الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خديجة عريب.. قصة أول عربية مسلمة تترأس برلمانا أوروبيا

صدى البلد

في إحدى ضواحي الدار البيضاء بالمغرب، تلهو الطفلة الصغيرة بضفائرها، تركض وتلعب مع زملائها، ليفاجئها والداها بالهجرة إلى هولندا، وتترك الطفلة موطنها متجهة إلى دولة جديدة مختلفة تماما عما نشأت به.



وبدلا من الاندثار والاختباء تحت مظلة المهاجرين العرب لأوروبا، تُوجت خديجة عريب كأول عربية مسلمة تتولى منصب رئاسة البرلمان الهولندي، لتعد بذلك ثالث أعلى منصب على رأس هرم السلطة في هولندا، بعد الملكة ورئيس الوزراء، وهو أكبر منصب يحصل عليه ذو أصول مغربية في أوروبا. 



خلفيتها وتاريخها الحافل بالإنجازات، جعلها محط إعجاب المسئولين في هولندا، فبعدما درست علم الاجتماع في أمستردام، شاركت في تأسيس اتحاد النساء المغربيات في هولندا، لتبدأ بعدها في التنقل بين منصب وآخر، وعملت كمساعدة في إحدى منظمات الرعاية، وتدرجت في العمل الوظيفي في الجمعيات ومنصب آخر في معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية في جامعة ايراسموس، ونائب رئيس ومستشار سياسي بارز في الرعاية الاجتماعية والصحية في أمستردام.

بدأت خديجة عريب، من  مواليد عام 1960، حياتها السياسية داخل البرلمان الهولندي عام 1998، حينما انضمت له كنائبة عن حزب العمل الهولندي، لتشق طريقها في البرلمان، وسط هجوم شرس من بعض العنصريين في بولندا، حيث وصف أحدهم يوم إعلانها رئيسة للبرلمان بأنه: "يوم أسود في التاريخ البرلماني"، وبرر بعدئذ ذلك قائلا: "الأمر لا يتعلق بشخصها ولكن بكونها تحمل جنسيتين وهذا لا يجوز لرئيس مجلس الشيوخ الهولندي". 


ومن قلب التحدي يولد الإصرار، فمن بعد الاتهامات العنصرية التي واجهتها خديجة عريب، قررت أن تحارب تلك العنصرية والتمييز خلال عملها في منظمات الرعاية الصحية، لتركز على قطاع الصحة العامة وصحة المرأة خاصة، بجانب دفاعها عن حقوق النساء المغربيات والتركيات اللواتي يتركن لمصيرهن بالبلد الأصلي، من طرف أزواجهن، بعد العطلة الصيفية، إذ يستولي الزوج على جواز السفر، في الوقت الذي لا تجيد فيه المرأة الحديث باللغة الهولندية، وقد أوجدت "عريب" حلا لهذه المشكلة، حيث تم تخصيص موظفين يستقبلون هؤلاء النساء في السفارات الهولندية بالمغرب وتركيا.

ومن محاربتها للعنصرية، قررت خديجة أن تنتهج طريق التغيير وسلامة الفكر والمساواة، وعقب دخولها البرلمان علقت قائلة: "دخلت عالم السياسة لان أمورا كثيرة لا تعجبني، تضايقني، وأرى أنها يجب أن تتغير، والآن كبرلمانية، ما زلت أحتفظ دائما بنفس الحقائب التي أردتها لتغيير الوضع". 

عزيمتها وإيمانها برسالتها، جعلتها تطمح نحو الأكثر، غير مكتفية بدخول البرلمان، لتضع كرسي رئاسته في مرمى عينيها، لم تيأس بعد فشلها في الانتخابات عام 2012، حينما رشحت نفسها وبعد أربع سنوات، فاجأت خديجة عريب بولندا والعالم أجمع بفوزها في الانتخابات بعد حصولها على 83 صوتا من أصل 134 صوتا، من مجموع 150 عضوا في المستشارين، متفوقة على ثلاثة مرشحين آخرين.