EN
يحفل تاريخ الإنسانية بعدد لا يحصى من الأشخاص المؤثرين، الذين رسخت أعمالهم في ذاكرة التاريخ، وخلفوا إرثا خالدا عبر الزمن.
ولعل أبرزهم هو "محمد صلى الله عليه سلم"، والذي يعد الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي، إذ أنه دعا إلى الإسلام ونشره في العالم كواحد من أعظم الديانات، وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبالرغم من مرور قرون طويلة على وفاته، إلا أن أثره مازال قويا ومتجددا.
والجدير بالذكر أن تحديد أكثر الأشخاص تأثيرا في التاريخ كان مثارا للجدل والنقاش الذي لا ينتهي، فمن بين مئات، وربما آلاف الشخصيات التي تتمتع بشهرة ومكانة تاريخية عظيمة، ليس من السهل تحديد من منهم كان الأكثر تأثيرا وشهرة عبر التاريخ، لكن سنحاول في التقرير التالي الذي نشره موقع "List 25" استعراض بعض من هؤلاء الأشخاص، على أساس مهنهم وما خلفوه من أثر.
1. الإسكندر الأكبر:
يعد "الإسكندر الأكبر" بدون شك واحدا من أعظم القادة العسكريين في التاريخ، وكانت الإمبراطورية التي أسسها أحد أكبر الإمبراطوريات التي عرفها العالم القديم، وهو لم يُهزم في معركة واحدة حتى وفاته، وقد ساهم في نشر الثقافة والحضارة اليونانية في أجزاء متعددة من العالم.
وأسس "الإسكندر الأكبر" أكثر من 20 مدينة سُميت باسمه، ولعل أشهرها مدينة "الإسكندرية" بمصر؛ ومازال حتى الآن اسمه مرتبطا بالسيطرة والهيمنة، فضلا عن أنه تحول إلى رمز ومثل أعلى للعديد من القادة العسكريين.
2. يوليوس قيصر:
كان "يوليوس قيصر"، وفقا لأغلب المؤرخين والمحللين السياسيين، أحد أهم الشخصيات في التاريخ الروماني، وكان قائدا سياسيا يتمتع بكاريزما، وقد قام بتغيير شكل الحكومة في "روما"، فيما ساهمت غزواته في وضع الأساس لتطوير الثقافة الأوربية والغربية؛ وبالرغم من أنه كان من عائلة ارستقراطية، إلا أنه حارب من أجل الطبقات الدنيا والفقراء في روما، وربما كان ذلك هو السبب الرئيسي وراء اغتياله.
3. الملكة نفرتيتي:
قبل آلاف السنين من ظهور "إلينور روزفلت" و"جاكلين كينيدي" و"ميشيل أوباما" و"هيلاري كلينتون"، وتحقيقهن شهرة كبيرة فاقت في بعض الأحيان شهرة أزواجهن، رؤساءا للولايات المتحدة، كانت الملكة "نفرتيتي"، زوجة الملك "أمنحتب الرابع"، الذي عُرف لاحقا باسم "إخناتون"، تعد بمثابة أول من رسخ فكرة أو مصطلح السيدة الأولى.
إلا أن قوة "نفرتيتي" وتأثيرها على زوجها كان هائلا، حتى أن العديد من المؤرخين يعتقدون أنها هي التي كانت تحكم مصر القديمة، واتخذت قرارات هامة من وراء الكواليس. وصنفت دراسة أجريت في جامعة "MIT" الأمريكية "نفرتيتي" على أنها ثاني أشهر سيدة على مر العصور، بعد الملكة "كليوباترا".
4. إمحوتب:
كان "إمحوتب" عالما موسوعيا مصريا برع في العديد من مجالات النشاط الإنساني، وخاصة العمارة والهندسة، وكان المصمم والمهندس المعماري المسئول عن هرم "زوسر"، الذي تم تشييده في القرن الـ27 قبل الميلاد، ليكون مقبرة للملك "زوسر"، والذي يعد، وفقا للاكتشافات الأثرية، أول هرم مصري.
وحصل "إمحوتب" خلال حياته على العديد من الأوسمة والألقاب ذات الطابع الديني والاجتماعي، والتي لم يسبق لأحد من العامة أن حظى بها، وكان من بينها "مستشار ملك مصر"، و"الكاهن الأعلى لهليوبوليس"، و"مدير القصر العظيم" وغيرها. وكان واحدا من بين بضعة أشخاص في التاريخ المصري، تمكنوا من تحقيق مكانة عظيمة بعد وفاتهم، وذلك بالرغم من أنه كان من عامة الشعب.
5. ليوناردو دافنشي:
من الصعب تحديد مهنة "ليوناردو دافنشي" الأساسية، إذ أنه أجاد العديد من الأمور خلال حياته، من النحت والرسم والعمارة إلى الموسيقى والرياضيات وعلم التشريح والهندسة، وغيرها، وكان بدون شك أبرز شخص يتمتع بمواهب متعددة في زمنه. ويعتقد كثير من المؤرخين إن شخصا يتمتع بعقل كعقله وشخصية كشخصيته لا يظهر سوى مرة واحدة كل ألف عام. وهو يعتبر رمزا للعبقرية فضلا عن كونه أعظم مخترع عرفه تاريخ الإنسانية.
6. كريستوفر كولومبوس:
بالنسبة للبعض يعد "كولومبوس" بطلا وواحدا من أعظم المستكشفين في التاريخ، فيما ينظر إليه آخرون على أنه مجرد واحد من الغزاة، لكن بشكل أو بآخر، يعتبر الكثيرون "كولومبوس" بمثابة مؤسس ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية، ولعب دورا تاريخيا هاما في الاستكشاف والغزو والاستعمار الأوربي لأمريكا.
7. الرئيس الأمريكي "جورج واشنطن":
يعتبره المؤرخون واحد من أهم وأبرز الشخصيات الأمريكية في التاريخ؛ وكان "جورج واشنطن" أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وأحد الأباء المؤسسين لها، وكان أيضا القائد العام للقوات المسلحة للجيش القاري أثناء الحرب الأمريكية الثورية وقاد التمرد الذي انتهى بانفصال الولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا في عام 1776، وساهم بشكل كبير في تحقيق حرية البلاد.
ذلك فضلا عن أنه كان واحدا من الرجال الذين استبدلوا مواد الاتحاد الكونفدرالي بالدستور الأمريكي، الذي مازال يعد القانون الأعلى للبلاد.
8. "بروس لي":
كان نجم "الكونج فو" الشهير "بروس لي" أكثر من مجرد خبير فنون قتالية، أو ممثل، إذ أنه كان رائدا في ذلك المجال، وكان أول من استخدم أساليب حديثة متقدمة في التدريب، ولم يعتمد على الطرق التقليدية، كما وجه اهتمامه لمجالات وأساليب قتالية عدة في الوقت الذي كان فيه أغلب خبراء الفنون القتالية يركزون على مجال واحد.
واهتم "بروس لي" أيضا باللياقة البدنية، وهو أمر لم يكن دائما شائعا في مجتمع الفنون القتالية، وأصبح رمزا عالميا تمكت من دخول بيوا ملايين الأشخاص حول العالم، وكان له الفضل، أكثر من أي خبير فنون قتالية آخر في التاريخ، في أن تكتسب الفنون القتالية الآسيوية شعبية في الغرب.
وكذلك أصبح مثلا أعلى بالنسبة لكثير من الأطفال حول العالم خلال فترة الستينات والسبعينات، ومازال يحظى بإعجاب واهتمام الأجيال الناشئة في الوقت الحالي، بالرغم من مرور أكثر من أربعين عاما على وفاته.
9. مارلين مونرو:
تعد من أوائل المشاهير الإناث اللاتي حققن شهرة عالمية، ولعل أكبر دليل على أنها خلفت أثرا كبيرا في عالم الترفيه، هو وجود قائمة طويلة من المشاهير الإناث اللاتي حاولن تقليد مظهرها وطلتها سواء في الصور أو البرامج التليفزيونية أو الكليبات الغنائية، وكان من بينهن، "مادونا" و"بريتني سبيرز" و"كريستينا أجيليرا" و"ليندسي لوهان" و"سكارليت جوهانسون"، وغيرهن.
وفي عام 2009، صنفتها شبكة "TV Guide" الأمريكية على أنها "المرأة الأكثر جاذبية على مر الزمن"، فيما صمفتها مجلة "People" كـ "أقوى أيقونة نسائية لثقافة البوب في القرن العشرين"، وكذلك صنفتها دراسة لجامعة "MIT" على أنها "أكثر الممثلين شعبية وتأثيرا على مر الزمن".
