- عصابات منظمة تستغل أحلام الطامعين:
* عش الخفاش أبرز سلع النصب والسماسرة يدعون وصول السعر لمليون دولار
* استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للوصول لضحاياهم
* بعض الأهالي تبيع مدخراتها للقيام بتصوير الأعشاش
* العصابات تطلب أشياء يصعب الحصول عليها لتتمكن من زرع السماسرة
يبدو أن أحلام الطامعين في الثراء السريع، ستظل الثغرة التي يلجأ إليها المحتالون لصيد ضحاياهم، والإيقاع بهم حتى لو كان الطعم خرافة لا أساس لها من الصحة، مثلما يحدث الآن في صعيد مصر من عمليات نصب كبيرة تتم على البسطاء ويروج لها سماسرة ووسطاء يستغلون سذاجة الكثيرين.
وانتشرت في الآونة الأخيرة، في مدن وقرى الصعيد خاصة محافظة المنيا، والمحافظات المجاورة لها، ظاهرة الترويج لشراء أعشاش حيوان الخفاش- الحيوان الثديي الوحيد الطائر- والذي تدور حوله الكثير من الخرافات فيما يتعلق بقدرته على الشفاء للعديد من الأمراض المستعصية وكذلك قدرته في الكشف عن أماكن الآثار بمعاونة الجن باعتباره غذاء لهم وكذلك احتوائه على الزئبق الأحمر المفيد في تجديد النشاط وإعادة الشباب.
كما انتشرت بين أوساط البسطاء الترويج لشراء وابور الجاز وماكينات الخياطة ويد الهون النحاس القديمة حتى أصبحت حديث الساعة في مدن وقرى ونجوع الصعيد، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر قدر من الجماهير، واستغلال هوس المصريين البسطاء.
عصابات منظمة وأموال ومجموعات على الفيسبوك وواتس آب، وسماسرة من أهالي القرى نفسها، تتلاعب بعقول الناس البسطاء الذين لايملكون إلا قوت يومهم ووصل الحد بهم إلى بيع مدخراتهم الذهبية للحصول على الوهم سواء عش الخفاش أو وابور الجاز القديم أو ماكينة الخياطة العتيقة، أو يد الهون النحاس، التي وجدت سوق لها خلال الأيام الماضية.
يقول مصطفى حسن من إحدى قرى أسيوط أنه وجد شخصا منذ 3 أشهر- من معارفه- يدعى أحمد يعيش معه في نفس القرية، يخبره بأن عش الخفاش وصل سعره إلى مليون دولار وأنه يعرف الشخص الذى يقوم بشراء العش وأنهم يدفعون الثمن فى نفس الوقت الذي سيتم بيع العش فيه، مضيفا أن هذا الوسيط أخبره بان عمولته فى بيع العش ستكون 2 مليون جنيه.
وفى ذات السياق أكد مصطفى أنه بدأ فعليا في البحث عن عش للخفافيش فى قريته وخارج المحافظة حتى توصل إلى شخص قال له أن لديه عش- واشترط عليه دفع مبلغ من المال من أجل تصوير العش فوافق على الفور حتى وصل الأمر به إلى أن قام بييع مدخرات ومصوغات ذهبية ملك زوجته ودفع من أجل تصوير الفيديو ثمن هذه المدخرات، حتى يقوم بالتصوير وبالفعل قام بإرسال الفيديو للشخص الوسيط عن طريق تطبيق الواتس آب، والذي ثمن العش بــ 10 مليون جنيه، بشرط تصوير فيديو ثانى برقم كود معين ووضع ورقة مكتوب عليها "الكابتن 333". وبالفعل قام بتصوير فيديو ثان بعد أن اشترط صاحب العش دفع مبلغ 10 آلاف جنيه ثمن للتصوير، ويحكي مصطفى أنه أرسل الفيديو الجديد بعد أن وضع الكود المطلوب للشخص الذي ادعى أنه المشتري، والذي أخبره أنه سيصل إليه خلال 24 ساعة وهو ما لم يحدث حتى الآن، مما يعني أنه تعرض لعملية نصب.
ومن جهته قال عاطف محمود من مركز مغاغة بمحافظة المنيا، إنه تعرض لعملية نصب مماثلة بسبب عش الخفاش، حيث عرض عليه شخص من قريته يدعى محمود وأكد له أن عش الخفاش وصل إلى 10 مليون جنيه، وأنه يعرف طبيبا يقوم بشراء العش وأقنعه أن عش الخفاش، يدخل فى صناعة الأدوية التى تعالج من الجلطات والأمراض الخبيثة، حيث توجد شركة ألمانية ويونانية تقوم بإرسال مجموعة من الأطباء حول العالم من أجل شراء عش الخفافيش بالملايين من الدولارات من أجل احتكار هذا الدواء حول العالم.
وأضاف عاطف قابلت شخص آخر يدعى محمد، وتحدث معى أن يعرف شيوخ مغاربة يقومون بشراء عش الخفاش من أجل تحضير الجن، للكشف عن الكنوز والمقابر القديمة لأن عش الخفاش يعتبر غذاء للجن، وأكد أنه تعرض لعملية النصب بعد أن اشترط له صاحب عش الخفاش دفع مبلغ من المال نظير التصوير.
وناشد عاطف المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه الإشاعات، لأن من يقومون بالترويج لها هي عصابات منظمة تستغل وسائل التواصل الاجتماعي والوسطاء من أهالي القرى نفسها، وتستغل سذاجة البعض وطمع الآخرين في الحصول على المال.