- سناجئ الأم المثالية لـ"صدى البلد":
- رفضت الزواج حتى لا يربى رجل غريب أبنائي
- صدمتى الأولى في وفاة ابنى بعد زفاف شقيقته
سناجق السلطان هكذا كان يناديها والدها منذ والدتها، والاسم يعنى "اللواء"، وعندما ذهب إلى السجل المدنى لقيد الاسم بدلا من أن تسجل باسم سناجق سجلت باسم "سناجئ" وشهرتها "أمورة"، هى سناجئ توفيق الجحر التى فازت بلقب الأم المثالية بدمياط، لعام 2017، ومن المقرر أن يتم تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديرًا لدورها في تربية وتعليم أبنائها وحصولهم على شهادات عليا، بعد وفاة زوجها، وذلك بعد أن عملت على ماكينة لتفصيل الملابس داخل المنزل، وربت أولادها بالمبالغ القليلة التى تحصل عليها نظير عملها بالخياطة، وتحملت ألم فراق ابنها الأكبر في حادث مروع بعد زفاف شقيقته بثلاثة أيام، واستكملت طريقها في تربية شقيقاته وأحفادها.
التقى "صدى البلد" بالسيدة سناجئ، للتعرف على قصة كفاحها مع أبنائها، وقالت إن زوجها توفى وكان لديها ثلاثة أبناء، وهم السيد وكان في الصف الثانى الإعدادى، ونسرين في الصف الأول الإعدادي، ثم نيرمين في الصف الرابع الابتدائي، وبدأت العمل على ماكينة الخياطة ليل نهار، لتأمين حياة كريمة لأولادها، وحتى لا يحتاجون لشيء، على حد قولها، وخصصت غرفة في المنزل لاستقبال السيدات الراغبات في الخياطة وتفصيل الملابس، وكان الجيران والأهل يساعدونها في جذب السيدات لتفصيل الملابس لديها في محاولة منهم للمساعدة، فرفضت الزرواج ودخول رجل غريب على أبنائها بعد والدهم.
وأضافت: "كنت أسهر طوال الليل منكبة على ماكينة الخياطة لتشطيب الملابس وتسليمها للزبائن حتى يتسنى لى العمل أكبر وقت ممكن وتوفير احتياجات أبنائي، فأنا لم أكمل تعليمى نظرا للظروف الاقتصادية وعدم قدرة والدى على استكمال تعليمى، وفضل والدى أن أجلس في البيت".
وتابعت: "وقبل الزواج، تعلمت الخياطة عن طريق إحدى الجارات، وقام والدى بشراء ماكينة للخياطة لتفصيل الملابس للجيران والأصدقاء، وبالفعل اشتهرت بالمنطقة وكنت أشعر وقتها بأن لاسمى سببا في قوتى، فكنت أتعجب لاسمى كما يتعجب الآخرون وكنت أقول لنفسي اجعلى لصفاتك نصيبا من اسمك بمعنى أنتِ السنجق، أى أنتِ اللواء أى القوة، وبعدها تزوجت وانتقل زوجى إلى رحمة الله، واستكملت طريقي مع أبنائي بالعمل على ماكينة الخياطة، وازدادت خبرتي، وتحولت إلى ترزي أفرنجي، وعرفت الموديلات وعرفت أذواق السيدات، ثم حصل ابنى الأكبر هو وشقيقته نسرين على بكالوريوس تربية عام، قسم رياضيات، وحصلت ابنتي الصغرى على ليسانس الحقوق".
وتمت خطبة ابنتها الكبرى نسرين، وتم زفافها وبعدها بثلاثة أيام تعرض ابنها لحادث مروع، توفى على أثره بعد أربعة أيام، وهذه كانت صدمتها الكبرى، وتم نقل ابنى إلى المنصورة، وأخفيت الخبر عن ابنتي التي كانت وقتها "عروسة"، مازال ابني في بالى وخاطري، ولكن عزائي أن لي أحفادًا وتزوجت ابنتي الثانية، وما زلت أعمل على ماكينة تفصيل الملابس، من أجل أولادي وأحفادي، ولم أترك العمل على ماكينة التفصيل أبدا رغم أن صحتي لم تعد تساعدني، ولكنى سأواصل حياتي عليها.
وعن حصولها على لقب الأم المثالية على مستوى المحافظة، أكدت أنها فوجئت بأن ابنتيها قامتا بتقديم طلب للتضامن الاجتماعى من أجل تكريمها كأم مثالية، وبالفعل وقع الاخيار عليها وسعيدة للغاية، فهى ترى أن هذا بمثابة تكريم من أبنائها لها على حسن تربيتهم وصبرها على فقدان ابنها.
وقالت: "أدعو كل أم لأن تبذل قصارى جهدها في تربية أبنائها، فالأولاد هم الضهر والسند وهم من سيكون سببا في رضا المولى تعالى عنا يوم القيامة، فتربيتى لأبنائي جعلتنى فخورة بنفسي لأننى استطعت مواجهة الصعاب وضيق الرزق والعيش بالقليل حتى تمكنوا من الحصول على شهادات جامعية وتزوجوا وعاشوا حياة مستقرة لا ينقصهم شيء".