خبير سياسي صيني: العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين ستستمر مع ترامب

توقع يان شيتونج، عميد معهد العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا ومقرها بكين، أن تستمر العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين في عهد الرئيس المنتخب الجديد دونالد ترامب.
وقال شيتونج - في لقاء مع صحيفة (ايشن ريفيوز) اليابانية اليوم الاثنين - إنه في الوقت الذي تشعر فيه الدول الأسيوية بالقلق من تغيير الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب للسياسة الخارجية في آسيا، فمن المحتمل أن تحافظ واشنطن على موقفها المتشدد تجاه بكين وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري.
وعلق شيتونج، على ما قاله ترامب في وقت سابق بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تمثل شرطة العالم، أنه بينما لا تريد الولايات المتحدة تحمل مسئولية مراقبة العالم فلن تتخلى عن مزاياها التي تتمتع بها كشرطي العالم. وهذا التناقض سيحدث حالة من عدم اليقين في العالم وهو ما قد يسبب اندلاع المزيد من الصراعات في المجتمع الدولي.
بيد أن الأجندة السياسية لترامب لا تبدوا قادرة على منع الاقتصاد الأمريكي من التدهور النسبي. ولن تغير حالة النظام الدولي بعد الحرب الباردة، والتي تقلصت خلالها فجوة القوة بين الولايات المتحدة والصين.
أما فيما يتعلق بكيفية تأثير ترامب على العلاقات بين البلدين، أشار شيتونج إلى أن نظام ترامب لن يكون ذو نفع دائم للصين ومن المحتمل أن تعتدل واشنطن في ضغوطها على الصين بشأن قضايا حقوق الإنسان ولكنها قد تأخذ موقفا أكثر صرامة على الصعيد الاقتصادي في محاولة لجعل الناخب الأمريكي يشعر بالفوائد الاقتصادية.
وأضاف أن الدولتين ستستمران في الصراع والتنافس حول القضايا العسكرية، وقد لا تشير الولايات المتحدة إلى استراتيجية "محور آسيا" من حيث الوجود الدبلوماسي والعسكري، كما فعل الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، ولكن ستكون واشنطن حريصة على بدء المبادرات في شرق آسيا بمساعدة حلفائها.
وفي سؤال حول ما إذا كانت معارضة ترامب لاتفاقية الشراكة التجارية الحرة عبر المحيط الهادي (الصين ليست عضوا فيها) ستصب في صالح الصين، أكد شيتونج أن معارضة ترامب للاتفاقية لن تضيف بالضرورة امتيازا للصين. فإن ترامب لا يدعم أية شراكة اقتصادية إقليمية وهو غير مهتم بالانضمام إلى الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية التي يتم التفاوض عليها حاليا ومن بين تلك الدول (الصين واليابان وكوريا الجنوبية)، وكذلك رابطة دول جنوب شرق آسيا، بل ربما سيحاول إعاقة إطلاقها.
وأما فيما يتعلق بالتحالف الأمريكي - الياباني وكيفية تأثيره على الصين، قال شيتونج إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ربما يواجه أوقاتا صعبة في المستقبل بعد أن طُلب منه دفع ثمن أعلى لتواجد القواعد العسكرية الأمريكية في بلاده. ولكن لن يتغير شئ في طبيعة العلاقات فإن ترامب لن يتخلى عن مميزات هذا التحالف مع اليابان، فمن وجهة نظر المصالح القومية الأميركية، من الصعب أن نتصور تخلي الولايات المتحدة عن دورها كـ"مظلة نووية" لليابان.
وعلى صعيد آخر قال شيتونج، فيما يتعلق بالنزاع الإقليمي في بحر الصين الجنوبي، إن الظروف تغيرت بشكل كبير منذ أن وجه الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، سياسته تجاه الصين وبذلك فقدت الولايات المتحدة أرضية في محاولتها مواجهة الصين. وأرى أن إدارة ترامب قد تحول تركيزها في آسيا من منطقة الجنوب الشرقي إلى الشمال الشرقي.