قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نورهان إبراهيم تكتب : مطلقة ولكن


الدنيا دار ابتلاء وفتنة ولا ينجو أحد من الابتلاء ، فالابتلاء قد يكون تكليفيا، جماعيا (أمميا)، اجتماعيا وشخصيا، ومن الابتلاءات الشخصية "الطلاق"، فالطلاق أيضا ابتلاء مقدر له أن يحدث مهما كانت الأسباب ورخصة شرعها الله لاستخدامها بوقتها المناسب،

فإلي متي ستظل نظرة المجتمع إلي المرأة المطلقة علي أنها امرأة لعوب ، غير سوية، سهلة ، ثمنها بخس، الغرض منها فقط التسلية والمتعة إن أمكن ، وهناك من يتلاشي التعامل معها من الأساس كأنها مذنبة واقترفت إثمًا كبيرًا ، ولكنها في الحقيقة امرأة طبقت شرع الله عندما استحالت العيشة كما طبقت شرع الله عند الزواج، فلماذا يرحمها الله ويجلدها المجتمع ؟!

فالمطلقة امرأة ملتزمة مسئولة وتعول مثلها مثل المتزوجة والأرملة والبكر ولكن من المؤسف أن الناس يحكمون علي بعضهم البعض بما هو ظاهر ؛ فإن كانت غريبة عنهم يخافون هذا اللقب كأنها جرثومة مجتمعية ولكن إن حدث هذا الظرف لأحد أفراد عائلتهم فحتما هي مظلومة ولكنها بكل الأحوال هي من عاشت المأساة ولا أحد غيرها يعلم تفاصيل حكايتها، كم تحملت وتألمت وعانت وصبرت دون أن تشكو من أجل الحفاظ علي هذا الكيان وهذه الأسرة حتي فاض كيلها فرفضت الذل والإهانة بشتى أنواعها والتجاهل المستمر لشخصها فأخذت هذا القرار وانفصلت.

نعم انفصلت عن الشخص غير المناسب ولكن لم تنفصل عن ربها ، نعم تعدت محنتها وتخطت أوقاتها الصعبة ولكن لم تتعدّ حدودها مع أحد ولم تتخط حدود مجتمعها، نعم تحررت من زنزانة طليقها ولكن لم تتحرر من ثيابها، فلماذا تظل نظرة البعض لها نظرة دنيوية شهوانية بحتة ؟!! علي أي أساس يبني هذا الاعتقاد ؟! فهي إنسانة تستحق كل الاحترام والتقدير، وهذا ظرف من المحتمل أن يحدث لكثيرين، فالظروف شيء والأخلاق شيء آخر، فلا تحكم علي أحد إن لم تمر بظروفه يومًا، فنصيحتي لك هي :

·أحسني الظن بالله وارضي بقضائه وقدره؛ فكل ابتلاء هو لك خير.

·لا تنظري خلفك مرة أخري؛ فما مضى قد مضي وتفاءلي بالمستقبل ففي كل محنة منحة.

·لا تبررى أسباب طلاقك مهما كانت؛ فليس من حق أحد أن ينتهك خصوصيتك.

·ثقي بنفسك ولا تدعي كلام الناس يؤثر فيك لأن الناس بجميع الأحوال يثرثرون، وهذا مجرد لقب كباقي الألقاب ، وهي (معلقة - معوقة – أرملة – عانس – عقيمة – عقربة - محتشمة-متبرجة – محجبة - نكدية - متسلطة -أم أربعة وأربعين......وهكذا) وغيرهم الكثير.

· املئي وقت فراغك بشيء مفيد لأنك ستمرين بأوقات صعبة ومُرّة ولكنها حتما ستمر، فلا تذهبي بنفسك إلي العزلة ولا تتركى اليأس والاكتئاب يتملك منك، فهذه ليست نهايتك ربما أراد الله أن يعوضك بالأفضل.

· لا تنجرف مشاعرك بسهولة إلي كل من يعبر لك عن إعجابه أو حبه فليست كل النوايا سليمة، فسيطري علي انفعالاتك وتحكمي بمشاعرك حتي تستقر نفسك.

·لا تلومي نفسك كثيرا، وترددي " ياليتني فعلت....! يا ليتني ما فعلت .....! لقد ظٌلمت في هذا..... .ولقد ظن ب..... أما لو ... " لا تفكري كثيرا فما قٌدر له أن يحدث قد حدث، وقد يكون الطلاق هو الحل الأمثل لكما وللأولاد.

·لا تتنازلي عن حقوقك إن تزوجت ثانية، فأنت لست معيوبة، أنت إنسانة ناضجة وواعية اخترت العيش بكرامة.

·لا تنصدمى بالواقع فليس كل الرجال ذكورًا فقط.

·لا تتوقفي بمكانك ستستمر الحياة في كل الأحوال.

·استمتعى بحياتك ولا تخافي مخلوقًا طالما لم تغضبي الله .

·لا تنحني وارفعى رأسك أمام الجميع فأنت لست وصمة عار .

·لا تتسرعي بالزواج فتقبلي رجلا غير مناسب هروبًا من" اللقب، الناس، المجتمع" فتكرري هذه القصة ثانية.

·لا تجعلي أحدا يستغلك، كونك مطلقة لا يعطي لأحد حق الحط من شأنك.

وأخيرًا تذكري دائما أن بعد كل نهاية بداية جديدة.