في الساعة 9 ونصف صباحًا وقع على مسمع "هند"، إحدى العاملات بمحطة مصر بمنطقة رمسيس صوت دوي انفجار خلال ورديتها الصباحية، لتهرع إلى رصيف 6 ، وسط تسارع نبضات قلبها لتتسع حدقة عينيها من هول مشهد، انفجار جرار داخل المحطة، يتبعه خروج السنة نار بكافة أرجاء الرصيف، لتركض في هلع مع الركاب للنجاة بحياتها.

لم تتصور عاملة النظافة انه سيأتي يوم لتصاب بصدمة ستظل محفورة في ذهنها طيلة حياتها بعد رؤيتها لتفحم بعض جثث الضحايا بالمحطة خاصة الاطفال قائلة " أنا الساعة 9 ونص سمعت صوت انفجار شديد في المحطة جريت اشوف في ايه، لقيت النار في كل حتة و الجرار بيولع والنار مسكة في الناس خفت وجريت وانا بعيط".

قضت العاملة ساعات لاستيعاب وقائع الحادث البشع بحسب وصفها، فكان هول الموقف كافيا ليشل لسانها عن الكلام ، خاصة بعد رؤيتها لجثث ضحايا الحادث الذي استمر لأكثر من ساعة حتى تم إخماده.

دقائق معدودة و اصطفت عربات الاسعاف والاطفاء في مكان الحادث لتبدد النيران المشتعلة و انتشال جثث الضحايا، في مشاهد دفع العاملة للبكاء والنحيب بحسب روايتها.

بعيون تشوبها الصدمة يتذكر محمود سائق قطار ملامح الحادث الذي وقع أمام عينيه اثناء وجوده بالرصيف، الشاهد على الواقعة المفجعة، وذلك خلال ورديته الصباحية المعتادة.

صباح كان مختلفا عن كل صباح عايشه سائق القطارات منذ عمله بالمحطة، فللمرة الاولى يرى السنة النار تلتهم الركب وانفجار كاد يسقط رصيف المحطة، ليدفعه المشهد إلى الفرار من الرصف ناجيًا بحياته لحظة ، وصول عربات الاطفاء والاسعاف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بحسب وصفه.

السرعة الزائدة واحتكاك الجرار بالرصيف، هو ما يتذكره محمد خلال رؤيته للحادث أثناء إندلاعه، موضحًا بأن الجرار لم يكن به سائق وهذا بحسب ما كشفته كاميرات المحطة، وفقاُ لروايته.

قسوة المشهد دفعت السائق محمود إلى البكاء، خاصة لرؤيته لجثت الاطفال الضحايا الذين التهمهم الحريق ، ليدفعه هذا الأمر السائق ، إلى دخول المحطة مرة اخرى لمساعدة العاملين في إنقاذ الركاب واخماد الحريق المندلع بالمحطة.

من الوهلة الأولى لوقوع الحادث راى فنى القطارات “محمد صحبي” بورشة ابو غاطي التي تبعد عن محطة رمسيس بمئة متر، والتي خرج منها الجرار المتفحم، الذي أودى بأرواح العشرات من الركاب داخل المحطة، كافة التفاصيل المفجعة منذ بداية الواقعة حتى نهايتها.

بحسب رواية صبحي، كان الجرار المتسبب في الحادث متشابكًا بجرار آخر كان خلفه أثناء سيرهم بالورشة، ليقدم سائق الجرار على الخروج منه لمعرفة سبب تشابك الجراران، لينفلت الجرار من التشابك ويسير بسرعة مهولة، متجهًا نحو المحطة دون السائق بعد أن خرج من كابينة، القيادة لمعرفة سبب العطل.

التهور هو الوصف الذي أطلقه الفني تجاه تصرف السائق الذي تسبب في الحادث المروع، داخل محطة مصر ، حيث شاهد صبحي دوي انفجار مرعب يضرب أفق الرصيف السادس من المحطة والسنة نار تزحف على الرصيف، وسط صراخ الركاب والعاملين الذين حاولوا الفرار من مكان الواقعة، بحسب رواية الفني .

كل ما انعكس في عيون صبحي خلال الحادث هو الحطام والركام وبقايا ملابس جثث الضحايا التي خلفها حادث الجرار، في مشهد مؤلم دفع الفني ليصاب بالإغماء فور رؤيته ضحايا الواقعة المرعبة، وذلك بحسب وصفه.