«على كوبري عباس ماشيه وماشيه الناس»، لم تكن تلك الكلمات من أغنية «بنت السلطان» للفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية، وحدها التي خلدت تاريخ كوبري عباس، أحد أشهر الكباري المصرية، التي شهدت على مدار تاريخها العديد من الأحداث.
الكوبري الذي أسس عام 1908 للربط بين محافظتي الجيزة والقاهرة، في منطقة منيل الروضة، خلال حكم الخديو عباس حلمي الثاني، والذي سمي على اسمه، لم تنجح محاولات تغيير اسمه، والتي بدأت عقب ثورة يوليو 1952 بإطلاق إسم كوبري عباس على كوبري الجيزة، إلا أن تلك التسمية الجديدة لم تنجح في تغيير اسم الكوبري عند المصريين.
تاريخ الكوبري
موقع كوبري عباس وأهميته المكانية منذ نشأته جعلته مخلدا للعديد من الأحداث التاريخية والسياسية، والحراك الشعبي ضد الإحتلال الإنجليزي، والتي ظلت مرتبطة باسم التاريخ، والتي من بينها مجزرة حركة الطلاب التي حدثت في 9 نوفمبر 1946 بعد خروج الطلاب ضد الإحتلال الإنجليزي.
وكما صاحبت الأحداث السياسية التي شهدها ميدان التحرير ترديد اسم كوبري قصر النيل، ارتبطت الأحداث السياسية والحراك الشعبي ضد الإحتلال بإسم كوبري عباس.

بريطانيا ترفض الاستقلال
الرد البريطاني كعادته جاء مدافعا على مصالحه و متجاهلا حقوق المصريين، حتى جاء الرد في ٢٦ يناير ١٩٤٦ ليؤكد على الثوابت التي قامت عليها معاهدة ١٩٣٦ والتى أعطت مصر استقلالاُ منقوصًا يتمثل فى بقاء قوات بريطانية فى مصر لتأمين قناة السويس، وكان ردا صاعقا على الشعب المصرى الذى كان كله آمال فى الاستقلال، حتى اندلعت المظاهرات في أنحاء مصر تطالب بالجلاء وقطع المفاوضات.

مذبحة الكوبري
وخلال المظاهرات وما أن توسط الشباب كوبري عباس حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبرى عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة، فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتى شخص ثم عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم، ليتحول نضال الشباب ومظاهراتهم إلى الشعلة التي أشعلت المظاهرات في الأقاليم، حتى أقيلت الحكومة.

رحل الاحتلال الإنجليزي، وبقى كوبري عباس شاهدا على أشهر مجزرة ارتكبت ضد طلاب الجامعات، حتى غنى الفنان الشعبي أحمد عدوية أغنيته الشهيرة «بنت السلطان» ليبقى الكوبري شاهدا على رومانسية المصريين.