بالصور ..فى ذكرى مارى كوين..أول "مونتيرة" بمجال السينما..ولقبت بـ"مكتشفة النجوم"

*ساعدتها خالتها آسيا لدخول مجال الفن من أوسع أبوابه
*استطاعت مارى ترسيخ دور المرأة بالسينما المصرية في الأربعينيات
*أول من استحدث السينما بالألوان في الشرق الأوسط
هي أجمل نجمات السينما المصرية علي الإطلاق ..هي المنتجة والمخرجة والمونتيرة ..إنها النجمة اللبنانية ماري كوين .. ولدت مارى عام 1916 في لبنان لأب يعمل مزارعا يدعي (بطرس بولس ) وتعلمت في المدارس الفرنسية بلبنان ثم نزحت الي القاهرة مع خالتها المخرجة "آسيا داغر".
جاءت مارى من وادي (نتورين ) بلبنان الي مصر حيث الانتشار السريع والشهرة ..جاءت ومعها سر كبير جعل من فتاة جميلة تفضل الجلوس خلف الكاميرا اكثر من الظهور أمامها تاركة وراءها مغريات الاضواء والشهرة والنجومية فقد برعت في تركيب الصور وجمعها لتصبح فيلما سينمائيا لتكون بذلك أول مونتيرة تعمل في هذا المجال.
اسمها ماري بطرس بولس وأعطتها الأسرة لقب (كوين) واعتبرت النموذج في صناعة الأفلام وتطويرها والمثل الأعلي للعمل الشغوف الدؤوب، فقد وهبت نفسها فيما بعد لهذا الفن من تركيب الصور وتحويلها الي أفلام بعد أن أصبحت الركيزة الأولي في عالم الفن السابع.
ترعرعت في أحضان خالتها المنتجة ةسيا داغر ووعيت فن صناعة الافلام حين بدأت خالتها تعشق فن التمثيل بأداء أول أدوارها في فيلم (ليلي ) الصامت من إخراج عزيزة امير، ولاحظت اسيا موهبة فريدة لدي ماري في كتابة السناريو وعمليات المونتاج لتستعين بها وتكون المونتيرة الاساسية لعدد من افلام شركة (اللوتس )لانتاج الافلام والتي اسستها آسيا داغر.
تعرفت ماري علي المخرج احمد جلال الذي ساهم بشكل كبير في أحداث نهضة فنية مع المنتجة آسيا فقد كان شريكا معها في شركة الانتاج .. ساعد آسيا كثيرا في كتابة السناريو واخراج معظم أعمالها ليصل عددهم إلى 13 فيلما شاركته فيها ماري كوين
ولكن حدث خلاف بين الشركاء لينفصل عن آسيا ويقترب أكثر من التلميذة ماري كوين التي تفوقت علي استاذتها خالتها آسيا.
وتوجت العلاقة المهنية بعلاقة حب سرية بدات منذ عام 1932 لمدة 8 سنوات ليعلنا الزواج علي الملأ عام 1940 وتسفر قصة الحب عن إنجاب ابنهما الوحيد نادر جلال والذي ورث عنهما حب الفن والإخراج ويغدو من أشهر المخرجين بعد ذلك ويستمر النجاح ويكونان شركة للتصوير والإنتاج قدما خلالها أفلاما مميزة من حيث الجودة والاتقان.
كان جلال يؤلف الاعمال ويكتب السناريو ويخرجها ايضا وتقوم ماري بمساعدته في صياغة السناريو وعمل المونتاج وتركيب الصور بل والتمثيل ايضا ليكونا معا أنجح ثنائى لرواد السينما المصرية ويكون فيلم "المتمردة" باكورة أعمالهما بعد انفصالهما عن آسيا.
وقد أسست مارى مع زوجها "استديو جلال" بحدائق القبة عام 1944 والذي زود بأحدث المعدات من الخارج من أجهزة خاصة بالصوت ومعدات حديثة للتصوير الملون والذي اعتبر من افضل الاستديوهات بعد استديو مصر الذي اسسه طلعت حرب .
وقد لقبت مارى بـ"مكتشفة النجوم" فهي من اعطت الفرصة الاولي للمخرج يوسف شاهين ليثبت نفسه في فيلم "ابن النيل" ..وأول من اكتشفت شكري سرحان وأعطته الفرصة في بداياته وقدمت ايضا الراقصة بديعة مصابني في اكثر من عمل وساندت ايضا فاتن حمامة في اول طريقها ..وأيضا يحيي شاهين ومحسن سرحان.
وفي عام 1947 يرحل المخرج والزوج احمد جلال وتستمر هي باقية علي العهد وتقرر عدم الزواج رغم انها كانت في الثلاثينات من عمرها وتتفرغ ماري لتربية ابنها نادر الذي رحل عنه والده وهو في السادسة من عمره وكما ساندت زوجها وقفت بجوار نجلها لتنتج له معظم أعماله.
وفي 25 من نوفمبر عام 2003 وفي صباح أول ايام عيد الفطر المبارك رحلت اسطورة الفن المونتيرة والمنتجة والمخرجة ماري كوين تاركة خلفها ارثا ثريا يعد من أبرز أعمال الانتاج السينمائي والذي لا يزال المنتجون وصناع السينما يسيرون علي هديه ويعتبرونه النموذج في صناعة الافلام وتطويرها.