عرفت أنها مصابة بالسرطان عندما قامت بالكشف الذاتي لنفسها على منطقة الصدر، فوجدت جسما غريبا ولكنها لم تكترث لأمره، وتركت الأمر لعدة أيام، إلا أن الجسم بدأ يزداد حجمه أكثر فأكثر، وبعد شهر توجهت ناهد سعدى البالغة من العمر ٣٥ عاما، خريجة كلية تجارة إلى مستشفى بهية لكي تتأكد.
"مكنتش شاكة ولو ١% اني عندي سرطان ثدي"، هكذا سردت ناهد قصتها مع مرض سرطان الثدي، وعندما توجهت لمستشفى بهية علمت بأنها مصابة بالسرطان، وقد راعى كل من يعملون على حالاتها من عدم ذكر المرض أمامهم لكي يحافظوا على صحتهم النفسية.
وبعد أن التقطت أنفاسها قررت إخبار أختها الصغيرة فقط لكي تشاركها رحلة العلاج، حيث أنها شعرت بالخوف من معرفة والدتها المريضة بأمر مرضها فيزيد حزنها عليها، واكتفت بأختها الصغيرة لكي تساندها وقت الوجيعة.
أبقيت الأمر سرا طوال فترة المرض والعلاج.. قالتها وهي تحبس الذكريات المؤلمة في طيات كلماتها، "كنت منهارة بعد أن تأكدت من الإصابة بسرطان الثدي ومرض زى دة يعني نهاية حياة"، قالتها متأملة في أرجاء المكان، لتخفي علامات الوجع بداخلها.
وسردت، أنها استطاعت أن تخفي مرضها على ابنها الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، لكي لا يتأثر ويصاب بالصدمة فقد شعرت بالخوف عليه مما جعلها تخفى الخبر عنه تماما، ومن أصعب مراحل حياتها كانت عندما خضعت للعلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي ولكنها لم تكن النهاية فقد خسرت بسببه شعرها وأثر بشكل كبير على ملامح وجهها.
وقالت ناهد إن الأطباء نصحوها بإجراء عملية إعادة تجميل بعدما تخلت عن ثدييها بالكامل لدخولها في المرحلة الثالثة وهي الأخطر، وذلك لكي يرجع شكل ثدييها للشكل الطبيعي، وهو ما جعلها تشعر بتحسن كبير.
وأشارت إلى أنه بالرغم من شفائها وعلمها بأن الله نجاها من تروس هذا المرض، إلا أن هناك معاناة داخلية كبيرة تجعلها تتذكر دائما الوجع، قائلة: "رسخت بداخلي كلمة أشعر بها كلما أتذكر مرحلة العلاج والمعاناة، وهي السرطان مش هو اللى عندنا، السرطان إحنا عندو".