قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«3 أيام في حب مصر والسعودية».. زيارة تاريخية لـ«ولي عهد المملكة».. مباحثات مع الرئيس السيسي.. يتفقد مشروعات بالإسماعيلية.. ويزور الجامع الأزهر والكاتدرائية

الرئيس السيسي ومحمد بن سلمان
الرئيس السيسي ومحمد بن سلمان

اختتم الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، زيارته التاريخية التى قام بها لمصر واستغرقت ثلاثة أيام ، كأول زيارة خارجية يقوم بها منذ توليه مسئولية ولاية العهد تقديرا لدور مصر ومكانتها لدى المملكة ، وشهدت الزيارة حفاوة استقبال كبيرة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى أقام مأدبة عشاء على شرف الضيف تقديرا لمكانته الكبيرة ومكانة المملكة العربية السعودية لدى مصر ، كما شهدت الزيارة العديد من الأمور نستعرضها فى التقرير التالى ..

حفاوة الاستقبال

وصل ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان يوم الأحد الماضى إلى القاهرة وكان فى استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي بمطار القاهرة الدولي ، ثم توجها عقب ذلك إلى قصر الاتحادية، حيث عقدا لقاءً ثنائيًا تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.

ورحب الرئيس بولي العهد السعودي بمناسبة قيامه بأول زيارة رسمية لمصر منذ توليه ولاية العهد في المملكة، معربًا عما تكنه مصر قيادةً وشعبًا من تقدير ومودة للعاهل السعودي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وللمملكة العربية السعودية في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

أكد حرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي مع السعودية في مختلف المجالات، انعكاسًا لمستوى العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين الدولتين، مشيرًا إلى التوقيت الهام والدقيق لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر على ضوء التحديات الكبيرة التي تشهدها حاليًا منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يفرض التنسيق المتبادل بين مصر والسعودية.

ومن جانبه نقل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، إلى الرئيس السيسي تحيات العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين، مؤكدًا حرصه على القيام بزيارته الخارجية الأولى منذ توليه ولاية العهد إلى مصر في ضوء عمق وقوة العلاقات الوثيقة التي تربط مصر والسعودية وما يجمعهما من تاريخ مشترك ومصير واحد.

كما أكد ولي عهد المملكة تطلعه لأن تُضيف هذه الزيارة زخمًا إلى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي، وأن تدعم أواصر التعاون الثنائي في جميع المجالات بما يساهم في تعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف المخاطر التي تتعرض لها الأمة في الوقت الراهن.

تعزيز العلاقات الثنائية

وشهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، ولاسيما الاقتصادية والاستثمارية منها، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر في البلدين من فرص استثمارية واعدة، خاصةً في مجال الاستثمار السياحي بمنطقة البحر الأحمر لتعظيم الاستفادة من الامكانات والمقومات السياحية الكبيرة لتلك المنطقة.

كما تمت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية الراهنة، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء مختلف الملفات الإقليمية، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعيًا للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة عنها ويحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.

أكد الجانبان مواصلة العمل معًا من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة، والتوحد كجبهة واحدة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، وعلى رأسها الإرهاب والدول الداعمة له، وقد أكد الرئيس في هذا الإطار على ما يشكله أمن دول الخليج من جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

توقيع اتفاقيات

شهد يوم الأحد كذلك التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين للتعاون المشترك فى إقامة المشروعات الاستثمارية، وكذلك في مجال حماية البيئة والحد من التلوث.

وجاءت الاتفاقات التى تم التوقيع عليها فى مجال الاستثمار وتهدف إلى دفع التعاون الثنائي فى القطاع التنموي من خلال المشروعات الاستثمارية الضخمة بين البلدين، وتأسيس صندوق استثماري مصرى سعودى بإجمالي مبلغ 16 مليار دولار لضخ الاستثمارات السعودية فى تلك المشروعات فى عدد من محافظات مصر، على أن يتم اختيار المشروعات من خريطة مصر الاستثمارية التى أعدتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولى بالتنسيق مع باقى الوزارات والهيئات الحكومية.

ويأتى التعاون بين الدولتين الشقيقتين فى هذا المجال يهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادى والاستثمارى على المستوى الثنائي بينهما بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعود بالخير على شعبي البلدين، وكذلك على مستوى المنطقة لخلق تكامل إقليمي تنموي.

مأدبة عشاء

وأقام الرئيس عبد الفتاح السيسى، حفل عشاء على شرف ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.

حضر الحفل كبار رجال الدولة بالبلدين، ولفيف من الشخصيات العامة، والوزراء والإعلاميين والمثقفين ورؤساء الأحزاب والنقابات المهنية، وعزفت فرقة من الأوبرا المصرية مقطوعات موسيقية، خلال حفل العشاء.

وحضر حفل العشاء الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وطارق عامر، محافظ البنك المركزي، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والمهندس إبراهيم محلب، مساعد الرئيس للمشروعات القومية، وعدد من كبار المسئولين في المملكة العربية السعودية.

زيارة الإسماعيلية

وفى اليوم الثانى للزيارة قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بزيارة مدينة الإسماعيلية لتفقد عدد من المشروعات القومية، وذلك بحضور كبار مسئولي الدولتين.

واستمع الرئيس وسمو ولي عهد المملكة العربية السعودية إلى عرض من الفريق مهاب مميش حول المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي أوضح أن مشروع تنمية القناة سيحول مصر لمركز تجاري لوجيستي عالمي، منوهًا إلى ما يوفره من فرص استثمارية ضخمة في القطاعات الصناعية والخدمية والسياحية، ومشيرًا إلى الآفاق الواسعة التي توفرها فرص التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع "نيوم" السعودي على ساحل البحر الأحمر، بحيث يصبحا قبلة للتجارة العالمية.

استمع الرئيس وولي العهد السعودي إلى شرح من اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والذي قدم عرضًا حول مشروع أنفاق قناة السويس وتطورات تنفيذها، موضحًا أنه جار التخطيط لإنشاء نفق خامس ليضاف للأربعة الجاري إنشاؤها، ومضيفًا أن عدد العاملين بالمشروع بلغ حوالي 10 آلاف مهندس وفني وعامل.

أشار اللواء كامل الوزير إلى أن الهدف من الأنفاق هو ربط سيناء بباقي الجمهورية، وتعزيز حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء.

أنفاق قناة السويس

وتفقد الرئيس السيسى وسمو الأمير محمد بن سلمان بعد ذلك الأنفاق أسفل قناة السويس، حيث توجها إلى الضفة الشرقية للقناة عبر أحد الأنفاق الجديدة التي تم الانتهاء منها، والذي يبلغ طوله أكثر من ٣٠٠٠ متر، وتختصر الأنفاق الجديدة زمن عبور قناة السويس إلى ٢٠ دقيقة فقط، بدلًا من الانتظار على معديات قناة السويس وكوبري السلام لمدة قد تصل إلى ٥ أيام.​

تفقد مدينة الإسماعيلية الجديدة

تفقد الرئيس وسمو ولي العهد السعودي مدينة الاسماعيلية الجديدة، التي تقام على مساحة ٢١٥٧ فدانًا بطول ١١.٣ كيلومتر وتقع في الشاطئ الشرقي لقناة السويس في المنطقة المواجهة لمدينة الإسماعيلية، وتتضمن مرحلتها الأولى توفير ٣٥ ألف وحدة سكنية متنوعة، في حين توفر المرحلة الثانية ٥٧ ألف وحدة سكنية.

جولة بحرية

وقام الرئيس الأمير محمد بن سلمان بجولة بحرية في المجرى الملاحي لقناة السويس، بمشاركة عدد من القطع البحرية المتنوعة، وصولًا إلى منتجع الفرسان بمدينة الاسماعيلية، حيث قام الرئيس وصاحب السمو الملكي بافتتاح المنتجع، واستمعا إلى شرح من اللواء نبيل سلامة مساعد وزير الدفاع، الذي أوضح أن منتجع الفرسان يقع على مساحة ٣٨ فدانًا بمدينة الإسماعيلية غرب قناة السويس، ويعد مشروعًا سياحيًا متكاملًا، يتوفر به ملحق تجاري وتسويقي ومراسي سياحية عالمية، بالإضافة إلى نادي اجتماعي ثقافي رياضي على مساحة ٤٠ فدانًا، ومركز تجاري على مساحة ٥ أفدنة.

زيارة الكاتدرائية

زار الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، في أول زيارة من نوعها.

وكان البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على رأس مستقبلي الأمير محمد بن سلمان، ومعه عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

مشاهدة عرض مسرحى

وفى إطار فعاليات زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولى عهد السعودية، قام الرئيس عبد الفتاح السيسى وضيف مصر العزيز بزيارة إلى دار الأوبرا المصرية.

واستمع الرئيس وصاحب السمو الملكى فى بداية الزيارة إلى شرح من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة قدمت خلاله نبذة تاريخية عن دار الأوبرا ودورها الهام فى الحياة الثقافية المصرية.

كما شاهدا عرضًا خاصًا لمسرحية "سلم نفسك" من بطولة مجموعة من الشباب الهواة الدارسين بمركز تنمية الإبداع، وهو العرض الذي تم اختياره من قبل العديد من النقاد كأحسن عرض مسرحى خلال عام 2017، وتسلط أحداث المسرحية الضوء على عدد من القضايا ذات الصلة بالواقع الذى يعيشه المجتمع المعاصر خلال الفترة الأخيرة.

زيارة الجامع الأزهر

وفى ختام الزيارة اليوم الثلاثاء قام الرئيس عبد الفتاح السيسي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية بزيارة الجامع الأزهر الشريف، حيث افتتحا أعمال ترميم الجامع الأزهر عقب اكتمالها، والتي استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالإضافة إلى عدد من كبار مسئولي البلدين.

وتمت عملية ترميم الجامع الأزهر بدعم من خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وبرعاية ودعم العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

ووجه الرئيس السيسي وفضيلة الإمام الأكبر الشكر للمملكة العربية السعودية على دعمها لعملية ترميم الجامع الأزهر.

ومن جانبه أكد صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان حرص بلاده على المشاركة في عملية الترميم، معربًا عن سعادته بقيام الشركات السعودية بدورها في مصر التى وصفها بالعزيزة الغالية.

مغادرة القاهرة

واصطحب الرئيس السيسى عقب ذلك ولي العهد السعودي إلى مطار القاهرة الدولي لتوديعه عقب اختتام زيارته للقاهرة.

وأعرب سمو ولي العهد عن خالص تقديره لحفاوة الاستقبال والمشاعر الصادقة والدافئة التي لاقاها خلال زيارته لمصر، مؤكدًا ما يعكسه ذلك من عمق وقوة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، ومتمنيًا لمصر وشعبها كل التقدم والازدهار.

بيان مشترك

وفى أعقاب الزيارة أصدرت مصر والمملكة العربية السعودية بيانا مشتركا بمناسبة زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع إلى مصر.

وجاء نص البيان كالتالى: انطلاقًا من الروابط العميقة التي تجمع بين مصر والسعودية وبين شعبيهما الشقيقين، والوشائج الأخوية الراسخة التي تربط بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتعزيزًا للعلاقات العريقة الاستراتيجية والمتميزة بين البلدين، لبى بن سلمان في الرابع من مارس 2018 الدعوة لزيارة مصر، حيث استقبله الرئيس السيسى.

وتم خلال المباحثات بحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، مؤكدين على أهمية دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ويتيح الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانات والفرص المتاحة لتعزيز التكامل بين البلدين، والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، والبناء على ما سبق وما تحقق من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية.

كما تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وعبر الجانبان عن عزمهما التصدي لخطر التطرف والإرهاب، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفى شتى أنحاء العالم، مؤكدين على ضرورة استئصال الإرهاب من جذوره، وهزيمة جميع التنظيمات الإرهابية، بلا استثناء، وبشكل شامل ونهائي، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالدعم أو التمويل أو توفير الملاذات الآمنة أو المنابر الإعلامية.

وفى هذا السياق، عبر الجانب السعودى عن دعمه الكامل للجهود الناجحة التي تبذلها الحكومة المصرية لاستئصال الإرهاب بشكل كامل ونهائي في إطار عملية "سيناء 2018"، مشيرًا لتقديره للنجاحات الكبيرة التي حققتها هذه العملية، والتضحيات الكبيرة التي تقدمها القوات المسلحة والشرطة المصرية.

وبحث الجانبان أبرز القضايا المطروحة على الساحة العربية، مؤكدين على أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربى، وحماية وحدة أراضي وسلامة الدول العربية. وأعرب الجانبان عن التزامهما بالعمل على بلورة رؤية شاملة وخطة طموحة لتطوير وإصلاح منظومة العمل العربى المشترك وفى القلب منها جامعة الدول العربية، بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.

وأكد الجانبان أن تعزيز التعاون المصرى السعودى يمثل دعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربى، ومواجهة التدخلات الأجنبية في الشئون الداخلية للدول العربية والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية في سوريا وليبيا واليمن العراق.

وفى هذا السياق، تم بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكد الجانبان على دعمهما الكامل لكافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وفقًا لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واستنادًا لحل الدولتين وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

كما أكد الجانبان على أهمية دعم المسار السياسى لإنهاء الأزمة السورية بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويحقق الطموحات المشروعة للشعب السورى الشقيق، وفقًا لإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، معبرين عن دعمهما للمبعوث الدولى للأزمة استيفان دى ميستورا، ومثمنين التعاون المثمر بين البلدين الذى أسفر عن تشكيل وفد موحد لمختلف فصائل المعارضة السورية في مؤتمر الرياض (2) الذى عُقد في شهر نوفمبر 2017.

وبالنسبة لليمن، شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، ودعم حكومته الشرعية، وإيجاد حل سلمى للأزمة اليمنية وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطنى اليمنى، وكذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق اليمنية.

وأدان الجانب المصرى إطلاق جماعة الحوثى الإرهابية المدعومة من إيران الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية، مؤكدًا على تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية في مواجهة أي خطر يهدد أمنها.

كما أكد الجانبان رفضهما القاطع للتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية، مشيرين إلى استمرار التنسيق فيما بينهما في هذا الملف في إطار عضويتهما في اللجنة العربية المعنية بمواجهة التدخلات الإيرانية في إطار جامعة الدول العربية، ومشددين على أن أمن المنطقة العربية لا يمكن أن يتحقق إلا بوقف كافة محاولات التدخل في شئون الدول العربية من أي طرف إقليمى، والتزام جميع دول الجوار بمبادئ حُسن الجوار، والمصالح المشتركة وعدم التدخل.

أما بالنسبة لليبيا، أكد البلدان دعمهما للمسار السياسى الشامل الذى تقوده الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، مشددين على أن الاتفاق السياسى الليبي يظل الإطار الأمثل لمعالجة الأزمة الليبية، مؤكدين على دعم تنفيذ عناصر المبادرة التي قدمها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية ويتيح لليبيا التخلص من كافة أشكال التطرف والإرهاب.

وفى هذا السياق، عبر الجانب السعودى عن تقديره للجهود التي قامت بها مصر لاستضافة اجتماعات الأطراف الليبية في مختلف أنحاء ليبيا والتي أسفرت عن وضع رؤية شامل لحل الأزمة ودعم مؤسسات الدولة الليبية، ومكافحة خطر الإرهاب، كما أشاد بالاجتماعات التي تستضيفها مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية ودعم الجيش الوطني وتمكينه من الاضطلاع بمسئوليته في الحفاظ على الاستقرار ودحر التنظيمات الإرهابية.

وأوضح الجانبان أن مبادئ حُسن الجوار ورفض كافة أشكال التدخل في الشئون الداخلية للدول أو نشر خطاب الكراهية والتحريض، هي المبادئ التي تأسس عليها القرار السيادي والتدابير والتي اتخذتها الدول العربية الأربع المحاربة للإرهاب، والتي يكفلها لها القانون الدولى، لمواجهة الدعم القطري للإرهاب والتدخلات القطرية السافرة في شئون الدول العربية.

من ناحية أخرى، أكد الجانب السعودى أيضًا على تقديره الكامل لحقوق واستخدامات مصر من مياه النيل باعتباره شريان الحياة للشعب المصرى، مطالبًا جميع الدول بمراعاة ذلك وعدم تعريض الأمن المصرى لأية مخاطر.

وأعرب ولى العهد السعودي عن شكره وتقديره للرئيس المصري وللحكومة والشعب المصرى على ما لقيه والوفد المرافق من حُسن الاستقبال وكرم الضيافة.