
أصحاب نوبل ليسوا من أوائل الثانوية
هناك شواهد تاريخية تؤكد أن مرحلة الثانوية العامة ما هي إلا بداية تحقيق الأحلام والآمال الطلاب لا يزالون في طريقهم إلى المستقبل.
عدد كبير ممن رفعوا اسم مصر عاليًا حول العالم لم يكونوا من ضمن أوائل الثانوية العامة، بل إن العلماء المصريين اللذين شغلوا مناصب دولية وبعضهم حصل على جائزة نوبل لم يكونوا أيضًا من أوائل الجمهورية في الثانوية العامة.

لعل أشهرهم على الإطلاق جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب الذي حصل على قلادة النيل ووسام الاستحقاق البريطاني، لم يحصل في الثانوية العامة سوى على 74%.
ولم يكن يعقوب ضمن أوائل الجمهورية وقتها، إلا أنه تميز بمجال جراحة القلب وأصبح من أشهر جراحي القلب في العالم، حيث حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من جامعة برونيل وجامعة كارديف وجامعة لوفبرا وجامعة ميدلسكس البريطانية، وكذلك من جامعة لوند بالسويد وله كراس شرفية في جامعة لاهور بباكستان وجامعة سيينا بإيطاليا.

والعالم المصري الراحل والحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء هو الآخر لم يكن ضمن أوائل الجمهورية في الثانوية العامة، حيث حصل على نسبة 80% التحق على أثرها بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء.
عمل زويل معيدًا بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء، وبعدها سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح من أشهر علماء العالم.

واحد من أشهر علماء الفضاء في العالم الدكتور فاروق الباز هو الآخر لم يكن ضمن أوائل الجمهورية في الثانوية العامة، ولم يستطع تحقيق حلمه في الالتحاق بكلية الطب بسبب مجموعة البسيط في الثانوية العامة، ومن ثم التحق بكلية العلوم بدلًا منها، ليصبح أحد أشهر العلماء في مجال الفضاء والعاملين في وكالة ناسا.

ويأتي المهندس هاني عازر، أحد أكبر الخبراء العالميين في مجال حفر الأنفاق هو الآخر ضمن العلماء المصريين الذين رفعوا اسم مصر عاليًا دون أن يكون ضمن أوائل الثانوية العامة، حيث حصل على 78.5% في الثانوية العامة، وبالبرغم من ذلك أصبح ضمن أقوى 50 شخصية في ألمانيا نتيجة لمجهوداته الكبيرة في مجال حفر الأنفاق، حيث استطاع أن يشرف على جزء كبير من البنية التحتية في ألمانيا.

الوحيد الذي كان ضمن أوائل الثانوية العامة وحقق شبه معجزة علمية كان الدكتور علي مصطفى مشرفة، عالم الفيزياء المصري، والذى كان ترتيبه الثاني على جمهورية مصر العربية بعمر 16 عاما، عام 1912 وقتها كان نظام التعليم المصري مختلف تمامًا وما فعله مشرفة كان طفرة في عالم التربية والتعليم في ذلك الوقت.
وساعده تفوقه أن يلتحق بكلية الطب أو الهندسة لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج فيها حاصلا على المركز الأول، ومن ثم اختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها، وكان أول مصر يحصل على درجة الدكتوراه في العلوم، ويعتبر هو مؤسس أول كلية العلوم في جامعة القاهرة وقت أن كان اسمها جامعة فؤاد، وشغل منصب عميدها فيما بعد، حيث لُقب بآينشتاين العرب.