تعد مكتبة مدبولي إحدى أعرق مكتبات القاهرة، حيث يقصدها كل مهتم بالقراءة، فيمكنه أن يحصل على كتب يندر وجودها في جميع المجالات "أدب وسياسة وفن ودين وتاريخ..."، وذلك يرجع إلى كونها مكتبة فريدة من نوعها جاءت بعد قصة كفاح محمد مدبولي مؤسس المكتبة التي بدأت بفرشة صغيرة حتى وصل تصنيفها ضمن أهم مكتبات ودار نشر التاريخية في القاهرة.
أصبحت مكتبة مدبولي التي أنشئت منذ أكثر من 80 عامًا، مقصدا لكثير من الكتاب والأدباء، ودار نشر احتوت الكثير من الشباب المبتدئ في الكتابة الأدبية، بداية من زيارات أنيس منصور لها للاطلاع والقراءة وصولا لأحدث كتاب الرواية أحمد مراد.
التقت عدسة "صدى البلد" بمحمود مدبولي، صاحب المكتبة حاليا ومديرها من بعد والده، ليروي لنا تاريخ المكتبة، منذ نشأتها ويعرفنا على أهم الكتاب الذين تعاملت معهم.
يقول محمود مدبولي إن تاريخ المكتبة يرجع إلى كونها فرشة لوالده بشوارع وسط البلد تحولت بعد ذلك إلى مكتبة صغيرة ودار نشر ولكنها سرعان ما استطاعت النجاح، حيث كانت أول مكتبة لبيع الكتب في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن المكتبة توفر حاليا بيع الكتب فقط دون توفير أماكن للقراءة أو الاستعارة.
وأشار إلى أن المكتبة كان بها نسخ نادرة من الكتب منذ وجود والده وقبل وفاته في عام 2008، وتم بيعها، مؤكدا أن المكتبة تقدم الكتب بجميع صنوفها من كتب أدبية وتاريخية وعلمية لكي تناسب جميع القراء بجميع الفئات العمرية.
ونوه إلى إقبال الشباب طوال السنوات الماضية على الكتب بمختلف أنوعها من أدبية وتاريخية وعلمية، ولكن حاليا أصبحوا مهتمين بالكتب والروايات الأدبية باعتبارها الأكثر رواجا في السوق والأكثر إثارة وشهرة، موضحا أن السبب الحقيقي وراء قلة الإقبال على القراءة هو ارتفاع أسعار الكتب والمستوى الاقتصادي للقراء أصبح لا يتناسب مع هذه الكتب، مؤكدًا أن المكتبة حريصة على عدم رفع أسعار الكتب بها وبيعها بسعرها الأصلي دون زيادة مبالغ فيها مثل باقي المكتبات بشكل عام.
وأضاف أن القراء يفضلون الكتب المطبوعة عن القراءة على المواقع الإلكترونية والأجهزة الحديثة، لذا لم يعد ذلك مؤثرا بشكل كبير على القراءة، لافتا إلى أن دار النشر والمكتبة تعاملوا مع الكثير من الكتاب والإعلامين والمثقفين منهم أنيس منصور الذي ساند هذه المكتبة بشكل كبير وكان دائم التواجد بها للاطلاع، بينما في الوقت الحالي فيتردد عليها الكاتب أحمد مراد منذ وقت كبير للقراءة والاطلاع.