شيخ الأزهر: الادعاء بعدم صلاة عمر بن الخطاب في الأقصى سفسطة ضد التاريخ

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الادعاء بأن سيدنا عمر بن الخطاب لم يصل في الأقصى، سفسطة ضد التاريخ وضد الواقع وضد المصادر التاريخية المعتمدة.
وأضاف «الطيب» في حديثه الأسبوعي بالفضائية المصرية، أن سيدنا عمر بن الخطاب صلى في المسجد الأقصى، وذكر ابن كثير ذلك في كتاب البداية والنهاية في الجزء التاسع صفحة 655، تحت عنوان كبير "فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب" يقول فيه: "وسار بالجيوش نحوهم، واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب.
واستطرد: وسار العباس بن عبد المطلب على مقدمته، فلما وصل إلى الشام تلقاه أبو عبيدة ورؤوس الأمراء كخالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، فترجل أبو عبيدة وترجل عمر، فأشار أبو عبيدة ليقبل يد عمر، فهم عمر بتقبيل رجل أبي عبيدة، فكف أبو عبيدة، فكف عمر، ثم سار حتى صالح نصارى بيت المقدس، واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء. ويقال: إنه لبى حين دخل بيت المقدس، فصلى فيه تحية المسجد بمحراب داود.
وأفاض: وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد، فقرأ في الأولى بسورة "ص" وسجد فيها والمسلمون معه، وفي الثانية بسورة "بني إسرائيل" -الإسراء- ثم جاء إلى الصخرة فاستدل على مكانها... ثم نقل التراب عن الصخرة في طرف ردائه وقبائه" لأن الرومان كانوا يرمون عليه المزابل، وسيدنا عمر هو من نظف ذلك بنفسه ووضعه في ردائه، وطهر هذا المكان، وسنرى في العهدة العمرية أنه أتاحها للمسيحيين وللمسلمين.
وكشف أن المسجد كان قائمًا ولكن الشبهة في أن مسجد قبة الصخرة بناه فعلًا الوليد بن عبدالملك، ولكن هناك فارق كبير بين مسجد قبة الصخرة وبين المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى في ذلك الوقت لم يكن عليه بناء، وهذا مثل الكعبة، فالكعبة لم يبنها سيدنا إبراهيم وإنما أعاد بناءها "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" فالقواعد كانت موجودة، وكل ما فعله سيدنا إبراهيم أنه رفعها، وهكذا كان المسجد الأقصى ثم بني بعد ذلك على قواعده، أي حدث له ما حدث للكعبة أو للبيوت المقدسة من زلازل وأمطار واعتداءات ، فتهدم ثم تقام.
ولفت إلى أنه حينما صلى سيدنا عمر في هذا المسجد لم يكن عليه بناء، لكنه كان محددًا ومعروفًا، فهناك المكان الذي دخل منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والصخرة التي ركب عليها وركب البراق، وكل هذا مسجل في تاريخ المسلمين، فعندما يأتي شخص مسلم أو غير مسلم ويقول: إن سيدنا عمر لم يصل في بيت المقدس فهو إما جاهل بالتاريخ أو لا يفهم دلالات النصوص ولا يتذوق سياقاتها.
وبين أن الذي يشجع هؤلاء على الظهور ونشر الأكاذيب هو ضحالة ثقافة الناس في مثل هذه المسائل، أما الأجيال السابقة فكانت أحسن حالا، متسائلًا عن سبب اهتمام الإعلام المصري بمثل هؤلاء وإفساح المجال لهم ليكذبوا على الناس في قضايا هي في منتهى الخطورة، داعيًا أن يكون هناك إعلام مقابل، يوضح الحقائق في مثل هذا الزيف الذي يقدم للناس ويزيف عقولهم بشكل يومي.