قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حافظ إبراهيم.. شاعر النيل الذي تحداه أحمد شوقي فغنى للقلقاس


اعتبره الأدباء معجزة عصره والعصور القادمة، خلد اسمه في التاريخ بـ "شاعر النيل"، وعلى متن سفينة ولد حافظ إبراهيم ليبحر بالأدب إلى أمواج عاتية من الشعر التي خلقها بخياله وبفصاحته أصبح مدرسة شعرية متميزة عن غيره من الشعراء.

نشأ في قرية بسيطة، توفي والده وتبعته والدته بعد ذلك، فتربي مع خاله، واستشعر بالحرج في العيش معه لمشقة المعيشة، فتركه ليعيش حياته يتيما متخبطا بين مدينة لأخرى، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة في أحد الكتاتيب، ليعمل بعد ذلك في مكتب محامٍ، ثم يلتحق بمدرسة الحربية، ويسافر مع قوات الجيش في حملته على السودان، وتنتهي به الحياة موظفًا في دار الكتب.

أظهر فصاحته ونبوغه في اللغة منذ صغره، عرف عنه سرعة بديهته ودهائه وحنكته في الرد، حتى أنه كان يرد على خصومه بالشعر والهجاء في التو واللحظة، لقبوه بالمعجزة لقوة ذاكرته التي تتعلق بالشعر بسرعة، حتى يقال إنه حفظ ديوان شعر بعد قراءته مرة واحدة.

عاش حافظ إبراهيم في العصر الذهبي للأدب العربي، فعاصر العقاد، وربطته علاقة صداقة قوية مع أحمد شوقي، بالرغم من تبادلهما الشهر الهجائي إلا أنهما كانا مقربين من بعضهما البعض، واعتادا حضور المناسبات والحفلات سويا.

غنى حافظ في الحب والوطن، أبكى الكثيرين كلماته وتعبيراته، وأشجعهم بتشبيهاته وجزالة كلماته، وخفة ظله في الشعر الذي يدخل القلب في الوهلة الاولى لسماعه، سرعة بديهته حيرت الكثيرين أمامه.

لم يجعل حافظ إبراهيم مناسبة واحدة تفلت من وحي إلهامه الشعري، وكأنه كان يستحضر وحي الأشعار في كل مناسبة يأمره فيؤتمر، فينشد حافظ شعرًا من أجمل الأشعار، ففي إحدى المناسبات التي جمعت بينه وبين أحمد شوقي، وأثناء الغداء تصادف وجود طبق القلقاس على المائدة، وكعادة قطبي الشعر العربي المتنافران، تحدوا بعضهم في إلقاء شعر يذكر به القلقاس.

وفاجأ حافظ إبراهيم الحضور، بشعره الذي استوحاه من اللحظة، وقاله كأنه حفظه عن ظهر قلب، وأنشد قائلا: "لو سألوك عن قلبي ومـا قاسى... فقل قاسى وقل قاسى وقل قاسى".