- في الذكرى الـ15 على رحيل السندريلا:
- نشأت في بيئة تعاني من كثرة أبنائها وتعدد الأعباء
- لم تتلق سعاد حسني تعليما نظاميا
- انفصال والديها وهي في الخامسة من عمرها
- اكتشفها عبد الرحمن الخميسي ليقدمها للمخرج "بركات" ليتبناها فنيا
- "حسن ونعيمة" عام 1963 مع محرم فؤاد كان بداية مشوارها الفني
نشأت سعاد حسني في منزل يئن من كثرة المتاعب والأعباء المادية، فقد كان ليها 16 أخا وأختا غير أشقاء والدها وهو الفنان الخطاط حسني البابا ذو الأصول الكردية السورية، تواجدت وسط جو مشحون بالهموم والمتاعب.
حاولت أن تتأقلم مع هذه التحديات إلى أن انفصل والداها وهي في الخامسة من عمرها، هنا بدأت الخيوط الأساسية والملامح الرئيسية تتضح لحياتها وتاخذ منحى آخر، فقد تولى تربيتها زوج والدتها (مفتش بالتربية والتعليم).
بدأ في تعليمها في المنزل، حيث إن كثرة عدد إخوتها منعت والدها من مجرد الالتفات إليها وإلى تعليمها، حيث تعلمت مبادئ القراءة والكتابة على يد مدرس بسيط بالمنزل، وفي هذا الجو ظهرت مواهب جيدة لسعاد حسني من حيث الغناء وتقليد الأشخاص المحيطين بها.
لم يدع زوج والدتها تلك الأمور تمر مرور الكرام، بل توقف أمامها وبدأ يبحث عما يعزز تلك المواهب، حيث قام بتوجيهها إلى صديقه الفنان عبد الرحمن الخميسي الذي بدأ معها مشوارها الفني منذ البداية.
عرفها بالمخرج هنري بركات الذي كان يبحث عن وجه جديد لفيلمه عام 1963 "حسن ونعيمة"، وبالفعل تم تدريبها للوقوف أمام الكاميرات وأيضا على حفظ الدور، حيث إنها كانت لا تزال حديثة العهد بالتعليم والحفظ.
حققت نجاحا واسعا منذ أول طلة لها على الشاشة، فقد حازت القبول لدى المشاهد المصري وغدت من أهم الوجوه المألوفة على مستوى الأعمال الفنية، بل أصبحت أيقونة للجمال والأنوثة والموضة، فقد كانت هي المثل والموديل الأشهر لأحدث وآخر خطوط الموضة، لتتعدد أعمالها وأدوارها لتكون بعد ذلك سندريلا الشاشة العربية، حيث كانت أشهر الأعمال "الكرنك" و"نادية" و"خلي بالك من زوزو" و"شروق وغروب" و"أميرة حبي أنا" و"نادية" و"الزوجة الثانية" و"صغيرة على الحب" و"شفيقة ومتولي" و"دعوة على العشاء".
تألقت أمام كاميرات الفيديو أيضا، فقد نجحت في المسلسل التليفزيوني الأشهر "هو وهي" للكاتبة الأشهر سناء البيسي وكلمات الأغاني للشاعر صلاح جاهين وتلحين الموسيقار كمال الطويل، والتي جسدت عدة شخصيات منفصلة أمام الفنان أحمد زكي اللذين نجحا وتألقا بشكل أضاف إلى مشوارهما الفني الكثير.
تزوجت 4 مرات من المخرج صلاح كريم الذي لم يكن مشهورا آنذاك لتدب الغيرة الفنية بينهما، ما جعل زيجتهما لا تستمر كثيرا، حيث استمرت معه عاما واحدا فقط، ثم تزوجت من المخرج علي بدرخان، والذي استمرت معه 11 عاما، إلا أن الفتور دب إلى حياتهما الزوجية لينفصلا ويظلا أصدقاء ثم تزوجت من الفنان زكي فطين عبد الوهاب، نجل الفنانة ليلى مراد، ولكن اختلاف الطباع وفارق السن بينهما أدى إلى انفصالهما بعد عدة أشهر فقط ثم تزوجت من السناريست ماهر عواد الذي ظلت على ذمته حتى آخر أيامها.
هذا بخلاف قصة الزواج المزعومة التي انتشرت في زواجها من العندليب، والتي أكدها البعض مثل الكاتب الصحفي مفيد فوزي، ومع هذا التأكيد هناك من رفضها وأصر على تكذيبها، لتحاط تلك الزيجة بالغموض وتلفها الحيرة والشكوك.
وفي يوم 21 من يونيو من عام 2001 استيقظ المجتمع المصري كله على خبر فاجع وهو وفاة الفنانة سعاد حسني، إثر حدث مأساوي غامض، حيث اتجهت أصابع الاتهام إلى عدة جهات،أ يضا تضاربت الأقوال حول ما إذا كانت ماتت مقتولة أو منتحرة لتظل هذه الملابسات قائمة دون الإفراج عن الحقيقة حتى يومنا هذا.
واهتمت جمهورية مصر العربية شعبا وحكومة بوفاتها ومتابعة آخر تطوارات الحادث، حيث أمر الرئيس الأسيق حسني مبارك، سفير مصر بلندن (عادل الجزار) آنذاك، بسرعة إنهاء الترتيبات الخاصة بعودتها إلى القاهرة، وكان في استقبال الجثمان بمطار القاهرة وفود رسمية من وزارة الثقافة والإعلام والداخيلة والخارجية وأعضاء من مجلس نقابتى الممثلين والسينمائيين والعديد من زملائها وأقربائها.