قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الثروة الملحية فى مصر شريان الاقتصاد المهدد بالنضوب.. خبراء: التكنولوجيا الحديثة والغش وراء إهدارها.. ولجنة الصناعة: نعكف الآن على توفير التسهيلات اللازمة لاستغلالها بالشكل الأمثل

الملاحات فى مصر- صورة أرشيفية
الملاحات فى مصر- صورة أرشيفية

  • صلاح حافظ: لجأنا لاستيراد الملح بسبب غش كبريات الشركات له
  • أبو العلا يكشف عن صعوبات تواجه صناعة الملح في مصر
  • الطحان: نعكف على توفير التسهيلات اللازمة لاستغلال ثروة الملح المهدر

تقبع مصر على آلاف الكيلومترات من الملاحات الموجودة بالمناطق البحرية، ولكن هذه الثروة البيضاء غير المستغلة بالشكل الكافى، والتى دخلت فى طى النسيان والتى تمثل فى حقيقتها إنتاجا يقدر بمليارات الأطنان من الأملاح التى تكفى احتياجات مصر وتدفعها نحو صدارة الدول التى تصدر الأملاح للخارج بدلا من استيرادها كما هو عليه الحال الآن، وبحسب التقديرات الأخيرة لحجم الاستيراد من الخارج بلغ نحو 4 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وتعتبر ملاحة بورسعيد وتحديدًا ملاحة بورفؤاد من أهم الملاحات الموجودة فى مصر، إذ تبلغ مساحتها 6 ملايين متر على ساحل مدينة بورفؤاد وتنتج أنقى أنواع الملح، فضلًا عن أنه يحتل المركز الأول فى سعر التصدير بالدولار للملح المصرى إلى الخارج.

وقال الدكتور صلاح حافظ، خبير الطاقة والتعدين، إن مصر لديها العديد من الملاحات غير المستغلة بالشكل الأمثل بمناطق البحر الأحمر وبحيرة قارون وبورسعيد، لافتا إلى أن مصر تلجأ لاستيراد الملح من الخارج بمليارات الدولارات على الرغم من أنه أحد أركان الثروة المعدنية فى مصر والتى تضم المناجم والمحاجر والملاحات.

وكشف "حافظ"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، عن السبب الرئيسي وراء استيراد ملح الطعام من الخارج، وهو أن بعض كبريات الشركات كانت تقوم بخلط الملح المستخرج من الملاحات بنوع آخر من الأملاح التى تدخل فقط للصناعات كتمليح الأسماك ودبغ الجلود وغيرها من الصناعات الأخرى، وهو ما يعرف بملح السياحات، ما أحدث نوعا من الشكوك دفع لاستيراده.

وأرجع خبير التعدين والطاقة، حالة الغش التى كانت تحدث لغياب الرقابة الصناعية بالشكل المطلوب.

وأضاف أن كميات الملح المتوفرة لدى مصر لم يتم إحصاؤها بشكل واضح، لافتًا إلى أن هناك توقعات تفيد بأنها قد تعادل الاكتشافات البترولية، بجانب ما تمتلكه الشواطئ المصرية على البحر المتوسط والبحر الأحمر والبحيرات الداخلية ومنخفض القطارة وسيوة بحسب الدراسات الجيولوجية الأخيرة.

ومن جهته، أكد الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ التعدين والطاقة، أن ثروة الملاحات تواجه صعوبات عديدة في مصر حالها كحال الثروات الأخرى مثل المحاجر والمناجم والتى أصبحت في طي النسيان وخارج دائرة اهتمام الدولة، فى الوقت الذى لا بد أن تلجأ الدولة فيه لتنويع مواردها المالية من خلال ثرواتها غير المستغلة.

وأرجع "أبو العلا"، فى تصريحات لصدى البلد"، عدم الاستغلال الأمثل لمثل هذه الموارد إلى افتقاد الدولة للإدارة الجيدة والاعتماد على طريقة العمل النمطية، ما يدفع للجوء لاستيرادها من الخارج.

وطالب خبير التعدين والطاقة بتحديد وضع استئجار الملاحات من المحافظات وضبط الرقابة على الإنتاج منعا للخلط والغش وللحفاظ على سمعة الملح المصري المعروف بجودته عالميًا.

وفى سياق متصل، أكد الدكتور وائل الطحان، عضو لجنة الصناعة بالبرلمان المصري، أن صناعة الملاحات فى مصر تواجه العديد من المعوقات التي تحول دون استغلالها بشكل يحقق عائدًا على الاقتصاد المصري بالرغم أنه في حال استغلالها جيدًا ستدر مئات الدولارات.

وقال "الطحان"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، إن أبرز هذه المعوقات تتمثل في عدم توافر التكنولوجيا بدلًا من الطرق التقليدية، مشيرًا إلى أن لجنة الصناعات بمجلس النواب تعكف الآن على توفير التسهيلات المطلوبة من تكنولوجيا حديثة، وتوفير الدعم المادي وأيادٍ عاملة مدربة لتحقيق أعلى قيمة مضافة من هذه الثروة المهدرة.