قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سويقة اللالا.. من حارة للباشوات في السيدة زينب إلى مسكن شعبي مهمل.. فيديو


حارة صغيرة ضيقة طولها 270 مترا، يحدها من بدايتها ونهايتها مساجد، تتقارب المنازل المتقابلة في الحارة من بعضها وكأن مآذن المساجد الموجودة بها تلتف بالمباني التي حولها، إنها «سويقة اللالا»، التى يروي كل ركن فيها قصة تاريخية، هنا كان يجلس الوالي وهنا كان يسير، وهذا سبيل مائه مبارك.

كان هذا الحي الذي يقع فى منطقة السيدة زينب بالقاهرة، بمثابة سكن للأمراء وسادة القوم، كلٌ يتبارز في جعل منزله الأجمل، فكانت الحدائق تتزين بالعمدان الرخامية المرصعة بالذهب والمجوهرات.

- المكان :

يبدأ شارع «سويقة اللالا» من آخر شارع الحنفي بجوار درب الهياتم وينتهي بشارع الدرب الجديد، وبه من جهة اليسار ثلاث عطفات الأولى عطفة «المحتسب» بداخلها زاوية صغيرة تعرف بـ«زاوية رضوان»، عليها لوح رخامي نقش عليه : "أحيا هذه الزاوية المباركة بعد اندثارها حضرة الامير رضوان سنة 1206م"، ويجاورها دار الأمير أصلان باشا، ودار الأمير حسين باشا الطوبجي، ودار إبراهيم باشا أدهم، وكان كل منزل تجاوره حديقة واسعة، وفقًا لما كتبه علي مبارك في الجزء الثالث من كتاب "الخطط التوفيقية الجديدة".

أما العطفة الثانية فتسمى «المدق»، بداخلها زاوية صغيرة تعرف بـ«زاوية عمر شاه» كانت ملك لـ خليل أفندي، أما الثالثة عطفة «مرزوق» التي يوجد في آخرها «حمام مرزوق» من إنشاء حسين أغا نجاتي، وهو بيت للنساء فقط، يواجهه بيت رامز أغا، وجهة اليمين حارة العراقي التى تتصل بشارع الناصرية وعرفت بالشيخ العراقي صاحب الضريح الموجود بها، وفى وسط حارة العراقي أيضا ضريح اشتهر باسم صاحبه الشيخ محمود.

-سبب التسمية :

تعود تسمية المنطقة بـ"سويقة اللالا" نسبة إلى السيدة صفية اللالا، المربية لأولاد الملوك والأمراء، وكلمة اللالا بالتركية تعني المربية، وكانت تسكن السيدة بنفس الحي وتوفيت ودفنت به، وأقيم لها زاوية عرفت بـ«زاوية الست لالا» دفنت فيها بجوار جدها عبدالجليل بيك عام 1295م، وكان يُقام لها احتفال يشبه المولد كل عام، ولكن امتنعوا عن هذا الاحتفال منذ فترة قريبة.

- المساجد الأثرية :

ويوجد فى هذا الشارع جامع الكردي، الذي يصعد إليه بدرج وبأسفله عدة حواصل وبجوارها نخيل وأشجار ومئذنته بدورين، وبداخله ضريح يعرف بالشيخ الكردي (عيسى الكردي)، ويعلوه مقصورة من الخشب، وكان مقسم به من الأدوار العليا قاعات منها دور أحمد باشا صادق، ودار سرور أغا نجاتي، ودار حسن أفندي وكيل طلعت باشا.

وفى أولها الجامع المعروف بداوود باشا والذي كان في البداية مدرسة أنشأها الأمير داوود باشا المتولي على مصر عام 945هـ وأنشأ أيضا بجواره سبيلا مفروشا بالرخام.

- سويقة اللالا حاليا :

بمرور عشرات الأعوام تحولت الحارة إلى مسكن شعبي، أما المساجد الأثرية فمسجد داوود باشا كغيره من المساجد التراثية تقام به الصلاة، وجامع الكردي ما زال يخضع للتجديدات بعدما أصابه الضرر منذ زلزال عام 1992.

محمد علي صاحب الواحد والسبعين عاما يعد من أقدم سكان المنطقة، دائما ما يفتخر يوجوده فى مكان على حد وصفه حينما قال "عايش في صفحات التاريخ"،

وقال لـ صدى البلد أن الجوامع الثلاثة، الكردي، وداوود باشا، والحنفي، موصولة بسراديب خفية تحت الأرض ولكن تم سدها في العهد الحديث، وجامع الكردي بقاله 30 سنة محتاج يترمم وكان مهجور، وجامع الحنفي في بير مية مبيخلصش أحلى من المية المعدنية".