قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تنمية البر الغربي بسوهاج حلم طال انتظاره.. منطقتان صناعيتان هرب منهما المستثمرون.. والأراضي التي استصلحها الأهالي عادت للدولة.. وقرية بيت خلاف تحولت لمدينة أشباح


  • قرية بيت خلاف أصبحت مدينة أشباح تسكنها الكلاب وعصابات السطو المسلح
  • المنطقة الصناعية بغرب جرجا هرب منها المستثمرون لنقص الخدمات والمرافق
  • منطقة غرب طهطا الصناعية مشروعات ضخمة مهددة بالتوقف بسبب الإهمال
  • تعمير البر الغربي يحمي حدود المحافظات من خطر الإرهاب

تمتد محافظة سوهاج، لمسافة 125 كيلو متر من الشمال إلي الجنوب ويحدها من الشمال محافظة أسيوط ومن الجنوب محافظة قنا وتمتد المحافظة بعرض يتراوح بين 16 و25 كيلو متر.

أصبح حلم أبناء سوهاج تعمير منطقة البر الغربي منذ عشرات السنين لأنه الامتداد الطبيعي لهم والأقرب إليهم نظرا لإمتداد مساحات الأراضي الصالحة للزراعة لمسافة كبيرة بالمنطقة الواقعة غرب النيل بعكس المنطقة الشرقية التي لا تصلح للزراعة لوجود سلاسل الجبال بالقرب من نهر النيل ولا يوجد مساحات ممتدة يمكن زراعتها بعكس المنطقة الغربية.

وتمكن الأهالي بجهودهم المنفردة من تعمير مئات الآلاف من الأفدنة في عمق الصحراء بالمنطقة الجبلية بغرب جرجا وفي منطقة غرب طهطا والمنطقة الواقعة غرب مدينة المنشاه، وتمكن عدد كبير من المواطنين من تقنين أوضاعهم وشراء تلك المساحات من الدولة ومن تأخر في عملية الشراء استعادت منه الدولة الأرض بعد أن انفق فيها كثيرا.

وشهدت قرية بيت خلاف افتتاح أول مشروع لقري الظهير الصحراوي بمركز جرجا بسوهاج عام‏2007‏ في اطار تنفيذ‏27‏ قرية بمحافظة سوهاج بتكلفة ‏720‏ مليون جنيه‏، ولا تزال القرية مهجورة تسكنها الكلاب الضالة والخارجون عن القانون وذلك بسبب عدم اكتمال وتشغيل الخدمات الأساسية من مدارس ووحدات صحية ومياه شرب علاوة علي عدم توزيع الأراضي المقررة للمستفيدين وحفر آبار الري.

وتقع قرية بيت خلاف علي مساحة 31 ألف فدان منها2241 فدانا كتلة سكنية وتضم 100 منزل ريفي تم تسليمها للمستفيدين إلا أن نقص الخدمات وعدم استكمال شبكة مياه الشرب والكهرباء وكذلك الأراضي المقررة للمستفيدين لم يتم تسليمها بالكامل ولذلك فإن القرية التي تكلفت نحو30 مليون جنيه لا يسكنها حتى الآن سوى نحو40% فقط كإقامة دائمة.

وتعاني المنطقة الصناعية بغرب جرجا، مشاكل عدة تؤرق أصحاب المشروعات ومنها قلة المواصلات والمياه التى لا تصل إليها بالكامل، وعدم ترفيق المنطقة، ووجود مشاكل فى الكهرباء والمياه والصرف والغاز الطبيعى وتسويق المنتجات.

وتقع المدينة الصناعية بغرب جرجا جنوب غرب مدينة سوهاج و تبعد 17 كم غرب مدينة جرجا، يمر بها طريق "القاهرة / أسوان" الصحراوي الغربي وتقع جنوب مدينة ومطار وجامعة سوهاج، وتبلغ مساحتها 1086 فدانا، وتمت الموافقة فيها علي 140 مشروعا توفر 2855 فرصة عمل، وبها 41 مشروعا بدأ الإنتاج بالفعل.

ويقول هاني جابر حماد، أحد المستثمرين بالمنطقة، أن هناك مشاكل لا حصر لها ومنها عدم رصف الشوارع وعدم وجود مياه وكذلك ارتفاع فواتير الكهرباء بشكل كبير وعدم انتظام التيار الكهربائى، الذى أدى إلى تلف معدات وأجهزة لعدد من المصانع، وأن المشكلة الرئيسية فى عدم دخول الغاز الطبيعى للمصانع رغم مرور خطوط الغاز بالقرب من المنطقة، وأنه عندما تمت مخاطبة شركة الغاز أخبروهم بأنهم لن يتمكنوا من توصيل الغاز لمصانعهم لأن ذلك يحتاج محطة بالمنطقة وتريد شركة الغاز من المصانع تحمل تكاليف المحطة والوصلات الداخلة للمصانع.

وأكد حماد، ان المستثمرين هربوا من المنطقة بعد أن خسروا ملايين الجنيهات في استثمارات لم تدر عليهم أي عائد لتتحول المصانع إلي خرابات بسبب إهمال الدولة لتلك المشروعات.

ومن المشروعات التي أهملتها الدولة هي المنطقة الصناعية غرب طهطا، وتقع المنطقة شمال غرب مدينة سوهاج بمسافة 50 كم، تبعد 17 كم عن مدينة طهطا وقريبة من الطريق الصحراوي الغربي، المساحة تقدر بـ 912 فدان وتمت الموافقة علي 199 مشروع وبدأ الانتاج في 52 مشروع.

ويعتبر المشروع الأكبر في المنطقة هو مصنع الخشب الذي ينتج الأخشاب من مخلفات الذرة "البوص" ورغم أهمية المصنع للحد من ظاهرة حرق المخلفات في الأرض الزراعية إلا أن اهمال الدولة وعدم تقديم يد العون للمستثمرين في المصنع جعل المصنع يصبح مهدد بالغلق علي الرغم من انه المصنع الوحيد من نوعه في العالم.

وأوضح أحد المستثمرين في المنطقة أن مشكلة توفير التمويل للشركات والمصانع يجب أن تساهم فيه الحكومة بصورة مباشرة ويجب عليها أن توفر الخامات للشركات والمصانع، وكذلك توفير خطابات الضمان للسلع الرأسمالية والمواد الخام اللازمة للمصانع والشركات، وكذلك منح قروض للمشروعات الصغيرة بشروط ميسرة، وكذلك رفع الحظر عن الشركات التى تم عمل تسوية لها مع البنوك.

ومن اللافت للنظر أن الدولة أولت اهتماما كبير بتعمير البر الغربي سواء عن طريق إقامة مناطق صناعية و إنشاء مطار دولي وكذلك تعمير الصحراء عن طريق ترك الأهالي يعمرونها إلا أن إهمال الدولة في الاهتمام بالمناطق الصناعية وقري الظهير الصحراوي والتصدي للمزارعين وإعادة الأراضي التي استصلحوها للدولة مرة أخري جعل منطقة البر الغربي مسرحا مهما لأرباب السوابق والخارجين عن القانون والجماعات الإرهابية.