قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إحياء التراث ثورة في الفكر الاسلامي


في محاضرة ممتعة من محاضرات استاذنا الكبير الدكتور سعد الهجرسي استاذ علم المكتبات بجامعة القاهرة : ذكر لنا معلومة مازالت ترن في أذني كلما تذكرتها رغم مرور عشرات السنين قائلاً : لقد احصيت عدد المخطوطات وأنا طالب بالماجستير في دار الكتب فوجدتها 254 الف مخطوطة
وسافرت إلي امريكا سنوات طويلة وعندما عدت وجدت أن عدد المخطوطات في دار الكتب اصبح يقترب من ال54 الف فأين ذهبت ال200 ألف).
هذه كلمة لرجل لا يعرف أني سوف أنقل كلمته إلي القارئ بعد مرور اكثر من عشرين عام من هذا الموقف، و لكني انقلها لكي اقول لمن أعمي الشيطان بصره و بصريته إن من يريد تجديد الخطاب الديني، فعليه أن يتجه إلي ما تركه علماء الأمة وسوف يجد الكثير من التنقيح والتوضيح لمسائل كثيرة في واقعنا.
لقد وصلتني معلومة شعرت بعدها بالرعب من رجل وثيق الصله بهذا المجال، يقول إن ما تركه المسلمون مخطوطاً حوالي 3 ملايين مخطوطة، طبع منها حوالي 250 الف فقط والباقي مازال يحتاج إلي جهد كبير.
و أي رعب هذا عندما نجد هئا الكم من تراث الأمة مازال مدفوناً داخل مكتبات و معاهد وبلديات ومقارات كثيررة في العالم العربي والغربي، أي أمة هذا الذي تركت فكرها وتراثها في غياهب المجهول.
الفقة، العقيدة، اللغة، الأدب، التاريخ والسير، الشعر، العلوم البحثة والتطبيقية وغيرها الكثير لم يترك المسلمون فناً من فنون الكتابة إلا وتكلموا فيه ، ولقد أسهموا في التراث الفكري للبشرية كأعظم أمة في التاريخ البشري ، ولكن كل هئا مدفون لم يخرج للعلن، و لم يكن من العجيب أن الغرب يحاول جاهداً أن لا يحدث هذا فهو يعرف جيدا لو انشق الغبار عن الفكر الإسلامي الباقي في خزانه البشرية ، لتحولت حياة الأمة إلي مسار آخر.
إن السياسة الشرعية علي سبيل المثال وهي الامر الذي أخذ من وقت وفكر الأمة الكثير لكي نثبت هل في الدين سياسة أم لا ؟ وجدت انه لم يطبع من كل ما كتبه المسلمين غير عدد لا تكتمل به العشرة ، وقد أحصي المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن في رسالة له عدد أكثر من مائتي مخطوطة في السياسة الشرعية لم يطبع منها واحدة.
كان من العجيب إن كثير من المطبوع من تراث الأمة طبع أما يكون أن يكون مجهود شخصي من بعض الأفراد والمؤسسات الضعيفة مادياً،
والباقي قامت به بعض الدول، ولكن للأسف جاء خدمة لتوجهات معينه ولذلك قامت معظم دول الجزيرة العربية بطبعة الكتب الذي الفت في العقيدة والفقة الحنبلي وأهملت باقي المذاهب وكانت كتب اين تيمه لها السبق في الطباعة ، وأهملت مؤلفات اخري كان لها نفس التأثير لو طبعت .
على أن واقع المخطوطات العربية والإسلامية في وقتنا هذا، موزعٌ في أقطار العالم، وهي منتشرة عبر أربع قارات، من المغرب الأقصى حتى باكستان، ومن تركيا حتى الصومال، ومن أوربا حتى أمريكا،و هذا ما سوف نتكلم عنه لاحقاً.