قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

داعش والأهرامات


فى شريط فيديو أخير هدد تنظيم داعش بهدم الأهرامات بعد تفجيرها.
قد يروق ذلك لكثيرين وقد خرج واحد من مدعى العلم والسلفية على شاشات الفضائيات زاعماً أن أول خطوة فى مشروع الحكم الإسلامى فى مصر هدم الأهرامات وأبو الهول لكونها أصناماً !
ديننا الحنيف حرم التمثال الذى يعبد من دون الله تعالى ، وقد هدم رسولنا تلك التى كانت فى المسجد بغرض العبادة لخصوصية المسجد ، لكن لم يتعد الأمر للذهاب إلى بيوت المشركين لتحطيم ما بحوزتهم وإن إمتلكوها بغرض العبادة فلهم دينهم ولنا ديننا.
أما ما سوى التعبد وتجسيد المفاتن فهو فى دائرة المباح ، بل ذكرها القرآن الكريم فى معرض تعداد النعم : " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادى الشكور " .. والتماثيل هنا مباحة وفى معرض الثناء لأن مقصدها ليس العبادة ؛ فعقيدة أنبياء الله جميعاً هى التوحيد الخالص.
فى ديننا تمثالان ؛ أحدهما صنم محرم لأنه يعبد من دون الله ، وهذا يهدمه ويزيله ولى الأمر وجوباً اذا كانت عبادته فى مكان عام أو فى مسجد أو بالقرب من مسجد ، والآخر مباح دال على وحدانية الله ، قد يصنعه أحدهم ليدل به المتلقى والجمهور على طريق الله .. وقد حدث القرآن الكريم عن تمثال معجزة دل القوم على وحدانية الله عز وجل : " ورسولاً إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً باذن الله ".
التمثال فى الإسلام بحسب مقصده ؛ فإن كان للشرك بالله فحرام يجب تحطيمه بشروط وضوابط ، وإن كان غير ذلك من أغراض الفن غير المبتذل فمباح لأغراض ورسائل الفنون المتنوعة التى تتداخل وتنسجم مع غايات ورسائل الإسلام ، وقد أباح الرسول صلى الله عليه وسلم التماثيل والعرائس التى يلعب بها الأطفال والبنات .. أى أن المقصد هو مناط التحريم ، فإذا كان المقصد للإشراك بالله أو عبادة وثن من دون الله فحرام قطعاً ، أما إذا كان المقصد الإستعانة بهذه الوسائل الفنية فى التربية والتذوق الفنى ونشر المعانى الجميلة والتعرف على التاريخ والتراث والتعلم من تجارب الأمم السابقة فهذا بلا شك يتفق مع غايات ومقاصد الإسلام ، ولذلك سمح بها الرسول وأقرها عندما إختلف المقصد عن مقصد الوثنية والإشراك بالله .