قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية أول اعتصام عمالي في التاريخ.. وعلاقة الملك أمنحتب الأول بإنشاء نقابة للعمال


قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بمركز تسجيل الآثار المصرية إن العامل المصرى القديم قدس العمل والأنتاج، مما جعل المعماريون والنحاتون ينتجون روائع الأعمال المعمارية والدينية والجنائزية التى تعد من أهم خصائص الحضارة المصرية القديمة.

وتابع: المجتمع المصرى فى هذا الوقت كان ينقسم لطبقة عليا تتكون من الملك وحاشيته من أمراء وأسرة حاكمة وحكام أقاليم ووزراء وكبار ملاك وموظفين وقادة الجيش وكبار الكهنة وقيادات الشرطة، والطبقة الوسطى من موظفين ومهندسين ورؤساء عمال واصحاب حرف وصناع مهرة، وطبقة دنيا من صغار موظفين وأفراد جيش وشرطة وعمال وصيادين وفنانين ونحاتين وأصحاب حرف بجانب طبقة من الخدم.

وأكد شاكر أن الملك أمنحتب الأول اول من فكر فى تكوين طائفة (نقابة) خاصة من العمال والنحاتين، لذا أصبح محل تقديس بعد وفاته، مشيرا إلى أن هناك قرى خاصة كانت مخصصة للعمال مثل مدينة عمال الهرم الأكبر التى أزاح عنها الستار د.زاهى حواس، وأول مدينة كاملة هى قرية دير المدينة وسميت كذلك لقربها من أحد الأديرة، وهى قرية كاملة أسسها الملك تحتمس الأول فى الأسرة ١٨ وأستمرت ٥٠٠ سنة وكان هدفها تشييد المشروعات فى وادى الملوك والملكات وبنيت فى طريق ضيق بين الواديين، وكان لقب كل عمالها فى الجبانة المالكية هو الخادم فى مكان الحق.

وتابع : كانت المدينة تتكون من حوالى ٧٠ بيتا وتضم ٤٠٠ أسرة و ٥٠٠٠ فرد وتضم أسر كاملة من رجال ونساء واطفال وحولها سور بعرض٥٠+١٣٠م، وكان المنزل يتكون من طابق واحد من الطوب اللبن ومطلى بالجص وعليه بعض الزخارف والسقف من جذوع النخل وحوالي ٧٠م، وكان بجوار القرية معبد لحتحور ومحكمة من رؤساء عمال وكتبة والجيش والشرطة وأمرأتين للفصل بين المتنازعين فى القرية، وكان لها مجلس لإدارة شئون طائفة العمال، وأرشيف يضع الكتبة فيه تقارير عن حياة العمال ومشاكلهم.

وأضاف شاكر : كانت كل مجموعة تتكون مابين ٦٠-١٢٠ عامل تنقسم لفريقين ميسرة وميمنة المقبرة، وكان يرأس المدينة وزير يعين رئيس العمال الذى يوزع العمل على العمال وتوزيع الحصص التموينية، وهناك نائب له وكاتب ليسجل العمل المنجز من المقبرة ويوزع المواد والأدوات، ويسجل المتغيبين عن العمل وأعذارهم للغياب والتأخير مثل المرض وتقديم القرابين وعمل الجعة والأطرف هو عدم أعتدال مزاج الزوجة.

وأكد أن العمل كان 8 ساعات فقط تتضمن راحة خلال فترة الدوام، وكانت مرتباتهم فى شكل مواد غذائية من الصوامع والمخازن الملكية ومنها خضار وأسماك وقطع من النحاس والقماش وحبوب وبقول وزيوت ودهون وجعة، بجانب مكافأة تشجعية تصرف فى المناسبات مثل اعياد دينية وجلوس الملك، من الجعة المستوردة وملح النطرون.

وتابع شاكر : فى العام ٢٩ من حكم الملك رمسيس الثالث لم تصل المؤن فى موعدها، فاضطر العمال للإضراب عن العمل وهو أقدم اعتصام ثم اضراب عن الطعام كوسيلة للتعبير، وعندما تأخر الإمداد تم الاعتصام خلف معبد تحتمس الثالث وتم صرف نصف راتب للتهدئة، وعندما تأخر الراتب اضطروا للتظاهر بطريقة جديدة ، وهى الاعتصام ليلا وحمل المشاعل، وطالب زعيم العمال بعرض المطالب مباشرة على الفرعون ومحاربة الفساد والفاسدين، ، وأكد شاكر أن هذه التفاصيل سجلت فى بردية الإضراب المحفوظة بمتحف تورين فى إيطاليا.

ويكشف شاكر عن تفاصيل جديدة بمناسبة عيد العمال ، قائلا " في عهد الاسرة الـ٢٠ قام العمال بمساعدة بعض الموظفين والكهنة الفاسدين بانتهاك حرمات المقابر، وورد ذلك فى بردية سرقات المقابر حيث سرقوا وحطموا كل المقابر، مما اضطر الكهنة لجمع مومياوات الفراعنة وكدسوها فى مخبأين سريين حتى تم اكتشافهم ١٨٧٠على يد عائلة عبد الرسول.

وأضاف شاكر : " كانت المرأة تمارس دور فى العمل مثل الرجل فى داخل المنزل، حيث كانت تربى الاولاد وتجهز الطعام وتذهب بالأولاد الي المدرسة وتساعد زوجها فى الحقل، وكانت الجميلة منهن تعمل مغنية وموسيقية وراقصة وكاهنة والماهرة فى غزل النسيج".

وعن دور العمال في المشروعات القومية في عهد المصريين القدماء، قال شاكر " بعض العمال كانوا يشاركون الجيش فى المشروعات القومية مثلحفر الترع وبناء السدود والأهرام فى مقابل الطعام والتأمين الصحى، حيث كان هناك طبيب مقيم بكل مشروع، علاوة على تقديسهم للملك مما انجز هذه الحضارة التى كانت ومازالت وستظل تبهر العالم".