EN 
بعيون حالمة، جهزت ريهام نفسها للحلقة التليفزيونية المنتظرة، أبلغت عائلتها وأصدقاءها بموعد إذاعة الحلقة، لتطل على الجمهور بـ"صاحب العيون العسلية".
انتهت الحلقة، وعادت الفتاة الحالمة لمنزلها، لتتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وتحتفل مع أصدقائها بما فعلته، وبدلا من التهنئة، فوجئت بسيل من الهجوم اللاذع، لتنهال عليها الانتقادات التي تحولت إلى شتائم وسب، لتتحول الحلقة لكابوس في حياة ريهام شعبان.
"نمت 15 ساعة هروبا من الهجوم الشرس الذي تعرضت إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، ريهام شعبان، طبيبة صيدلانية عشرينية، نشأت في عائلة فصيحة، مجالها اللغة العربية، ليكبر بداخلها حب للكتابة، تحول لموهبة، لتكتب أول قصيدة في الصف الخامس الابتدائي تبهر والدها الذي ظن ادعاءها بالكذب كتابة القصيدة من فصاحة اللغة.
اشتهرت ريهام شعبان عبر تطبيق "الساوند كلاود" من خلال مقاطعها الصوتية التي تنشرها ويتابعها حوالي 4 ملايين شخص، تقدم شعرا ونثرا باللغة العامية والفصحى وأيضا باللغة الإنجليزية، التي دمجت بينها وبين العربية في بعض القصائد، لتتسع دائرتها وتشتهر أكثر وتنظم ندوات شعرية في أشهر الأماكن ولها جمهورها الذي يحب فنها.
وردا على الهجوم القاسي الذي تعرضت إليه ريهام، علقت قائلة: "البراح كاد يضيق فلا تضيقوه، حاولو تتقبلوا الجديد والمختلف"، مؤكدة أن ما تقدمه ليس شعرا ولا يصنف شعرا من الأساس أو ينتمي لمدرسة شعرية معينة، مشيرة إلى أنها لا تريد تسميته تحت قالب فني معين، ولم تجد له مسمى، موضحة أنه مجرد كلمات بسيطة تسعد الجمهور.
وأضافت: "ما أكتبه بالعامية ليس للتعمق ولكن للشعور، فبعض من أغاني فيروز وشعر هشام الجخ ليس كلاما بليغا ولكن كلمات بسيطة تصل لشعور الجمهور وتوصل رسالة معينة، سعيدة بذلك لربما أكون أنا أبتكر فنا جديدا ولكن ما أكتبه بالفصحى يندرج تحت فن النثر".
جدير بالذكر أن قصيدة "صاحب العيون العسلية" التي هاجمها الجمهور نالت إعجاب الفنانة سميرة سعيد ولكن لم تقرر إذا كانت ستغنيها أم لا.
بتفاؤل وملامح مفعمة بالحيوية، ظهرت ريهام شعبان في الحلقة التليفزيونية، لتتحول تلك الملامح لعيون دامعة، وإحباط وحزن، بعد موجة الانتقادات التي تعرضت لها، لتظهر ريهام من جديد قائلة: "أتعرض للتنمر عبر السوشيال ميديا، والبعض أرسل لي التعليقات والهجوم عبر الرسائل الخاصة لاستفزازي، أصدقائي هونوا عليَّ ما جرى وحالتي مما تعرضت إليه".
إحدى الصفحات على "فيس بوك" قامت بالسخرية من ريهام من خلال فيديو كوميدي، ليفاجأ الجمهور بالفتاة تضحك على الفيديو وتتقبله بكل صدر رحب، بل قامت بمشاركته على صفحتها الشخصية، لتعلق قائلة: "قررت مواجهة هذه التعليقات السلبية، لم أحزن من السخرية وصنع الفيديوهات الكوميدية على الحلقة المذاعة بل بالعكس تقبلته وأضحكني وهاجموني الناس بسبب تقبلي له، ولكن الهجوم بالشتائم والنقد اللاذع جرحني، ولديَّ الكثير من الدعم".
ودفاعا عن نفسها تابعت قائلة: "تعرضت لهجوم أشبه بالنقد اللاذع شديد اللهجة الذي تعرض إليه الشاعر هشام الجخ في بداية مشواره، وهو الآن ذو شعبية كبيرة ومحبوب من الجميع"، مشيرة إلى أن قصيدة "كلام الست" لأحمد فؤاد نجم لا تستند إلى أدبيات أو لغة عربية فصحى ولكنها تقدم فكرة ورسالة ومعنى قويا.
وأضافت: "أنا شخصية محبة للحياة والناس حكمو عليَّ خطأ، والفيديوهات المتداولة من الحلقة جزء من الكل وحاكمني الناس عليها ولم ينظروا للصورة الكاملة، أتمنى أن يكون النقد موضوعيا، مثلما حدثني أحد الشعراء المعاصرين أن ما أقوم به ليس له تصنيف ولكنه لطيف، ونصحني بالقراءة وتنمية مهاراتي".
وأكدت: "لا أتصنع في حديثي ولكن هذه هي طبيعتي، وجاهدت لكي أصل لما أبدو عليه، وفخورة بما أنا عليه اليوم، وأختبئ ورا القصائد وما أكتب للتعبير عن مشاعري خوفا من المجتمع، ظهرت عبر الشاشة لأني أقدم شيئا".
