بي بي سي: غموض الأهرامات يزداد باكتشاف تجويف ضخم في "خوفو"

علقت قناة بي بي سي البريطانية، الجمعة، على اكتشاف علماء فرنسيون ويابانيون، بعد عامين من الدراسة، تجويف ضخم في هرم خوفو، وقالت إنه يزيد من غموض أهرام الجيزة لأنه لم يعرف بعد سبب وجود هذا التجويف، أو ما إذا كان له أي قيمة لأنه لا يمكن الوصول إليه بعد على ما يبدو.
وذكرت القناة أن التجويف الجديد المكتشف مؤخرا يقع فوق البهو الكبير مباشرة، وحرص فريق المهمة العلمية المسماة مسح الأهرام أو "سكان بيراميدز" على عدم وصف التجويف بـ"الغرفة"، حيث يحتوي هرم خوفو على غرف صغيرة، ويعتقد خبراء أن البنائين ربما أنشأوها لتجنب سقوطه، عبر التخفيف من ضغط الوزن الذي تمثله الحجارة، ويوجد خمس من تلك الغرف على سبيل المثال فوق الغرفة العليا للملك، ويشتهر هرم خوفو باحتوائه على ثلاث غرف داخلية واسعة، وسلسلة من الممرات، أجملها البهو الكبير الذي يبلغ طوله 47 مترا، وارتفاعه 8 أمتار، ويقال إن التجويف المكتشف مؤخرا يقع فوق هذا البهو مباشرة، وله نفس الأبعاد.
وأوضحت القناة أن العلماء استخدموا تقنية تصوير تسمى ميوجرافي muography، التي تستشعر تغيرات الكثافة داخل تركيبات الصخور الضخمة، وقال مهدي الطيوبي من معهد إتش أي بي في باريس: "لا نعلم ما إذا كان هذا التجويف الضخم أفقيا أو مائلا. لا نعلم ما إذا كان مصنوعا من هيكل واحد أو عدة هياكل متتالية"، وأضاف: "ما نحن متأكدون منه هو وجود هذا التجويف الضخم، وهو أمر مثير للإعجاب، ولم يكن متوقعا قبل ذلك في أي نظرية على حد علمي".
ويرجع أغلب الغموض، بحسب القناة، إلى البيانات غير الدقيقة نسبيا، التي يُحصل عليها من تقنية تصوير الميوجرافي وتستفيد التقنية من الجزئيات عالية الطاقة، التي تتساقط على سطح الأرض من الفضاء، وعندما تصطدم الأشعة الكونية فائقة السرعة مع جزئيات الهواء، فإنها تنتج سلسلة من الجسيمات "المولَدة" من بينها الميون، ونشرت نتائج الدراسة العلمية بتقنية الميوجرافي على هرم خوفو، في نسخة هذا الأسبوع من دورية نيتشر العلمية.
ويترأس عالم الآثار الأمريكي الشهير، مارك لينر، لجنة تراجع عمل مهمة مسح الأهرام، وقال لينر إن علم الميون (المستخدم في مسح الأهرام) دقيق، لكنه غير مقتنع حتى الآن بأهمية الاكتشاف،
وأضاف: "ربما يكون نوعا من الفراغ، الذي تركه البناؤون لحماية السقف الرقيق جدا للبهو الكبير من ضغط وزن الهرم"، ويعتقد أحد قادة الفريق العلمي، وهو هاني هلال من جامعة القاهرة، أن التجويف ضخم للغاية مقارنة بغرض تخفيف ضغط الوزن، لكنه أقر بأن الخبراء سيتناقشون حول ذلك، وقال: "ما نفعله هو محاولة فهم البنية الداخلية للأهرام، وكيف بني هذا الهرم"، وأضاف: "علماء المصريات المشهورين وعلماء الآثار والمهندسون المعماريون لديهم بعض الفرضيات. وما نفعله هو تزويدهم بالمعلومات، وهم من عليهم أن يخبرونا بما إذا كان ذلك متوقعا أم لا".
ونقلت القناة البريطانية ما قاله المجلس الأعلى للآثار في بيان إن المشروع يعمل بموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية منذ 2015 و"تقدم بتقرير مؤخرًا عن نتائج أعماله وتم عرضها على اللجنة التي بدورها أشارت إلى معرفة علماء الآثار بوجود تجويفات عديدة داخل الأهرامات ووافقت علي استمرار العمل البحثي بالمشروع"، وأضاف أن اللجنة "أوصت بضرورة اتباع الخطوات العلمية وأولها قيام الفريق البحثي بالنشر في إحدى المجلات العلمية المتخصصة في العلوم لعرض نتائجها على المتخصصين في العالم".
وصرح مصطفى وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار بأن "وزارة الآثار ترى أنه كان لا ينبغي على الفريق البحثي الاستعجال ومخاطبة الرأى العام في المرحلة الحالية واستخدام مصطلحات دعائية وترويجية للمشروع الذي ما زال يحتاج إلى فترة دراسة واسعة وأبحاث إضافية لمعرفة أسرار هذا الأثر العظيم والفريد".