التجنيد الإجباري.. فكرة فرنسية طبقتها معظم الدول ولم تتخل عنها أوروبا إلا بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي

خبير في علم الاجتماع العسكري:
عدم مواجهة الغرب لخطر بعد الحرب الباردة أدى إلى التخلي عن التجنيد الإجباري
سويسرا وفنلندا والدنمارك واليونان لديها خدمة عسكرية إلزامية محددة زمنيا
17 دولة أوروبية ألغت التجنيد الإجباري و 6 دول متمسكة به
عودة الأصوات المنادية بالتجنيد الإجباري بعد انتشار العمليات الإرهابية في أوروبا
بدأ التجنيد الإجباري في أوروبا منذ أكثر من 2000 عام، فقد دعمت اليونان القديمة وروما الجيوش التي تعتمد على نظام التجنيد.
ويعود نموذج التجنيد الوطني بصورته الحديثة إلى عهد الثورة الفرنسية في تسعينيات القرن الثامن عشر.
ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين ألغت 17 دولة في أوروبا التجنيد الإجباري ولا تزال 6 دول متمسكة بإلزامية الخدمة العسكرية في أوروبا.
أما الولايات المتحدة فقد أنهت العمل بنظام التجنيد الالزامي عام 1973 ويقوم جيشها على أسلوب التطوع.
أما ألمانيا لم تترك الخدمة العسكرية الإلزامية إلا منذ 5 سنوات، ولكن العام الماضي برزت منها دعوات للعودة إلى قانون التجنيد الإلزامي، حيث رفع مؤتمر "رابطة الاحتياطيين" في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، ويمثل 15 ألف عسكري احتياطي، مذكرة للنائب العام.
يقول تيبور سفيرسيف تراش، الخبير في علم الإجتماع العسكري بالمعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ لموقع "سويس إنفو": "كان في كل بلد من هذه البلدان نقاشها الداخلي بشأن هذه الظاهرة". وما من شك في أنه كان لنهاية حقبة الحرب الباردة تأثير عميق على دور القوات المسلّحة، حيث لم يعد الغرب يُواجه خطرا من الكتلة الشرقية التي كان يتزعّمها الإتحاد السوفياتي سابقا".
ومن أبرز الدول التي تتبنى الخدمة العسكرية الإلزامية غير المحددة بزمن الصين ومالي وفنزويلا والكويت.
بعض الدول الأوروبية لديها خدمة عسكرية إلزامية محددة زمنيا مثل سويسرا 5 أشهر، وفنلندا من 6 إلى 12 شهرا، والدانمارك من 4 إلى 12 شهرا، واليونان 9 أشهر.
أكثر من 50% من البلدان الأوروبية لا تتبع نظام التجنيد الإجباري، وقد علقت العمل به أو ألغته مرة واحدة.
سويسرا من البلدان التي حافظت على نظام التجنيد الإجباري على الرغم من المناهضة الشديدة له من قبل التيارات اليسارية ودعاة السلام.
وعملت فرنسا بالخدمة العسكرية الإجبارية بموجب قانون 1798 "جوردان" وينص على أن "كل فرنسي هو جندي، ويجب عليه الدفاع عن وطنه".
وألغى جاك شيراك الرئيس اليميني السابق الخدمة العسكرية الإجبارية عام 1997.
وتذكر التقارير أن هدف غلق الخدمة العسكرية الإجبارية تحويل الجيش الفرنسي إلى أكثر احترافية.