يطلب زوجته فى بيت الطاعة لمنعها من شرب الخمر.. والأخيرة تعترض: "أنا حرة"

بوجه شاحب وعين قلقة وقف الزوج الثلاثينى على مقربة من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة عاقدا ذراعيه فى محاولة منه للسيطرة على ارتباكه منتظرا بدء جلسة دعوى اعتراض زوجته على إنذاره لها بالدخول فى طاعته بعد تركها لمنزل الزوجية بسبب رفضه شربها للخمر بداخله وإساءتها الدائمة له ولعائلته- بحسب ماجاء فى وقائع القضية - ظل الزوج العابس طوال ساعات انتظاره الطويلة يرمق زوجته الثلاثينية التى لم يكن يفصلها عنه سوى أمتار قليلة بنظرات غاضبة وحادة وكأنه يلومها ولم ينه هذا المشهد سوى صوت الحاجب المبشر لهما بالدخول.
بدأ الزوج حديثه للمحكمة قائلا: "لم أتخيل يوما أن ينتهى زواجى الذى لا يتجاوز سنواته الثلاث بعد تلك النهاية المأساوية وأن أقف وجها لوجه داخل محكمة الأسرة أمام المرأة التى اخترتها كى أكمل معها ماتبقى من عمرى ووقفت إلى جوارها وساعدتها فى رسالة الماجستير التى تعدها، ولم ينقصها شيئا أو أرد لها طلبا حتى وإن اقترضت، لكنها لم تقدر كل مافعلته لأجلها، ودأبت منذ بداية حياتنا معا على التقليل من شأنى والإساءة لشخصى ولعائلتى، والتمرد على، ورفض الاستماع إلى أى من كلماتى أو تعليماتى رغم أن طاعتى واجبة عليها، وأننى لم أكن أطلب منها سوى أن تبتعد عما يغضب الله وأن تكف عن تناول الخمور والمسكرات فى مسكن الزوجية وأظن أن هذا حقى لكنها كانت تقابل هذا دوما بجملة "أنا حرة" ".
يسحب الزوج الهواء حتى يعلو صدره وببطء يطلق سراح أنفاسه ثم يقول بصوت منكسر: "حاولت كثيرا أن اتعامل مع شخصيتها الحادة وعصبيتها واتأقلم مع شكها المرضى وأن اثنيها عن شرب الخمور حفاظا على البيت التى تعبت فى تأسيسه لكن دون جدوى، وفى كل مرة كانت تترك المنزل لتضغط على كى أرضخ إلى طلباتها واتغاضى عن تصرفاتها وتحررها، إلا أنها لم تعد فى الأخيرة فقررت أن ألجأ إلى القانون هذه المرة خاصة بعد أن أغلقت فى وجهى كل سبل الطرق الودية، وأنذرتها بالدخول فى طاعتى على يد محضر، فردت على إنذار الطاعة بتحرير محضر ضدى اتهمتنى فيه بتبديد المنقولات الزوجية على خلاف الحقيقة، مما دفعنى أنا الآخر إلى تحرير محضر لإثبات أن المنقولات لاتزال فى مسكن الزوجية وأن هى من تركت البيت، وقامت بالاستيلاء على مبالغ مالية وبعض المنقولات".
وتقطع الزوجة أوصال حديث زوجها بنبرة غاضبة: "كان لزاما عليه أن يحسن معاشرتى ويكرمنى ويضعنى تاجا على رأسه بعد أن تحملت عدم إنفاقه على وعجزه 3 سنوات كاملة، وارتديت قناع السعادة على وجهى، حتى لا يشعر أحدا بمعاناتى وأنا أحيا بجانب رجل عاجز، واسكت صرخات جسدى حتى لا يسمع صوتها حفاظا على مشاعره، ورضيت أن أحيا كزوجة مع إيقاف التنفيذ، احترق كل يوم بنار الشوق ولا أجد من يطفأها، وأخضع إلى سلسلة من المحاولات الفاشلة دون أى اكتراث لمشاعرى أو احتياجات جسدى وكأنى فأر تجارب!، لكنه لم يفعل بل أدخلنى إلى ساحات المحاكم، وحرر ضدى محضرا بقسم الشرطة يتهمنى فيه بسرقة مبالغ مالية وبعض المنقولات فكيف لى أن أعيش معه بعد الآن وأئتمنه على نفسى ومالى".
ويحاول الزوج دفع تهمة العجز عن نفسه قائلا: "ادعاء زوجتى للأسف بأن قيام العلاقة الزوجية بيننا مستحيلة لإصابتى بعنة وترديدها أنها لازالت بكرا على غير الحقيقة ماهو إلا جزء من مسلسل تشويهها لصورتى وإرغامى على القبول بطلباتها، فتارة تتهمنى بعدم الإنفاق عليها وتارة أخرى بالخيانة واصطحاب فتيات لأحد الفنادق وأخيرا بالعجز ولا أعرف كيف يمكن لعاجز أن يقيم علاقات مع النساء كما تقول زوجتى، كما أن التحاليل والفحوصات التى أجريتها تحت اشراف كبار الأطباء أكدت سلامتى وقدرتى على القيام بواجباتى الزوجية على أكمل وجه".
وبعد استماع المحكمة لطرفى النزاع والإطلاع على المستندات المقدمة من الطرفين، قررت قبول اعتراض الزوجة على إنذار الطاعة وكذلك طلبها العارض بتطليقها من زوجها طلقة بائنة لاستحكام الخلاف مع احتفاظها بنصف حقوقها.