قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«الرمال السوداء» كنز استراتيجي غير مستغل في «أرض الفيروز».. مصر تملك أكبر احتياطي على مستوى العالم.. ومنجم من الثروة التعدينية بسيناء


  • مصر تملك احتياطيا قدره 1.1 مليار متر مكعب من الرمال السوداء
  • الرمال السوداء تستطيع إنعاش الاقتصاد بملايين الدولارات إذا أحسن استغلالها

حبا الله مصر بكميات هائلة واحتياطي ضخم من الرمال السوداء، يفوق كثيراً ما هو متاح في بقية الدول العربية، حيث يقدر الاحتياطي التعديني المؤكد من هذه الرمال بحوالي مليار ومائة مليون متر مكعب، يبلغ متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالي 3%، ليعد بذلك أكبر احتياطي على مستوى العالم، بحسب إحدى الدراسات.

وتتركز هذه الرمال بصفة أساسية أمام سواحل دلتا النيل على الشواطئ الواقعة على جانبي مصبي فرعي رشيد ودمياط‏،‏ وفي الكثبان الرملية الساحلية، خاصة في منطقة البرلس وورشيد.. كما تتواجد هذه الرمال بكثافة في المنطقة الشاطئية الواقعة شرق بحيرة البردويل بشمال سيناء.

ويعتبر نهر النيل هو المصدر الرئيسي لهذه المعادن، حيث ساهم النهر الخالد وفروعه الحالية والقديمة عبر آلاف السنين وحتى بناء السد العالي بنقل كميات كبيرة من هذه المعادن من موضعها الأصلي بالهضبة الإثيوبية مع رواسب الفيضان الموسمي إلى سواحل الدلتا بمصر.

المهندس عمر الكاشف مدير ادارة المحاجر بديوان عام شمال سيناء يوضح أن الرمال السوداء تعتبر رمالا شاطئية ترسبت نتيجة لاصطدام مياه النيل الحاملة لها بمياه البحر الأبيض المتوسط, فتوجد في السهل الساحلي الممتد من شرق بحيرة البردويل حتي العريش, وتعتبر مصر من الدول الكبري التي تحتوي علي احتياطي عالمي ضخم من هذه الرمال يقدر بنحو مليار متر مكعب.

  • الأهمية الاقتصادية
وتحتوي للرمال السوداء علي مجموعة من المعادن ذات الاستخدامات المهمة والتي يمكن أن يكون لها مردود اقتصادي قوي اذا تم استغلالها ومشاركة فعالة في زيادة انتعاش الاقتصاد القومي بملايين من الدولارات وبالتالي اتاحة فرص عمل والحد من البطالة.

وأضاف أن من أهم هذه المعادن علي سبيل المثال لا الحصر الألمنيت الذي يدخل في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ، بالاضافة الي مادة السيلكون وتدخل في صناعة السيراميك وفي المفاعلات النووية, ومادة الجارتت والسليكا الثقيلة وتفيد في صناعة الصنفرة.

وأشار الي أن الرمال السوداء كانت مستغلة في القرن الماضي بمعرفة شركة الرمال السوداء المصرية والتي تم تأميمها سنة1961, ونتيجة للممارسات البيروقراطية تم غلق ابوابها برغم تعدد أماكن انتشار الاحتياطي منها.

  • أماكن تواجد الخامة
ففي منطقة رشيد يقدر بنحو500 مليون متر مكعب وفي منطقة دمياط يقدر بنحو300 مليون متر مكعب, وفي منطقة شمال سيناء يقدر الاحتياطي بنحو100 مليون متر مكعب, وقد قامت هيئة الطاقة النووية المصرية بعملية مسح جوي لتحديد أماكن وجود الرمال السوداء, حيث تم تحديد نحو11 موقعا غنيا بهذه المادة وهذه دعوة الي المستثمرين الجادين ولحكومة د. كمال الجنزوري باستغلال الرمال السوداء وطرحها للشركات الاستثمارية لدعم الاقتصاد وفتح مجالات لتشغيل الشباب والخريجين والقضاء علي جميع أشكال البطالة.

  • استكشافات أولية
ويؤكد المهندس الجيولوجي حسن العلاقمي, أنه في عام 1990 تم عمل الاستكشافات الأولية التعدينية للرمال السوداء في محافظة شمال سيناء عن طريق هيئة المساحة الجيولوجية, وتم تقسيم الساحل الشرقي الي منطقتين:

المنطقة الشرقية والتي تقع من المساعيد وبوغاز الزرانيق حيث تبلغ مساحة المنطقة التي تم دراستها نحو18 كم2 وتبلغ كمية الرمال السوداء التي تحتوي علي الثروات المعدنية نحو44 مليون طن, واحتياطي المعادن الثقيلة بالمنطقة نحو طن .

واتضح أن المنطقة غنية بمعدن الالمنيت حيث تبلغ نسبته نحو61%, تليه السليكات الثقيلة22% ثم معدن الهماتيت حيث تبلغ نسبته نحو6.5% ثم معدن الجارنت5.5% أما باقي المعادن (ماجنيت وروتايل وزروكون) فهي تمثل نسبا صغيرة في نسبة الركاز.

أما المنطقة الغربية, فهي منطقة رمانة وتمتد لمساحة 17 كم علي طول الشاطئ تبدأ من تل المحمدية شرقا حتي بوغاز رقم(1) غربا حيث تبلغ مساحة المنطقة التي تم دراستها نحو 18 كم2 وتبلغ كمية الرمال السوداء علي المعادن الاقتصادية نحو 45 مليون طن وأن متوسط نسبة الركاز التي تحتوي علي تلك المعادن 22.5% أي 22.5 كجم/طن وأن احتياطي المعادن الاقتصادية بالمنطقة نحو250 ألف طن واتضح أن المنطقة غنية بالسليكات الثقيلة.

وبالنظر الي وجود تلك الرمال التي تزخر بها شواطئ سيناء, فإن هذه الثروة الطبيعية كفيلة بوضع المحافظة علي الخريطة التعدينية لمصر مع التوسع في عمليات الاستثمار والتنقيب عن الثروات التعدينية, مع اتاحة المجال لاستخدام تكنولوجيات وأساليب حديثة، وحل مشكلة واضعي اليد من أبناء سيناء في تلك المناطق إما بالتعويض أو المشاركة في عملية الاستثمار على أرض سيناء ولإيجاد مجتمع تنموي.