الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرحلة تحتاج مدرسة عكاشة الإعلامية


لا أنتمي إلى أي من الفرق الإعلامية، ولا أحسب على أي نظام، فأنا أتحدث من مقعد أبسط مواطن مصري، الذي يؤمن بقواته المسلحة، ويضع ثقته في رئيس جمهوريته.

بدايةً تغمد الله شهداءنا بواسع رحمته، وألهم أسرهم الصبر والسلوان، فقد تابعت مثل غيري حوار سائق التوك توك، ولا أنكر أنني تأثرت به ودمعت عيناي لما قاله، ويرجع السبب في تأثري هو رغبتي في أن تكون بلدنا أفضل، بالإضافة إلى مواكبة حديثه مع الموقف السعودي تجاه مصر، والذي تم تصعيده من جانب وسائل الإعلام بطريقة فجة، أؤمن تمامًا بالمشروعات القومية، وإن كان لي رجاء في أن يكون بجانبها مشروعات إنتاجية ذات أجل قصير يشعر المواطنون بإنجازاتها بصورة سريعة.

كما تابعت ردود الأفعال المتباينة ما بين مؤيد لكلمات السائق، وما بين معارضٍ لها، وهطلت علينا التحليلات الاقتصادية والسياسية من كل اتجاه لتمطرنا بأسانيد كذب وتلفيق ما قاله، وأن حديثه عارٍ تمامًا عن الصحة، وفيديوهات ترد بإنجازات السيد الرئيس، والتي سبقت منذ أسبوعين بكتابة مقال أشكره فيه على تلك الجهود، ولم يخلو الأمر من استدعاء مخرجين سينمائيين ليتحدثوا عن الجوانب السينمائية المرتبطة بتصوير حوار التوك توك، وفن الإلقاء والموسيقى التصويرية المصاحبة.

نستطيع أن نخرج من حوار التوك توك بشيء هام، ألا وهو الفشل الإعلامي.

الفشل الإعلامي في التعامل مع الموقف برمته سواء قبل حوار التوك توك أو بعده.

فقبل حوار التوك توك فشل الإعلام في توضيح متطلبات المرحلة، فشل الإعلام في توصيل الفكرة سواء للمواطن البسيط أو المثقف في أننا نخوض حربا من نوع جديد، حرب اقتصادية وإعلامية وعسكرية في ذات الوقت، وبالتالي لم يعرف المواطن المطلوب منه لمواجهة تداعيات تلك المرحلة، فشل الإعلام في توضيح المشروعات القومية والعائد منها، فشل الإعلام في توصيل فكرة أننا نحاول إعادة بناء دولة قد انهارت بالفعل.

ونجح صائدو الفشل في استغلال الموقف لصالحهم، ولو لبضع ساعات، لكن نجحوا في الوصول إلى قاعدة عريضة من المواطنين.

أما بعد حوار التوك توك، أستطيع أن أقول إنه قد فشل الإعلام أيضًا، وبدا وكأنه يتنقل ما بين خطي الدفاع والهجوم، الدفاع عن شخص الرئيس، والهجوم على سائق التوك توك والمذيع المستضيف له الذي لم أكن من هواة متابعة برامجه يومًا من الأيام، وبدأ سيل من التحليلات لهذا اللقاء، تحليلات من جميع الاتجاهات، انتقصها التحليل الكروي فقط لنستكمل جميع أنشطة البرامج الحوارية، لولا عدم ظهور كرة في اللقاء!

نسي الإعلام أن المواطنين سئموا من التحليلات ومن النخبة وأحاديثهم، المواطن أكبر همه هو لقمة العيش وكوب الشاي والسيجارة إذا كان من المدخنين، ويأخذ من البرامج الحوارية ما يلمس حياته اليومية ويشعر بآلامه.

استوقفني رد أحد الإعلاميين على حوار التوك توك في أن الحوار نفسه -هذا الإعلامي- لم يهتم به، ووصفه بأنه إضاعة للوقت، عفوًا أيها الإعلامي أنت تحتاج أن تكتسب مهارات جذب انتباه أبسط البسطاء وأن تلمس أوجاعهم، وتتحدث بلسان حالهم، وتؤهلهم لتقبل مخاطر المرحلة، وتوضح له المطلوب منه، وفي ذات الوقت تقنعه بخطوات الدولة التنموية وتجعله يؤمن بها تمامًا، كل هذه الرسائل عليك أن تصل بها إلى قلب المواطن قبل عقله بطريقة جاذبة محبوبة، وحين تصل إلى تلك المرتبة نستطيع ألا نهتم جميعًا بمثل تلك التمثيليات المفبركة والتي تستهدف زعزعة الدولة وترمي إلى إسقاطها.

أستطيع أن أقول إننا في تلك المرحلة نحتاج إلى مدرسة توفيق عكاشة الإعلامية، أعلم أنه سيختلف مع الكثيرين، إلا أنها الحقيقة التي سيهاجمني النخبة عليها، فلتتنحوا جانبًا أيها النخبة ما دمتم لم تصلوا إلى قلوب السواد الأعظم من الشعب، إنها مرحلة توفيق عكاشة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط