الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كتبت "سانتا دة بتاع العيال التوتو أنا مستنية ملك الموت" فماتت.. هذه قصة دينا خالد

صورة من منشورات دينا
صورة من منشورات دينا

لا تستطيع أن تلمح من صفحة الفيسبوك الخاصة بالفتاة من خلال منشوراتها، سوى شخصية هزلية ساخرة محبة للجميع تلاطف الأحداث والمجريات بتعليقات ترسم على شفاهك البسمة وتقربك منها دون أن تراها.

لم تكن دينا خالد من تلك الفئة الغامضة اليائسة المنغلقة على نفسها بقدر ما كانت اجتماعية منطلقة تهوى المرح - بحسب ما كتب عنها زملاؤها - لكنها وسط كل تلك المنشورات الساخرة من انتهاء عام وابتداء عام جديد كتبت يوم 29 ديسمبر " سانتا ده بتاع العيال التوتو .. انما انا مستنية ملك الموت" ليتفاجأ الجميع بموتها بعد أيام قليلة من هذا المنشور.


منشورات دينا لم تكن تحمل تلك النظرة ولا تعكس علم الفتاة بالقدر المحتوم، كانت تبدو من خلال عامها الأول في الجامعة أنها تقبل على حياة جديدة، بها مساحة أكثر من المرح ومادة أكثر من السخرية والإسقاط على الواقع الذي قررت أن تتعامل معه الفتاة على أنه عرض هزلي، كتب ذات مرة " السعاده ليست بالمال إنما بـ الفلوس".

كانت دينا التي لم تغص بعد في قلب الحياة لتكتشف حلوها أو مُرها، تأمل في أيا قادمة أفل من ماضيها القريب، لكنها كانت تحتفل حتى باعتقادها بأن القادم - الذي لا يأتي أبدا ولن يأتي - أفضل، كتبت دينا لتحتفل وتعزي نفسها في نفس الوقت " اليوم الذكرى السنوية لمرور 10 سنوات على اعتقادي أن السنة الجاية أجمل"، كتبتها يوم 1 يناير لتعلن انقضاء العشر سنوات على الذكرى دون العبور لعام آخر بأمر القدر وتقدير الخالق.

"انا اتخنقت من 2019، فاضل كتير على 2020" كتبتها دينا أيضا يوم 1 يناير، لكنها لم تكن وقتها تعلم أن 2020 لن تأتي أبدا، أو ربما كانت تعلم بينما جميع من حولها لا يعلمون، ربما من أجل ذلك شاركت الفتاة الفقيدة على صفحتها مقطع أغنية "ياشمس يامنورة غيبي" إيذانا بافول شمس الفتاة إلى الأبد.

التعازي لم تزل تنهمر على الصفحة الشخصية لـ دينا من الآلاف ممن يعرفونها وممن لا يعرفونها، لتتحول صفحة الفقيدة إلى مدونة لا يكتف الزائر لها بمجرد النظر، بل يتجول في كل منشوراتها ويحلل نكاتها الساخرة التي لا يستوحش أن يترك تحتها تعليقا مفاده "إنا لله وإنا إليه راجعون".