيقار محمد عبد الوهاب.. يوسف وهبي.. وفي كواليسه كانت هناك مواقف عديدة تستحق التسجيل، ففي مشهد كان لابد أن يبكي فيه الريحاني لفراق "ليلي مراد" بعد ان تعلق قلبه بها، فطلب منه مخرج الفيلم انور وجدي أن يبكي في المشهد مستعينا بمادة "الجلسرين" والتي تستعمل في مثل هذه المواقف ولكن الريحاني رفض، وطلب من انور وجدي مهلة بضع دقائق يدخل فيها إحدى الحجرات منفردا.. وبالفعل انفرد الريحاني بنفسه وبعد دقائق خرج والدموع تنهمر من عينيه وعندما سأله المخرج عن سر هذه الدموع الغزيرة.. رد عليه الريحاني قائلا: "افتكرت شقيقي الذي خرج من منزلنا ولم يعد ليومنا هذا ولم نعرف عنه شيئا".
فيلم دعاء الكروان
الفيلم عن قصة عميد الادب العربي الدكتور طه حسين وتم تحويلها إلى فيلم عام 1959.. وكانت الرواية الاصلية عبارة عن سرد للبطلة بصوتها لاحداث وقعت بالفعل في احدي قري الصعيد التي ينتمي إليها عميد الادب العربي، وكان هذا السرد لا يصلح لتحويلها إلي مادة درامية تترجم الي اشخاص وشخصيات حية ولكن قام الكاتب يوسف جوهر مع المخرج هنري بركات بكتابة الحوار والسيناريو للقصة ما جعلها تظهر فى شكل درامي ناجح.
ووقع الاختيار على طاقم العمل بحيث يتكون من فاتن حمامة البطلة "امنة"، وكمال الشناوي البطل الذي يجسد دور مهندس الري، وبالفعل حصل الشناوي علي "عربون" الفيلم ولكنه اعترض علي بعض الامور الضرورية في احداث الفيلم وطلب تعديلها.. وانشغل الشناوي بدوره في فيلم "المرأة المجهولة" والذي جسد فيه دور "عباس" ليقرأ في المجلات والصحف إن الفنان احمد مظهر هو بطل الفيلم وإن التصوير بدأ بالفعل.
فيلم سي عمر
اتفق استديو مصر مع الريحاني علي بطولة الفيلم واشترك كل من بديع خيري والريحاني في وضع قصة وحوار الفيلم وبعدما قطعا شوطا كبيرا في التصوير اختلف مخرج الفيلم نيازي مصطفي، كثيرا مع اراء الريحاني، وكما جاء في حوار له بمجلة الكواكب عام 1952 قال بديع خيري: "حاولت كثيرا ان اقوم بدور حمامة السلام بينهما إلي أن حدث خلاف حول مشهد من مشاهد الفيلم وتعقدت الامور ولم تفلح جهودي في إزالة اسباب الخلاف فكلا الطرفان اصر علي رأيه".
وأضاف خيري: "امتنع الريحاني عن العمل وابدي استعداده لرد المبلغ الذي حصل عليه من حساب الفيلم معلنا ان سوف يعتبر المجهود الذي بذله فيه سابقا هدية منه للاستديو، مشيرا إلى أن تعطل العمل اياما إلي أن تشكلت لجنة فنية من بعض الفنانين من خارج الفيلم لدراسة اسباب الخلاف، حيث ايدت اللجنة رأي الريحاني واستجاب الجميع بما فيهم المخرج الكبير لرأي نجم الكوميديا واستمر تصوير الفيلم وخرج بالصورة التي ظهر بها علي شاشة السينما.
فيلم الحرام
الفيلم من اخراج بركات.. عن قصة الكاتب يوسف ادريس.. ودارت احداثه في احدي القري التي عكست معاناة الفلاح الاجير الذي يعمل في حقول الاغنياء كعامل للتراحيل، وجسدت الدور سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وقام بدور زوجها الفنان عبد الله غيث، حيث تألقا في توصيل معني الفقر والقهر من وراء تحكم اصحاب الاراضي في تلك الفئة المطحونة.
وحول كواليس هذا الفيلم قالت فاتن حمامة في احد حواراتها الصحفية: "لقد كانت كواليس الفيلم غنية جدا حيث كونت علاقات صداقة حميمة مع عمال التراحيل الذين امتازوا بطيبة وشفافية شديدة فلم يكن التليفزيون منتشرا انذاك وقليل منهم من كان يمتلك جهاز "الراديو" وبالتالي لم يعرفنى كثير منهم بل بعضهم اعتبرني واحدة منهم بالفعل لدرجة انهم اصبحوا يحكون لي كل حكاياتهم ومشاكلهم.
وأضافت حمامة: "كنت اعيش معهم احاول اقلدهم في طريقة أكلهم.. شربهم.. جلوسهم.. كلامهم، اشاركهم وجباتهم البسيطة الخاصة بهم وبالتالي اقتربت منهم اكثر وكانوا يفتقدونني كثيرا في ايام لم يتم فيها التصوير.