رد أسطورة في سبب وفاة أم المؤمنين عائشة

لا يجد الباحث في التاريخ الإسلامي عامة، أو السيرة النبوية خاصة صعوبة في التعرف على ملابسات الأحداث والوقائع التاريخية، لاسِيَّما إن كان يستعمل في سبيله لذلك المنهج التاريخي استعمالًا صحيحًا، لا يشوبه انتصار النفس لغرض أو مرض.
والمنهج التاريخي على ما أعرفه هو: عبارة عن إعادة الماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها، ثم تمحيصها، وتأليفها؛ ليتم عرض الحقائق عرضًا صحيح المدلول والتأليف، يمكن من خلاله التوصل إلى مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة.
فهو يقوم على تحديد المشكلة التاريخية، ثم جمع البيانات المتعلقة بها من كافة مصادرها الأولية والثانوية، ثم تمحيص البيانات عن طريق نقد مصادرها خارجيًّا وداخليًّا، ثم ترتيب البيانات وتأليفها بصورة صحيحة، ليتمكن الباحث بعد ذلك من عرض نتائج بحثه وتفسيرها.
أما مجرد إيراد البيانات التاريخية المتعلقة بحادثة ما، والتعامل معها دون تمحيص علمي دقيق على أنها أدلة قاطعة مقبولة، كما يفعل أغرار الصحفيين، وأذناب العلمانيين، من ذوي الأقلام المشبوهة، فلا صلة له بالمنهج التاريخي من قريب أو بعيد.
ولعلنا نُذَكِّر القراء دائمًا بأن السِّيَر والتواريخ لا تخضع لمناهج المحدِّثين ولا لطرقهم في النَّقد لمعرفة الصحيح والضعيف؛ إذ لا يترتب عليها شيء من العمل أو معرفة الحلال والحرام، وهي حقيقة واضحة، صرفت عميد الأدب العربي عن تسمية كتابه بـ«السيرة»، إلى تسميته: «على هامش السيرة».
وحينئذ لا يمكن لكاتب محترم أن يطعن في كون علم الحديث هو الحصن الذي حفظت به سنة الرسول ﷺ ؛ لا لشيء سوى أنه يخلط بين مناهج العلوم في جهالة عمياء.
لقد راح هذا الكاتب يقرر في مقال سخيف تظاهر فيه بمظهر البحث البريء في التاريخ الإسلامي أن سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قد قتل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأسباب سياسية، معتمدًا في عرضه لهذا السخف على عدد من النصوص المكذوبة المفتراة التي لا ظل لها من الحقيقة.
مع أن المقرَّر في وفاة مولاتنا عائشة رضي الله عنها هو ما رواه الحاكم في «المستدرك: «4/5 رقم 6715 وما بعده»: أنها رضي الله تعالى عنها توفيت في زمن سيدنا معاوية، بعد وتر ليلة الثلاثاء، السادس عشر من شهر رمضان المعظم، سنة ثمان وخمسين للهجرة، وقد أمرت أن تُدفن من ليلتها، وأن تدفن إلى جوار زوجاته ﷺ بالبقيع، فكان كما قالت، واجتمع لوفاتها جميع الأنصار، ونزل أهل القرى والعوالي، فلم تُر ليلة أكثر ناسًا منها، وصلى عليها الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وكان نائبًا لمروان بن الحكم والي المدينة، لأن مروان كان غائبًا في عمرة.
ولك أن تتساءل بعد، ما هذه النصوص التي جعلت الكاتب المحترم يصرح بذلك الهذيان، فها أنا أعرضها للقارئ الكريم ثم أبين ما فيها.
أما النص الأول، فهو ما عزاه الكاتب لابن كثير في البداية والنهاية (8/123) «في زيارة معاوية للمدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد، عارضه الكثير من الصحابة لفسق يزيد وجهله، وعندما قرر معاوية الانتقام منهم ـ بالخصوص من قتلة عثمان بن عفان ـ فأمر بقتل عبد الرحمن بن أبي بكر وأخته عائشة بنت أبي بكر، وقد قتل الاثنين غيلة؛ إذ قتل عبد الرحمن بالسم، وقيل: بدفنه حيا، وقد يكون معاوية قد استخدم الوسيلتين معا، أي: سمه ودفنه حيًّا».
وكذلك النص الثاني، عزاه لابن كثير ـ أيضًا ـ في البداية والنهاية (8/96): «وكانت السيدة عائشة قد ثارت على معاوية لقتله لأخيها عبد الرحمن، وتخاصمت علنًا مع مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة، فألحقها معاوية بأخويها عبد الرحمن و محمد في سنة 58 هجرية».
ولك أن تعجب إذا علمت أنه ليس في البداية والنهاية لابن كثير شيء مما ذكره الكاتب المحترم أبدا، بل كلُّ ما فيه (11/330): «قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ - وَلَمْ يُجَرَّبْ عَلَيْهِ كَذْبَةٌ قَطُّ - ذَكَرَ عَنْهُ حِكَايَةً أَنَّهُ لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِمَرْوَانَ: جَعَلْتُمُوهَا وَاللَّهِ هِرَقْلِيَّةً وَكِسْرَوِيَّةً. يَعْنِي جَعَلْتُمْ مُلْكَ الْمَلِكِ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ وَلَدِهِ. فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ﴾ [الأحقاف: 17]. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنَّهُ أَنْزَلَ عُذْرِي. وَيُرْوَى أَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى مَرْوَانَ تَعْتِبُهُ وَتُؤَنِّبُهُ وَتُخْبِرُهُ بِخَبَرٍ فِيهِ ذَمٌّ لَهُ وَلِأَبِيهِ، لَا يَصِحُّ عَنْهَا».
فأين ما ذكره ابن كثير، وقوله في تأنيبها لمروان: (لا يصح عنها)، مما ذكره الكاتب، أليس ما ذكره من باب الإخبار بغير الواقع؟!.
وأما النص الثالث، فهو ما عزاه الكاتب للمزي في تهذيب الكمال (35/235)، ولابن سعد في الطبقات الكبرى (8/77): «كان معاوية على المنبر يأخذ البيعة ليزيد ـ في المدينة ـ فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة؟! أي: هل أوصى أبو بكر وعمر لأبنائهم؟ قال: لا. قالت: فبمن تقتدي؟ فخجل معاوية، وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت، وللتغطية على اغتيالها أشاع الأمويون بأنها أمرت أن تدفن ليلا، فدفنوها ليلا مثلما دفنوا أباها ».
وهو كذب بواح أيضًا، فإن النصّ في «تهذيب الكمال: 35/235»: «وقِيل: توفيت ليلة الثلاثاء، لسبع عشرة خلت من رمضان، سنة ثمان وخمسين، وأَمَرَتْ أن تُدْفَن ليلا، فَدُفِنَتْ بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هُرَيْرة، ونزل في قبرها خمسة: عَبد الله بن الزبير، وعروة بن الزبير، والقاسم بْن محمد بن أَبي بكر، وأخوه عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر».اهـ ومثله بحروفه في «الطبقات الكبرى: 8/62»، فقارن وتأمل.
وقد ذكرنا ما رواه الحاكم من أنها رضي الله عنها أمرت أن تدفن من ليلتها، لكراهتها تأخير الجنازة، ولأن الليل أستر للنساء، كما هو مقرر في كتب الفقه.
وأما النص الرابع، فهو ما عزاه الكاتب لغياث الدين الهروي الشيعي، في حبيب السير (ص425): «وقتل معاوية السيدة عائشة بحفر بئر لها، وغطى فتحة ذلك البئر عن الأنظار».
ولا غرابة أن يسيء غياث الدين إلى صحابي من صحابة رسول الله ﷺ ، وهو الذي أثنى على جنكيز خان وذريته في كتابه: «خلاصة الأخبار في أحوال الأخيار»، لكن الغرابة أن يحرف تاريخنا رجل من أبناء جلدتنا، ﴿ويحلفون بالله إنهم لمنكم وماهم منكم ولكنهم قوم يفرقون﴾ [التوبة: 56].
[email protected]لا يجد الباحث في التاريخ الإسلامي عامة، أو السيرة النبوية خاصة صعوبة في التعرف على ملابسات الأحداث والوقائع التاريخية، لاسِيَّما إن كان يستعمل في سبيله لذلك المنهج التاريخي استعمالًا صحيحًا، لا يشوبه انتصار النفس لغرض أو مرض.
والمنهج التاريخي على ما أعرفه هو: عبارة عن إعادة الماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها، ثم تمحيصها، وتأليفها؛ ليتم عرض الحقائق عرضًا صحيح المدلول والتأليف، يمكن من خلاله التوصل إلى مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة.
فهو يقوم على تحديد المشكلة التاريخية، ثم جمع البيانات المتعلقة بها من كافة مصادرها الأولية والثانوية، ثم تمحيص البيانات عن طريق نقد مصادرها خارجيًّا وداخليًّا، ثم ترتيب البيانات وتأليفها بصورة صحيحة، ليتمكن الباحث بعد ذلك من عرض نتائج بحثه وتفسيرها.
أما مجرد إيراد البيانات التاريخية المتعلقة بحادثة ما، والتعامل معها دون تمحيص علمي دقيق على أنها أدلة قاطعة مقبولة، كما يفعل أغرار الصحفيين، وأذناب العلمانيين، من ذوي الأقلام المشبوهة، فلا صلة له بالمنهج التاريخي من قريب أو بعيد.
ولعلنا نُذَكِّر القراء دائمًا بأن السِّيَر والتواريخ لا تخضع لمناهج المحدِّثين ولا لطرقهم في النَّقد لمعرفة الصحيح والضعيف؛ إذ لا يترتب عليها شيء من العمل أو معرفة الحلال والحرام، وهي حقيقة واضحة، صرفت عميد الأدب العربي عن تسمية كتابه بـ«السيرة»، إلى تسميته: «على هامش السيرة».
وحينئذ لا يمكن لكاتب محترم أن يطعن في كون علم الحديث هو الحصن الذي حفظت به سنة الرسول ﷺ ؛ لا لشيء سوى أنه يخلط بين مناهج العلوم في جهالة عمياء.
لقد راح هذا الكاتب يقرر في مقال سخيف تظاهر فيه بمظهر البحث البريء في التاريخ الإسلامي أن سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قد قتل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأسباب سياسية، معتمدًا في عرضه لهذا السخف على عدد من النصوص المكذوبة المفتراة التي لا ظل لها من الحقيقة.
مع أن المقرَّر في وفاة مولاتنا عائشة رضي الله عنها هو ما رواه الحاكم في «المستدرك: «4/5 رقم 6715 وما بعده»: أنها رضي الله تعالى عنها توفيت في زمن سيدنا معاوية، بعد وتر ليلة الثلاثاء، السادس عشر من شهر رمضان المعظم، سنة ثمان وخمسين للهجرة، وقد أمرت أن تُدفن من ليلتها، وأن تدفن إلى جوار زوجاته ﷺ بالبقيع، فكان كما قالت، واجتمع لوفاتها جميع الأنصار، ونزل أهل القرى والعوالي، فلم تُر ليلة أكثر ناسًا منها، وصلى عليها الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وكان نائبًا لمروان بن الحكم والي المدينة، لأن مروان كان غائبًا في عمرة.
ولك أن تتساءل بعد، ما هذه النصوص التي جعلت الكاتب المحترم يصرح بذلك الهذيان، فها أنا أعرضها للقارئ الكريم ثم أبين ما فيها.
أما النص الأول، فهو ما عزاه الكاتب لابن كثير في البداية والنهاية (8/123) «في زيارة معاوية للمدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد، عارضه الكثير من الصحابة لفسق يزيد وجهله، وعندما قرر معاوية الانتقام منهم ـ بالخصوص من قتلة عثمان بن عفان ـ فأمر بقتل عبد الرحمن بن أبي بكر وأخته عائشة بنت أبي بكر، وقد قتل الاثنين غيلة؛ إذ قتل عبد الرحمن بالسم، وقيل: بدفنه حيا، وقد يكون معاوية قد استخدم الوسيلتين معا، أي: سمه ودفنه حيًّا».
وكذلك النص الثاني، عزاه لابن كثير ـ أيضًا ـ في البداية والنهاية (8/96): «وكانت السيدة عائشة قد ثارت على معاوية لقتله لأخيها عبد الرحمن، وتخاصمت علنًا مع مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة، فألحقها معاوية بأخويها عبد الرحمن و محمد في سنة 58 هجرية».
ولك أن تعجب إذا علمت أنه ليس في البداية والنهاية لابن كثير شيء مما ذكره الكاتب المحترم أبدا، بل كلُّ ما فيه (11/330): «قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ - وَلَمْ يُجَرَّبْ عَلَيْهِ كَذْبَةٌ قَطُّ - ذَكَرَ عَنْهُ حِكَايَةً أَنَّهُ لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِمَرْوَانَ: جَعَلْتُمُوهَا وَاللَّهِ هِرَقْلِيَّةً وَكِسْرَوِيَّةً. يَعْنِي جَعَلْتُمْ مُلْكَ الْمَلِكِ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ وَلَدِهِ. فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ﴾ [الأحقاف: 17]. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنَّهُ أَنْزَلَ عُذْرِي. وَيُرْوَى أَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى مَرْوَانَ تَعْتِبُهُ وَتُؤَنِّبُهُ وَتُخْبِرُهُ بِخَبَرٍ فِيهِ ذَمٌّ لَهُ وَلِأَبِيهِ، لَا يَصِحُّ عَنْهَا».
فأين ما ذكره ابن كثير، وقوله في تأنيبها لمروان: (لا يصح عنها)، مما ذكره الكاتب، أليس ما ذكره من باب الإخبار بغير الواقع؟!.
وأما النص الثالث، فهو ما عزاه الكاتب للمزي في تهذيب الكمال (35/235)، ولابن سعد في الطبقات الكبرى (8/77): «كان معاوية على المنبر يأخذ البيعة ليزيد ـ في المدينة ـ فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة؟! أي: هل أوصى أبو بكر وعمر لأبنائهم؟ قال: لا. قالت: فبمن تقتدي؟ فخجل معاوية، وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت، وللتغطية على اغتيالها أشاع الأمويون بأنها أمرت أن تدفن ليلا، فدفنوها ليلا مثلما دفنوا أباها ».
وهو كذب بواح أيضًا، فإن النصّ في «تهذيب الكمال: 35/235»: «وقِيل: توفيت ليلة الثلاثاء، لسبع عشرة خلت من رمضان، سنة ثمان وخمسين، وأَمَرَتْ أن تُدْفَن ليلا، فَدُفِنَتْ بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هُرَيْرة، ونزل في قبرها خمسة: عَبد الله بن الزبير، وعروة بن الزبير، والقاسم بْن محمد بن أَبي بكر، وأخوه عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر».اهـ ومثله بحروفه في «الطبقات الكبرى: 8/62»، فقارن وتأمل.
وقد ذكرنا ما رواه الحاكم من أنها رضي الله عنها أمرت أن تدفن من ليلتها، لكراهتها تأخير الجنازة، ولأن الليل أستر للنساء، كما هو مقرر في كتب الفقه.
وأما النص الرابع، فهو ما عزاه الكاتب لغياث الدين الهروي الشيعي، في حبيب السير (ص425): «وقتل معاوية السيدة عائشة بحفر بئر لها، وغطى فتحة ذلك البئر عن الأنظار».
ولا غرابة أن يسيء غياث الدين إلى صحابي من صحابة رسول الله ﷺ ، وهو الذي أثنى على جنكيز خان وذريته في كتابه: «خلاصة الأخبار في أحوال الأخيار»، لكن الغرابة أن يحرف تاريخنا رجل من أبناء جلدتنا، ﴿ويحلفون بالله إنهم لمنكم وماهم منكم ولكنهم قوم يفرقون﴾ [التوبة: 56].
[email protected]