كيف تجعل الطاعة حصنا لك من «المعاصى»

حثنا الله تعالى على ذكره فى كل وقت وحين وبين لنا سبحانه أن من يذكره فى جميع أحواله فى السراء والضراء ويشكره على نعمة يذكره الله عنده فى ملأه الأعلى، وذلك مصدقا لما ورد فى كتابه العزيز فى قوله تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ»، سورة البقرة :آية 152.
قال الإمام محمد متولي الشعراوي فى تفسيره للآية الكريمة: إن المراد من قوله تعالى «فَاذْكُرُونِي»، أى اذكروا االله فى كل شىء فى نعمه فى عطائه فى ستره فى رحمته فى توبته، مشيراً إلى أنه قوله: «وَاشْكُرُوا لِي»، أى فإن الشكر على النعم يجعل الله سبحانه وتعالى يزيدك منها.
وأضاف إمام الدعاة أن معنى قوله عزوجل: «وَلَا تَكْفُرُونِ»، أى لاتستروا نعم الله بل اجعلوها دائماً على السنتكم فإن كل نعمة من نعم الله لو استقبلت بقولك: "ماشاء الله لاقوة إلا بالله" لاترى فى هذه النعمة مكروهاً أبداً لأنك حصنت النعمة بسياج المنعم وأعطيت لله حقه فى نعمته فإن لم تفعل وتركتها كأنها منك وأنت موجدها ونسيت المنعم وهو الله سبحانه وتعالى فإن النعمة تتركك.
وتابع: «يقول بعض الصالحين: سمعت فيمن سمع عن حبيبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنك إذا ما أقبلت على شرب الماء فقسمه ثلاثا، أول جرعة قل باسم الله واشربها، ثم قل الحمد لله وابدأ شرب الجرعة الثانية وقل باسم الله وبعد الانتهاء منها قل الحمد لله،ثم قل باسم الله واشرب الجرعة الثالثة واختمها بقولك الحمد لله. فمادام هذا الماء في جوفك فلن تحدثك ذرة من جسدك بمعصية الله جربها يوما في نفسك وقل باسم الله واشرب وقل الحمد لله وكررها ثلاث مرات فإنك تكون قد استقبلت النعمة بذكر المنعم وأبعدت عن نفسك حولك وقوتك، وأنهيت النعمة بحمد الله، ولكن لماذا الماء؟ لأن الماء في الجوف أشبع من أي شيء آخر».