قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العلماء يوضحون «كيف تصفد الشياطين ويفعل الناس الذنوب في رمضان»


جاءت أحاديث صحيحة تؤكد تصفيد الشياطين في رمضان؛ منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ من شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فلم يُفْتَحْ منها بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فلم يُغْلَقْ منها بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ»، رواه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642).
اختلف العلماء في معنى تصفيد الشياطين في رمضان على أقوال: فقال الحافظ ابن حجر: "يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر، وقال آخرون المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم، وقوله صفدت: أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت.
وقال عياض يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين، قال ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن بن شهاب عند مسلم فتحت أبواب الرحمة، قال ويحتمل أن يكون تصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات.
وأوضح الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله: "فَإِنْ قِيلَ: فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرًا، فلو كانت الشياطين مُصَفَّدة لمَا وقع شر، فالجواب من أوجه: أحدها: أَنَّهَا إِنَّمَا تُغَلّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْمَ الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ، أمَّا ما لم يُحافظ عليه فلا يُغَلّ عن فاعله الشيطانُ.
والثاني: أنَّا لو سلَّمنا أنَّها صُفِّدَت عن كلِّ صائم، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ألاَّ يقع شرّ؛ لأنَّ لوقوع الشرّ أسبابًا أُخَر غير الشياطين، وهي: النفوس الخبيثة، والعادات الركيكة، والشياطين الإنسيَّة.
والثالث: أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين والمَرَدة منهم، وأمَّا مَن ليس مِن المَرَدة فقد لا يُصَفَّد، والمقصود: تقليل الشُّرُورِ، وهذا موجود في شهر رمضان؛ لأنَّ وقوع الشرور والفواحش فيه قليلٌ بالنسبة إلى غيره من الشهور.
ذكر العلماءُ من الحِكَم في تصفيد الشياطين في رمضان: تقليل شرِّهم وإغوائهم للعباد، وليمتنعوا من إيذاء المسلمين والتهويش عليهم وإفساد صومهم، وحتى لا يخلُصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غير رمضان، من إضلال الناس عن الحقِّ وتثبيطهم عن الخير؛ ليُقبِل الناس على الطاعات ويبتعدوا عن المعاصي والشهوات في شهر رمضان.