أهل الشر .. والمحاولة الخبيثة لإشعال الفتنة

قامت الدنيا .. ولم تهدأ حتى الآن حول الأحداث الجارية فى العريش ونزوح عدد من الأسر المسيحية خارجها خوفًا من التهديدات المتلاحقة لعناصر تنظيم داعش بالقتل .
دعونا نتكشف حقائق الأمور ونحللها تحليلًا دقيقًا .. ونتعرف على أسباب الضجيج المثار حول ما يحدث ..
والسؤال المهم الذى لابد من الإجابة عليه أولًا .
هل هناك فعلًا استهداف للأقباط فى العريش وهل ما يحدث الآن من ترك الأسر المسيحية لمنازلها هى عملية تهجير فعلية .. أم رغبة من الإخوة المسيحيين فى النزوح بعيدًا خوفًا مما قد يحدث لهم ؟
فى رأيي أن الاستهداف هو للدولة المصرية كلها بمسلميها ومسيحييها ومحاولة خبيثة لبث صورة مغايرة للحقيقة أمام الرأى العام..
دعونا ننظر إلى بداية تصاعد الأحداث والسيناريو الذى تم ، فالأحداث قد تصاعدت منذ أيام عقب بث تنظيم داعش للإرهاب فى سيناء تسجيلًا صوتيًا مصورًا يهدد فيه المسيحيين فى "مصر" ويتوعدهم خلاله بعمليات على غرار تفجير الكنيسة البطرسية واختص التهديد الأقباط فى سيناء بعمليات استهدافية على غرار تفجير الكنيسة البطرسية ، كونهم السبب فى عرقلة دولة الخلافة الإسلامية حسب زعم التنظيم المشبوه!!
إذا هى رسالة تهديد واضحة دعا فيها تنظيم "داعش" إلى قتل من وصفهم "بالصليبيين فى مصر" إضافة إلى أن رسائل التهديد الموجهة من التنظيم إلى أقباط العريش بصفة خاصة ، وسيناء بصفة عامة والتى لم تكتف عن حد نشر الفيديو فقط ، بل تجاوزت ذلك إلى التهديد المباشر للأقباط فى مقار السكن والعمل .. !!
وإذا نظرنا للصورة عن بُعد .. وحللنا المغزى والتوقيت ..الذى يهدف إليها تنظيم داعش من ورائه بث هذه التهديدات نجد أنها لم تستهدف الأقباط فقط بل استهدفت المصريين جميعًا فى مجملها ، وأيضًا سيادة الدولة المصرية ، فلا شك أن التركيز على اجتزاء الاستهداف الكُلى للدولة والمصريين جميعًا من مضمونه وتخصيصه للأقباط فقط.. ما هو إلا محاولة فى توقيت خبيث لإشعال الفتنة ووضع الدولة فى موقف الحرج أمام الرأى العام الداخلى والخارجى إزاء هذا التحد السافر للقيادة السياسية والجيش المصرى الذى أعلن منذ أيام عن سيطرته الكاملة على الوضع فى سيناء وكذلك تطهير "جبل الحلال" من الجرزان التابعة للتنظيم ..
فالرسالة التى يريدون بثها واضحة وتشير إلى أن الدولة المصرية فاشلة فى التعامل مع هذا الملف ،وبالتبعية فاشلة فى إستراتيجيتها لمواجهة التنظيمات المسلحة فى سيناء .. وبعد ذلك يتم تصدير المشهد للعالم فى وقت حرج ، تستقبل فيه مصر وزير الخارجية البريطانية وبعد أيام تأتى المستشارة الألمانية ميركل إلى مصر .. والأهم هو محاولة إفساد الزيارة "الأهم" والقريبة التى سيقوم بها الرئيس السيسى إلى واشنطن ومن ثم تصدير المشهد هناك على أن مصر غير قادرة على حماية الأقليات لإثارة مشاعر الشجن لدى أقباط المهجر فى الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم التظاهرات التى تحمل هذا المعنى خلال زيارة الرئيس .. فى صوره توحى للعالم بفشل رئيس الدولة وعدم قدرته على حماية مواطنيه المسيحيين .
علينا أن ندرك خطورة ذلك جميعًا ، ودعونا نعود إلى صوت الحكمة والعقل على لسان البابا "تواضروس" الذى أكد فى البيان الصادر عن الكنيسة على أن هذه الأحداث تهدف إلى ضرب وحدتنا الوطنية وتحاول تمزيق الاصطفاف الوطنى كجبهة واحدة مسلمين ومسيحيين فى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى يتم تصديره لنا من الخارج واستغلالًا لحالة التوتر المتصاعد والصراع المستمر فى أرجاء المنطقة العربية ، وعلينا أيضًا نحن أبناء هذا الوطن مسلمين ومسيحيين أن ندرك أبعاد المؤامرة كاملة ، وأن أهل الشر لن يصمتوا عن استهدافهم للوطن مسلميه ومسيحييه، وعليهم أيضًا أن يعلموا أن مصر بعنصرى الأمة فى رباط إلى يوم الدين .. ولو كره الكافرون .