تعرف على آيتين تعادلان أجر قراءة القرآن وتحفظك من الشيطان

حثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم، فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قَرَأَ بِالآيَتَينِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيلَةٍ كَفَتَاهُ» رواه البخاري (5009) ومسلم (2714) وقال ابن القيم في "الوابل الصيب" (132): كفتاه من شر ما يؤذيه.
ويرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث إلى سنة مهجورة عند كثير من المسلمين الآن وهي قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، كما قال تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)» سورة البقرة.
وتؤكد الآيتان الإيمان بأركان الإيمان، وفيهما جملة من الأدعية الجامعة لكل خير، ولم ينزل خير من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه هاتان الآيتان أما خير الآخرة فإن قوله: «آمن الرسول» إلى قوله «لا نفرق بين أحد من رسله» إشارة إلى الإيمان والتصديق، وقوله: «سمعنا وأطعنا» إلى الإسلام والانقياد والأعمال الظاهرة .
ويشي قوله تعالى: «وإليك المصير» إلى جزاء العمل في الآخرة، وقوله «لا يكلف الله» إلى المنافع الدنيوية لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب والرسل وغير ذلك.
وتعددت أقوال العلماء في بيان المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: «كفتاه»، وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى سبعة أقوال في معناها في كتابه «فتح الباري» عند شرحه لكتاب فضائل القرآن: القول الأول: بمعنى أجزأتاه عن قيام الليل، فلو أنه قرأهما قبل نومه ولم يستطع تلك الليلة أن يقوم الليل فقد كفتاه عن ذلك.
وأضاف ابن حجر: القول الثاني: أنهما كفتاه من قراءة القرآن مطلقًا، سواء كان يقرأه في الصلاة أو في غير الصلاة، والقول الثالث: أنهما كفتاه فيما يتعلق بالاعتقاد، فكل العقيدة موجودة ومتضمنة في هاتين الآيتين، لأنهما اشتملتا على أمور الإيمان وأعماله وأصوله جميعًا، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، رحج ابن حجر هذا القول بأنه المقصود لذكر هاتين الآيتين، فيكفيك في باب الاعتقاد -المجمل لا المفصل- أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ثم تفصيل ذلك يعلم ويؤخذ من أدلته.
وتابع: القول الرابع: أنهما كفتاه من كل شر، فلو قرأ في ليلته هاتين الآيتين لكفتاه من كل شر، وينام ليلته تلك آمنًا مطمئنًا بإذن الله، والقول الخامس: وهو أخص مما قبله، أنه بمعنى كفتاه شر الشيطان، فمن قرأهما فقد كفي شر الشيطان اللعين، والقول السادس: أنهما كفتاه شر الجن والإنس، والقول السابع: بمعنى أنهما تغنيانه عن طلب الأجر فيما سواهما، فينال بقراءة هاتين الآيتين من الثواب والأجر ما يغنيه عن طلب الأجر والثواب فيما سواهما.
وذكر العلماء أن الثلاثة الأقوال: الرابع والخامس والسادس متقاربة، يعني: كفتاه شر كل شيء: شر الشيطان وشر الجن والإنس، فيمكن أن نجعلها خمسة أقوال.