صابون بجثث الموتى، هكذا برعت السيدة الإيطالية في إخفاء جرائمها، لعنة قديمة من والدتها صاحبتها طوال حياتها، تكهنات فتاة غجرية تحققت بعد عشرات السنوات، وما بين المرض النفسي أو الدوافع الإجرامية أنهت ليوناردا جنجولي حياتها لتصبح من أشهر السفاحات في التاريخ.
ميولها العدوانية نشأت معها منذ الصغر، حينما تعرضت والدتها للاغتصاب وتم إجبارها على الزواج من مغتصبها، وأنجبت حينها ليوناردا جنجولي، التي باتت الطفلة المنبوذة نتاج علاقة غير مرغوب فيها، وبعد وفاة الأب تزوجت الأم من آخر، وأصبحت الفتاة مكروهة من أشقائها أيضا، لتكبر في أجواء مليئة بالكراهية دفعتها لمحاولة الانتحار أحيانا.

وبعد زواجها، تحررت ليوناردا من القيود، لتخوض في عالمها الخاص، تسرق تارة وتحتال تارة أخرى، تخدع وتكذب أملا في الحصول على المال، حتى عرفت بالنصب والاحتيال وسجنت مرتين، لتخرج بعدها وتتجه إلى مدينة إيطالية جديدة يجهلها الناس بها، وتفتتح متجرا لصناعة الصابون واشتهرت بكعكها الطيب واتجاهاتها السحرية المشعوذة.

وبدهائها ومشاكستها، استطاعت أن تجذب السيدات إلى متجرها، بحجج مختلفة، إما إقناعهن بالحصول على وظيفة، أو زوج مناسب، أو التعرف على رجل أعمال، ومع حبها الشديد لأبنائها كانت ترفض اقتراب أي شخص منهم، حتى أن سكان بلدتها كانوا يخشونها بسبب الأم.

تذيب الجثة في الماء المغلي، وتضيف عليها الصودا لصناعة الصابون، وتلقي العظم والشعر في البالوعة، أما الدم فتصنع منه الكعك اللذيذ الذي أحبه أهل القرية، كانت هذه هي طريقة ليوناردا جنجولي للتخلص من جثثها، تستغرق فقط 12 دقيقة، التي بدت طريقة خيالية أشبه بالأفلام يصعب تصديقها، حتى أن الشرطة لم تقتنع بأن هذه المرأة فعلت تلك الجرائم بمفردها.
وخلال محاكمتها، اختلقت جنجولي أنها مجنونة وان لعنة والدتها هي السبب في الذي جرى، وأن الآرواح الشريرة هي التي قتلت تلك السيدات، لتتحقق رؤية الفتاة الغجرية التي تكهنت بها لليوناردا بأنها ستقضي عمرها في مصحة الأمراض العقلية، وتم الحكم عليها بالسجن 33 عاما، قضت منهم 3 سنوات في المصحة.
ويذكر للسيدة الايطالية حسن سلوكها خلال فترة إقامتها بالسجن، حتى أنها صنعت كعكها الذي اشتهرت به، إلا انه لم يقترب أحد منه خوفا منها، ومن سحرها ولعنتها، حتى توفيت عاك 1970 عن عمر يناهز 75 عاما بسبب نزيف في المخ، ولم يحضر أحد جنازتها.