ليس كل من ينتمي للأسرة العلوية كان مؤيدًا للاحتلال الإنجليزي ذلك العنوان الأمثل لمواقف متعددة أظهرها بعض أفراد الأسرة عندما بدأ الاحتلال الإنجليزي في مصر لكن يقف ما فعلته والدة الخديوي إسماعيل خوشيار هانم كأهم المشاهد على الإطلاق رغم ما سبب لها من مشاكل.
خوشيار هانم سيدة تركية كانت دائمًا على موعد لم يقدر له أن يتم مع التاريخ. تزوجت إبراهيم باشا الابن الأكبر والأثير لدى محمد علي، وظنت وقتها أن موعدها مع التاريخ يوشك أن يصل خاتمة سعيدة عندما طافت شهرة “القائد إبراهيم” الآفاق بعد معاركه المظفرة في بلاد العرب والشام داخل الأراضي التركية، وأصبح وريثًا لعرش الدولة الفتية التي أسسها محمد علي، ولكن يد المنون اختطفت إبراهيم وضاعت الفرصة على خوشيار هانم لتقبض على لقب السيدة الأولى.
ويروي المؤرخ الكبير عبد الرحمن بدوي في كتابه صفحات من تاريخ مصر موقف هام لها عندما بدأت الثورة العرابية يقول: «لم تكن كل الأسرة العلوية تبحث عن مصالحها أو ضد مصر لكنهم مصريون يحبون البلد ويتعاملون كأهلها وبعضهم كان رافض تمامًا للاحتلال البريطانية وقدموا دعم لجيش عرابي كبير».
وتابع: «أهم هذه المواقف ما فعلته أم الخديوي إسماعيل التي تبرعت باموالها ومجموعة كبيرة من أفضل الخيول العربية ليستخدمها عرابي ورجاله في حربهم ضد الإنجليز وقدم دعم كبير وتسبب ذلك في غضب الإنجليزي والخديوي توفيق لكنها لم تتراجع هذا بالإضافة لدورها الكبير في الحفاظ على تراث مصر».