مغامرة في محمية الصحراء البيضاء.. 30 صورة ترصد كنوز الطبيعة الباقية منذ 80 مليون سنة

رغم مشقة الطريق إلى محمية الصحراء البيضاء في الوادي الجديد والتي بلغت 500 كيلو متر من القاهرة، إلا أن روعة وسحر المكان تنسيك أي تعب، حيث اللون الأبيض يكسو المكان كله، لذلك لم يكن غريبًا أن يتم إعلانها محمية طبيعية في عام 2002، وسميت الصحراء البيضاء بسبب اللون الأبيض الذي يغطي معظم مساحتها الإجمالية وتبلغ 3010 كيلو متر مربع.
كان الدكتور محمد جبريل، الباحث المتخصص في تاريخ وطبيعة الصحراء البيضاء ومدير مركز زوار المحمية، دليلنا عند وصولنا إلى هناك، حيث كشف لنا حكاية الصحراء وما بها من كنوز، ومنها جبل الكريستال الذي يمثل انعكاس أشعة الشمس عليه مصدر جذب كبير للسائحين، حيث يأتي معظمهم لمشاهدته وقت الغروب بسبب روعة انعكاس أشعة الشمس عليه وما ينتج عن ذلك من ألوان طيف مختلفة.
وقبل أن يكشف لنا أبرز كنوز الصحراء البيضاء، أخبرنا بسر تسميتها، وذلك بسبب الصخور الطباشيرية من كربونات الكالسيوم، والتي كونت صخورا جيرية أو طباشيرية بيضاء اللون، وذلك منذ 70-80 مليون سنة، حيث كانت المحمية عبارة عن قاع محيط اسمه بحر تيسس، ثم ترسبت كربونات الكالسيوم وشكلت جبالا كبيرة، ومع عوامل التعرية عبر العصور تعرضت لما يسمى بري أو نحر، مما أدي لتكوين صخور عديدة لها أشكال مختلفة، مثلت أحد مصادر جذب الزيارات للمحمية.
والمحمية كما أخبرنا جبريل تقع في الصحراء الغربية، والتي كانت في عصر الرومان والإسكندر الأكبر مصدر الغلال للامبراطورية الرومانية كلها،لذلك من أشهر معالم وكنوز المنطقة 3 عيون مياه رومانية هي عين خضرا وعين السرو وعين مكفي، والدخول لهذه العيون يتطلب سيارات دفع رباعي،ومياهها باردة بها نسبة بوتاسيوم، عن الآبار العميقة التي تتراوح ما بين 700- 1000 متر عمق.
وفي جولة قمنا بها وسط التشكيلات الصخرية بالمحمية، رصدنا أبرزها وأشهر معالم المنطقة وهي صخرة المشروم"عيش الغراب"، وكشف لنا جبريل في نهاية حديثه معنا أن منطقة الوديان في الصحراء البيضاء بها أكبر تنوع بيولوجي، وتتواجد بها عدة أنواع من الحيوانات أشهرها ثعلب الفنك والغزال المصري، كما تتواجد بها مياه جوفية قريبة من السطح، مما أدى لوجود 43 نوع من النباتات والأشجار أشهرها نخيل البلح.