أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، مذهب الإمام الأشعرىّ وأثره على الأمة الإسلامية، مؤكدًا أن التراث الإسلامي تمثل في مدارس فكرية تكلمت عن الإيمان وكيفية حفظه، مدرسة كالمعتزلة والأشاعرة.
وأضاف «جمعة» خلال درس له متلفز، أن المذهب الأشعري شاع وذاع وأخذ مساحة كبيرة، مشيرًا إلى أن الأشعرية نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي الحسن الأشعري، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري، هي مدرسة إسلامية سنية، اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي، ولا يزال الأزهر يدرس منهجها إلى الآن.
وأشار إلى أن المدرسة «المَاتُريدِيَّةُ» نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي منصور الماتريدي، مذهبها يشبه «الأشعري» ولا يختلف معه إلا في مسائل معدودة، وفي كثير من الأحيان يكون الخلاف بينهما لفظيًا، منوهًا بأن كلتا المدرستين ظهرتا في القرن الرابع الهجري.
ولفت إلى أن الإمامين «الأشعري والماتريدي» قد تبنّوا منهجًا مماثلًا وطبّقوه، فاستطاعوا بمرور الزمن أن يشكّلوا مدرسة كلامية سنية انتسب إليها أكثر من المسلمين.
وألمح المفتي السابق، إلى أن أبو الحسن الأشعري اقتنع بها جمهور الناس، لأن مدرسته كانت وسطًا تعتمد على التفكير السلفي المُقيّد بالكتاب والسُنة وإعمال العقل والاطلاع على الفلسفات المختلفة للبشر، للإجابة عن الأسئلة التي تجول بالأذهان لنشر الإسلام في العالم كله.
ونوه عضو هيئة كبار العلماء، بأن مدرسة أبو الحسن الأشعري قربت المسافة بين «المعتزلة» وأهل السنة والجماعة الذين كانوا قبل الإمام الأشعري، موضحًا أن المعتزلة فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري، ولقد غلبت على المعتزلة النزعة العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، لافتًا إلى أن قليلا من المعتزلة لا يزالون متمسكين بمدرستهم بعد ظهور المذهب الأشعري.
وبيّن الدكتور علي جمعة، أن المدرسة الأشعرية صاغت وجهت نظرها المقيدة بالكتاب والسنة بألفاظ اصطلاحية ترجع إلى المنطق اليوناني وإلى كلام الحكماء والفلاسفة دون الخروج عن الكتاب والسنة وحققت واضحة المعادلة الصعبة وانتشرت بين الناس وتمكن الأشعري من ذلك بتوفيق من الله ولأنه تتلمذ في بادئ الأمر في مدرسة المعتزلة ثم المدرسة السنية.