الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكري

بمناسبة ذكرى رحيله.. تعرف على أسرار اللحظات الأخيرة في حياة علي الكسار

علي الكسار
علي الكسار

  • ولد في حي البغالة بالقاهرة وعمل "سفرجي" و"سروجي" و"طباخ"
  • استعان بلقب عائلة والدته تيمنا بجميلها عليه
  • نافس الريحاني بشخصية عثمان عبد الباسط وتفوق عليه

تحل اليوم، الأحد، ذكرى رحيل الفنان الكوميدي صاحب الرصيد الكبير من الأعمال الفنية، الذي اتخذ لنفسه طريقا وأسلوبا انفرد به عن سائر زملائه، حيث استعان بلمسات خاصة به، منها دهان وجهه باللون الأسود ليستطيع التألق في الأدوار الفنية التي اشتهر بها.. إنه الفنان علي الكسار.. وبهذه المناسبة نرصد بعضا من الأسرار عن حياته الشخصية.

اسمه الحقيقي ليس "علي الكسار"، بل هو علي محمد خليل سالم، وقد اختار كنية عائلة والدته "الكسار"، كلقب تكريما لوالدته التي باعت "الفرن" التي كانت تمتلكه مقابل أن تفدي ابنها من الالتحاق بالجيش، فأصبح اسمه منذ ذلك الوقت "علي الكسار".

امتهن العديد من المهن، كانت منها مهنة السروجي التي كان يعمل بها والده، والتي لم ينجح فيها نظرا لصغر سنه آنذاك، ما جعله يتركها ويبحث عن مهنة أخرى تساعده على تدبير نفقات المعيشة مع والده، حتى كانت ثاني مهنة امتهنها هي مهنة الطباخ وكان وقتها في التاسعة من عمره، وخلال تلك المهنة اختلط مع العديد من النوبيين من بوابين وسفرجية، حيث تعلم منهم لهجتهم وبرع في طريقة كلامهم بل وأتقنها.

بدأ صيت الكسار ينتشر عندما عينته مدام مارسيل في كازينو "دي اري"، حيث احتل مكانا هاما في شارع عماد الدين، كما بدأ يتألق في ذلك الوقت إلى جانب نجم الكوميديا نجيب الريحاني، حيث استطاع أن ينافس الريحاني في خلق شخصية فنية مثله، فكما نجح الريحاني في التألق في شخصية "كشكش بيه"، برع الكسار أيضا في شخصية عثمان عبد الباسط، هذا النوبي الأسمر الذي قدمه في أعماله، منها "البربري في باريس"، و"البربري في مؤتمر استوكهولم".

وكانت أول مرة وقف فيها علي الكسار أمام كاميرات السينما، كانت في عام 1920، عندما شارك مع أمين صدقي شريكه في فرقته المسرحية في فيلم قصير حمل اسم "الخالة الأميركانية"، وكان هذا الفيلم صامتا، الأمر الذي لم يرق للكسار الذي كان يعتمد في أدائه على الحوار والارتجال بينه وبين الجمهور حتى انقطع عن السينما.

ولكن مع ازدياد الحركة السينمائية وإضافة الصوت للفيلم السينمائي، اتجه الكسار لاقتحام عالم السينما من جديد، ثم انطلق سينمائيا وتوالت عليه الأعمال مع المخرج توجو مزراحي، وشكلا معا ثنائيا فنيا ناجحا، حيث ذاع صيته لدى المنتجين والمخرجين ولاقى قبولا كبيرا لدى الجمهور.

وبعيدا عن الحياة الفنية، لم يكن الفنان علي الكسار أسمر البشرة مثلما يظهر على الشاشة أو على خشبة المسرح، فهو لم يكن صعيدي النشأة، وبالتالي لم تكن بشرته بهذا اللون، وكان يقوم كل ليلة قبل الظهور على المسرح بصباغة وجهه بخلطة خفية لم يعرف أحد تركيبتها، وكانت تعطيه الشكل الأسمر كان يصنعها هو بنفسه حتي يستطيع أن يندمج في شخصية عثمان عبد الباسط الأسمر اللون.

كانت شخصية الكسار على المسرح مختلفة تماما عن شخصيته في المنزل، حيث كانت في المنزل شخصية قوية، ولم يكن أحد يجرؤ على أن يدخل عليه حجرة نومه إلا بعد أن يطرق الباب ويأذن له بالدخول، وكان يعيش حياة بسيطة، فكثيرا ما كان يدخل المطبخ ليعد "الفتة باللحمة"، حيث كانت وجبته المفضلة.

وفي الوقت الذي أضحك فيه علي الكسار، الملايين.. مات العملاق فقيرا بمأساة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يرقد في سرير من الدرجة الثالثة بمستشفى قصر العيني وحوله أولاده، وذلك بعد صراع طويل مع مرض سرطان البروستاتا عن عمر ناهز 70 عاما.

وعن لحظة وفاته، يقول ابنه ماجد الكسار في أحد الحوارات الفنية: "توفى الكسار في 15 من يناير من عام 1957، ذهبت أنا ووالدي إلى مستشفى قصر العيني لشعوره بوعكة صحية تطلبت منه إجراء عملية في البروستاتا، وعندما وصلنا إلى الاستعلامات، ذكر والدي اسمه لموظف الاستقبال، وبعد فترة بسيطة اقترح والدي أن يخبر الموظف برقم هاتف المنزل قائلا لي: "خد يا ابني نمرة تليفون المنزل علشان لما اموت تبقوا تخبروا العائلة".

وأضاف: "دخلنا الغرفة حتى انتهى موعد الزيارة، وعندما هممت بالرحيل نظر لي والدي وقال: خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها، وتعانقنا وقبلني وقبلته وكان الوداع الأخير، وخرجت من المستشفى أحمل معي عصاه وكأنها رسالة سلمني إياها".