الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف علي الكذب "المباح"

صدى البلد

يرشدنا الله تعالى إلى ما يدعم أواصر المحبة بين الناس ويقضى على أسباب النزاع فيما بينهم حتى يسود فى المجتمع الإسلامى السلام والأمان، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: «لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا»، سورة النساء : آية 114.
وقال الإمام محمد متولي الشعراوي فى تفسيره للآية الكريمة، إن المراد من قوله تعالى: «لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ»، أى أنه لاخير فى أحاديث الناس فيما بينهم إلا فى ثلاث حالات وهى فى قوله: « إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ»، أى الحديث فى من أمر بصدقة واجبة كانت أو متطوعاً بها، أو أمر بما عرف حسنه شرعاً أو عرفاً ولم يعارض قاعدة شرعية وتقبله العقول الخالصة من الهوى بالرضا، أو أمر بإصلاح بين الناس حتى يحل الوئام محل الخصام.
وتابع: « فهذه الجهات الثلاث هى التى تكون النجوى أى الحديث الجانبى فيها خيراً مشروعاً مثاباً عليه، أما الأحاديث الجانبية التى يتآمر فيها المتآمرون على الإضرار بعباد الله تعالى أو يتناجى فيها المتناجون بالمعاصى والهذيان فلا خير فيها ولاثواب عليها بل يعاقب عليها الله تعالى لأنها كانت فى معصيته تعالى ، ويثاب الإنسان على المعروف إذا ترك الإمتنان والإعجاب به».
وأوضح أن هذه الآية تبين أن الإسلام أباح الكذب فى هذه الحالة وهى الإصلاح مع أن الكذب – بصفة عامة – حرام لأن هذا الكذب غير ضار بأحد وهو يؤدى إلى مصلحة مؤكدة وهى الإصلاح بين المتاخصمين.