الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الصحراء الغربية تضم أكبر مخزون للمياه العذبة في العالم

تقرير :
مخزون المياه العذبة تحت الصحراء الغربية يمتد لنحو 2 مليون كم مربع
طبقة المياه الجوفية تلك نشأت خلال الفترة الجليدية الأخيرة منذ حوالي 20,000 سنة مضت
الحكومة الليبية بدأت فى الثمانينيات مشروع "النهر الصناعي العظيم" للاستفادة من طبقة المياه الجوفية
مشكلة استخراج ذلك المخزون الهائل تكمن فى تكلفته العالية.. والحكومة سبب فشل مشروع "توشكى"
قالت صحيفة " ذى ناشيونال " أن هناك مساحة كبيرة من المياه تحت الصحراء الغربية فى مصر ويمكن الاستفادة منه كأكبر مصدر للمياه العذبة فى العالم .
وأشارت الصحيفة الى ان هذا المخزون المائي يمتد لحوالي 2 مليون كيلومتر مربع عبر مصر وليبيا، وتشاد والسودان ؛ و يحتوي على نحو 375,000 كيلومتر مكعب من المياه،وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى بدات فى 2005 دراسة إستمرت عامين ونصف.
وأوضحت الوكالة أنه اذا تم تأمين جميع المياه- ووضعها فى بحر- في تلك المنطقه والمعروفة باسم " المياه الجوفية النوبية" فإنها ستعادل مياه النيل المتدفقة لحوالي 500 سنة.
وأوضحت انه - خلال العام الماضي- وضعت الحكومة المصرية خطط حفر في طبقة المياه الجوفية لري مليون ونصف فدان من الأراضي الصحراوية بهدف الزراعة في أغسطس 2014 بالاضافة الى رى 500.000 فدان بهذا المشروع، كما تخطط الى إنفاق 6 مليارات جنيه لحفر أكثر من 5,000 بئر في أجزاء مختلفة من الصحراء الغربية ؛ و600 بئر سبق حفره ؛ واعتبرت ان كل السابق يبدو جيدا، ولكن المشكلة أن معظم المياه أصبحت متحجرة - تقريبا، وهى من اقدم مصادر المياه العذبة المتحجرة فى العالم .
ووفق الصحيفة فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستخدم تكنولوجيا النظائر الهيدروليجية لتعقب حركة "الجسيمات" من اجل صنع خريطة ثلاثية الابعاد لطبقة المياه الجوفية بهدف تقييم عمر المياه ودراسة كميتها وجودتها .
وأوضحت "ذى ناشيونال" طبقة المياه الجوفية تلك نشأت خلال الفترة الجليدية الأخيرة منذ حوالي 20,000 سنة مضت.. ومنذ ذلك الحين تم استنزافها ببطء ؛ ويوجد في الجنوب الشرقي كمية صغيرة من تدفق المياه الجوفية من نهر النيل؛ مشيرة الى ان الحكومات المتعاقبة بدأت منذ الستينيات بضخ كميات أكبر من المياه الجوفية تلك لري الأراضي الزراعية.
على جانب اخر وفى ليبيا بدأت الحكومة منذ الثمانينات مشروع "النهر الصناعي العظيم" للاستفادة من طبقة المياه الجوفية عن طريق حفر الآبار في الكفور والواحات الأخرى في الجنوب لنقل المياه إلى المدن الساحلية في الشمال من خلال خط أنابيب قطر أربعة أمتار بهدف نقل 3.6 مليون متر مكعب من المياه يوميا ولكن جزءا كبيرا من المشروع لم يتم.
ولكن المشكلة الأكبر – بحسب الصحيفة - في عملية استخراج المياه أنها باهظة الثمن وزراعة الصحراء تختلف عن الزراعة في الدلتا، حيث الزراعة الصحراوية تتطلب التكنولوجيا الفائقة والشركات الكبيرة التي لديها الموارد المالية لتحقيق إنتاج وفير لذلك يجب أن يكون العائد المالي لمنتجات الصحراء لكل لتر مياه أعلى بكثير من التي تحصل عليها الزراعة في الدلتا.
ولكن حال نجاح تلك التجربة فيمكن إنشاء مجتمعات حضرية صغيرة وجعل مصادر تمويلها من آبار النفط أو إزالة الألغام، ومصانع تعبئة الزجاج أو إستخراج المياه باستخدام الطاقة الشمسية؛ كما اقترح بعض الخبراء في مجال المياه أنه يمكن للحكومة إنشاء مجتمعات تكنولوجيا المعلومات المستندة إلى الصحراء لتلبية احتياجات البحوث وتصميم المهنيين الذين يفضلون بيئة هادئة ونظيفة، وهي فكرة أقرب إلى القرية الذكية بالقاهرة؛ بالإضافة لتشجيع السياحة " البيئية " الصحراوية التي تزدهر في تلك المواقع التي تقع بعيد عن المراكز السكانية.
وأشارت " ذى ناشيونال" ان فشل مشروع توشكى في عهد "مبارك" يرجع الى فشل الحكومة من استكمال البنية التحتية مثل الطرق والمدارس.