في ذكرى ميلاد أمير الشعراء.. كان يلقب زوجته بـ"القطة التركية"

شاعر من العصر الذهبي للشعر، كان مثقفًا منذ الصغر ينهال من أدب كل ثقافة يطلع عليها كالفرنسية والأندلسية، كان ولوعًا بالنظافة حتى أنه كان يستحم بالكحول "الكولونيا"، وكان مقربًا من رموز سياسية مثل "سعد زغلول" والذي حضر زفاف ابنته في قصره "كرمة ابن هانئ"، الشاعر أحمد شوقي كان أبًا رائعًا مثالًا للأب الجيد كما ذكر حسين في كتاب "أبي شوقي".
ولد أحمد شوقي في 14 أكتوبر 1868 بحي الحنفي في القاهرة، لأب وأم من أصول شركسية وتركية، وكان ضعيف البصر في صغره وكانوا يعتقدون أنه لا يرى، حتى أخبرت جدته الخديو إسماعيل كمحاولة منه أن يعرضه على الطبيب الملكي، فأخرج الخديو بعض العملات الذهبية ونثرها في الهواء أمام شوقي فالتفت بعينيه وتتبع العملات منذ وجودها في يده حتى قذفها في الهواء، وطمأنها الخديو بهذه الحيلة البسيطة أنه معاف ويرى ، وكانت جدته تعمل وصيفة في القصر وتكفلت بتربية حفيدها الصغير الذي نشأ معها في القصر.
بدأ التعليم منذ كان في الرابعة من عمره، فحفظ قدرًا من القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية وظهر نبوغه ومهارته اللغوية في سن مبكر وكان يستهويه حفظ الشعر، حتى التحق بمدرسة الحقوق وهو في عامه الخامس عشر، ولكن موهبته الشعرية كانت طاغية، ثم سافر في رحلة دراسية إلى فرنسا على نفقة الخديو إسماعيل.
بعد قدومه من البعثة كان أصيب بمرض صدري وكان شوقي دائمًا مريضا متهجسًا بالموت في كل وقت، فاقترح عليه السفر إلى الجزائر للاستجمام وتلقي العلاج اللازم، وبالفعل ظل فيها 40 يومًا حتى تحسنت حالته الصحية، كان مولعًا بأشعار المتنبى ولكن بعد سفره في البعثة تأثر بالشعراء الفرنسيين والثقافة الفرنسية بشكل عام.
وعمل في القصر كمترجم ولم يحصل على امتيازات بخلاف المرتب، ولكن عمله كمترجم لم يجعله ينقطع عن كتابة الشعر فكان يكتب الشعر وفي بداياته كان في مديح الخديو وكان ينشر في الصحف بمساحة كبير وشكل منمق وكانت هذه هي البداية لشوقي في كتابة الشعر.
نفى الإنجليز "شوقي" في عام 1915 إلى إسبانيا، ولكنه تعرف من هذه الحضارة وتعلم خلال الفترة التي قضاها الإسبانية واطلع على الثقافة الأندلسية، وكانت أشعاره في هذه الفترة ليست لحاكم ولكنها كانت في حب موطنه مصر.
في عام 1927 وفي حضور سعد زغلول حصل أحمد شوقي على لقب "أمير الشعراء" ولم يكن هذا اللقب من كونه شاعرًا في القصر الملكي ولكن حصل على اللقب بمهارته الأدبية واللغوية واستحقه عن جدارة بشهادة الشاعر حافظ إبراهيم والذي كان مقربًا جدًا لشوقي بل كان الأقرب إلى قلبه بعكس ما تناقل عن وجود خلافات بينهما، وذكر حافظ إبراهيم الشاعر أحمد شوقي في 12 قصيدة بمواطن الشرف والإجلال، وفقًا لما قال الناقد أحمد عنتر مصطفى، عضو اتحاد كتاب مصر.
كانت زوجته هي الأقرب له وكان كثيرًا ما يعترف بأن لها دورًا مؤثرًا في حياته، وكان يلقبها بـ"القطة التركية"، وكانت الفاصوليا الحمراء هي الأكلة المفضلة له، توفى شوقي في 14 أكتوبر 1932، تاركًا أعمال أدبية أثرت الأدب المصري، مثل ديوان الشوقيات المؤلف من أربعة أجزاء، و7 مسرحيات شعرية، و3 روايات نثرية.